الليلة يا سمرا.. أغنية المناضل (زكي مراد) التي غناها منير
كتب : أحمد السماحي
الليلة الليلة الليلة يا سمرا
آه يا سمارة الليلة يا سمرا
لا انا كنت برة ولا مهاجر
انا الى جايلك من باكر
قلبى ولا البحر الهادر
عينى ولا الجمرة الليلة
خلى الندى من احلامك
يسقى النبات من ايامك
حطى الى خلفك ادامك
تلقى البلد عامرة الليلة
هذه الكلمات التى تغنى بها (محمد منير) عام 1981 فى ألبوم (شبابيك) وحقق من ورائها شهرة كبيرة، ومازالت واحدة من أحب الأغنيات إلى قلب جمهوره، لهذا تطلب منه كثيرا فى معظم حفلاته، هذه الأغنية يرجع ميلادها إلى عام 1962، حيث ولدت فى زنزانة متر فى متر!، حيث تغنت لأول مرة في سجن الواحات الذي كان مليئ بالمعتقلين السياسيين ومن بين هؤلاء كان الشاعر (فؤاد حداد)، والمطرب (محمد حمام)، والملحن (أحمد منيب) والمناضل المصري (زكي مراد) الذي كان شاعراً وأديباً ومترجماً يساريا مصريا نوبيا، تلقى تعليمة في قريتة النوبية (إبريم)، ثم التحق بجامعة فؤاد الأول في القاهرة لدراسة القانون وانضم للتنظيمات اليسارية من بعد ذلك.
وهؤلاء الأربعة تم حبسهم فى قضية تخص الحزب الشيوعى المصرى فى وقتها، وهم فى الحبس جاء الأول من سبتمبر الذي يوافق عيد ميلاد (زكي مراد)، فقرر (فؤاد حداد) كتابة قصيدة بهذه المناسبة فكتب (الليلة يا سمرا) وأعجب بالكلمات الملحن (أحمد منيب) فلحنها على الفور، وقام (محمد حمام) بغنائها، وتحدى الأربعة ظروف السجن الصعبة، واحتفالوا على طريقتهم الخاصة بعيد ميلاد صديقهم المناضل (زكي مراد)، وولدت أغنية (الليلة يا سمرا).
وبعد خروجهم من السجن قام المطرب (محمد حمام) بتسجيلها وطرحها فى أحد ألبوماته، وحققت نجاحا كبيرا فى السبعينات، كما قام الملحن (أحمد منيب) بغنائها أيضا، وفى عام 1981 أعاد المطرب (محمد منير) غنائها ولاقت نجاحا كبيرا.
وقد كتب البعض الكثير عن هذه الأغنية وتم تفسيرها على أنها تحمل الكثير من الرموز، فالبعض كتب أنها صدرت ضمن ألبوم (شبابيك) عام 1981، أي وقت استرداد (طابا) من العدو الإسرائيلي، وتقول الأغنية :(البنت قالت فستاني منشور على الشط التاني.. خدنى المراكبي وعدانى ورجعت في القمرة الليلة)، وتشير هنا إلى مصر باعتبارها فتاة فستانها منشور على الشاطئ المقابل أي الضفة التي احتلها العدو الإسرائيلي، كل هذه تفسيرات ليس لها معنى.
والبعض الآخر فسر السبع سنين فى جملة (ده العنجريب اللي قنيته سبع سنين استنيته) بأنه كان انتظار الحرب بعد هزيمتنا عام 1967 والنصر الذي تحقق عام 1973 ، بالرغم من أن الأغنية أو القصيدة كتبت عام 1962 ، أي قبل نشوب أي حرب، وبالتالى لا وجود لمعانى تخص سبع سنين لانتظار القتال أو تحرير الشط التانى للقناة أو كل هذه الاجتهادات الخيالية.
وبالمناسبة (العنجريب) كلمة نوبيه معناها السرير أو الأريكة المصنوعة من الجريد، وليس كما ينطقها البعض (العن قريب) والتى جعلت البعض يقول انها تعنى انتظار النصر فى 1973!.