كتب : أحمد السماحي
نحتفل اليوم العاشر من أكتوبر بعيد ميلاد مطربنا الكبير (محمد منير) الذي يعتبر واحدا من نجوم الغناء الذين أضافوا الكثير للأغنية المصرية، من حيث المفردات الجديدة، والألحان المتطورة، والأداء المختلف، وبهذه المناسبة نتوقف عند بعض الأغنيات التى أعاد (منير) غنائها لغيره من المطربين، وكان يتمنى أن تكون في رصيده الغنائي، هذه الأغنيات التى كان بعضها يداعب أحلامه فى مرحلة الطفولة والصبا، وظلت هذه الأحلام الغنائية تلح عليه فى صحوه ومنامه، وتطارده من ألبوم إلى ألبوم، فكانت حلما وخيالا، وأصبحت بإرادة (الكينج) واقعا ملموسا فى شارع الغناء العربي.
وراء بعض هذه الأحلام، قصص مليئة بالكوابيس والدموع والوجع، والبعض الآخر ورائه الحب والإعجاب، فالمتابع لمشوار(منير) يجد أنه أعاد حتى الآن حوالي 22 أغنية من أغنيات الجيل الذهبي للأغنية بدأها بــ ( يا حبيبي عود لي تاني) للفنانة شادية، وختمها عام 2017 بأغنية (اللي غايب هاتوا تاني) لكروان الشرق (فايزة أحمد) التى تعتبر مقطع صغير من أغنيتها الطويلة (لقيتك فين) كلمات الشاعر الغنائي الكبير عمر بطيشه، وألحان الموسيقار محمد سلطان.
وبينهما الكثير من الأغنيات مثل (الليلة يا سمرا، وسط الدايره، شيئ من بعيد نداني، الدنيا ريشه فى هوا، حكايتي مع الزمان، يا أبو الطاقية، يا بيوت السويس،حاضر يا زهر، يا حبنا الكبير) وغيرها.
يجي زمان
اليوم وبمناسبة عيد ميلاده سنبتعد عن الأغنيات التى لها مواقف مؤلمة عند الكينج، ونتوقف فقط عند بعض الحكاوي اللطيفة فى الأغنيات التى أعادها (منير) ففى ألبومه (يا أهل العرب والطرب) غنى أغنية (يجي زمان، ويروح زمان) كلمات عبدالرحيم منصور، ألحان عبدالعظيم عويضه، التى ورائها قصة يجب أن تحكى، ففى بداية الثمانينات كان ملك الفيديو (نور الدمرداش) يستعد لإخراج مسلسل (مارد الجبل) وطلب من الملحن (عبدالعظيم عويضة) مطرب لغناء المقدمة والنهاية للعمل، فوقع اختيار الملحن على صديقه المطرب الجديد (محمد منير) ليقوم بالغناء بحكم أن المسلسل باللهجة الصعيدية، وكاتب الكلمات والحوار الشاعر (عبدالرحيم منصور) صديق (منير) وأحد الأعمدة الرئيسية في بدايات المطرب.
لكن بعد استماع (الدمرداش) للأغنية رفضها، وطلب أن يغني (التتر) المطرب الجديد (محمد ثروت) الذى لمع بقوة فى نشيد (الأرض الطيبة)، وبالفعل جاء (ثروت) دون أن يعلم أن مطرب آخر سبقه وغنى، وقدم (التتر) بصورة رائعة نالت إعجاب (الدمرداش)، وكان هذا (التتر) هو أول (تتر) فى مشواره الفني، لكن (منير) ونظرا لروعة الكلمات التى كتبها صديقه (عبدالرحيم منصور) واللحن الشجي (لعويضه) لم ينس هذا التتر، فقرر إعادة تقديمه مرة آخرى.
عيون ماهر العطار
ما ينطبق على أغنية (يجيي زمان) ينطبق أيضا على أغنية (عيون) كلمات سيد حجاب وألحان العبقري عمار الشريعي ففى نهاية السبعينات كان (الشريعي) هو النجم الصاعد بسرعة الصاروخ إلى مصاف النجوم بعد نجاحه المدوي مع الفنانة مها صبري، فى أغنية (امسكوا الخشب)، وكان تميمة الحظ فى ألبومات المطربيين، ويومها كان مطربنا (ماهر العطار) ملء السمع والبصر، ومطرب الأفراح الأول، وطلب من الملحن الموهوب أن يلحن له ألبوما كاملا، وبالفعل لحن (الشريعي) له مجموعة من الألحان الجميلة، من بينهم أغنية (عيون)، التى نالت إعجاب (منير) بقوة لكن (ماهر) تمسك بالأغنية، وقام بغنائها لكن لسوء الحظ نجحت كل أغنيات الألبوم باستثناء أغنية (عيون) التى لم تحقق أي نجاح يذكر رغم أن الألبوم كان يحمل إسم الأغنية، ولم تغب الأغنية عن ذهن منير فأعاد غنائها فى ألبومه (يا أهل العرب والطرب) .
منير يحفظ نجاة
إذا كانت التجارب السابقة كانت حق يعود لصحبه فهناك أغنيات نالت إعجاب (منير) وتمنى أن يكون صاحبها من هذه الأغنيات (أنا بعشق البحر) كلمات عبدالرحيم منصور، ألحان هاني شنوده، التى تحمل له ذكريات البدايات عندما كان يتلمس خطواته الأولى فى ستديو مكتشفه (هاني شنوده)، ونظرا لسوء صوت (شنوده) فقد كلف تلميذه (محمد منير) الذى كان يعتبره صوته بتحفيظ المطربة نجاة الصغيرة أغنية (أنا بعشق البحر)، ونظرا لجمال كلمات وألحان الأغنية التى كانت سابقه عصرها، وتمثل لون غنائي جديد للمطربة الرقيقة، وقع (منير) فى عشق هذه الأغنية، خاصة أن السيدة (نجاة) تعاونت مع (شنوده) بسبب (منير)، حيث كانت تسجل مرة فى أحد الاستديوهات عام 1976 ، وكان المطرب الشاب منير يتلمس بداية الطريق وكان يغني واحدة من أول أغنياته وهى (أمانه يا بحر)، ويومها استمعت (نجاة) إلى الأغنية وأعجبت بالأغنية وبمطربها الشاب، وطلبت من ملحنها أن يتعاون معها ويقدم لها أغنية شبية بـ (أمانة يا بحر).
هذه بعض الحكايات القليلة فى مشوار الكينج نهديها للفانز الخاص به فى يوم ميلاده.