أحمد توفيق .. الممثل والمخرج أستاذ المسرح
بقلم : سامي فريد
من ينسى أحمد توفيق ودوره في فيلم (القاهرة 30) كسكرتير لمعالي الوزير أحمد مظهر، أو دوره في (شيء من الخوف) كأحد مساعدى عتريس (محمود مرسي) حتى مصرع عتريس في ثورة القرية التي نادت بأن (جواز عتريس من فؤاده “شادية” باطل) ليصاب هو بالجنون ويتصور أنه قد أصبح عتريس الجديد!
أحمد محمود توفيق، خريج المعهد العالي للفنون المسرحية والحاصل على ليسانس الآداب وليسانس الحقوق اكتشفه المخرج الكبير صلاح أبوسيف، ليسند إليه دورا صغيرا في فيلم (لا وقت للحب) ثم دورا أكبر في فيلم (القاهرة 30) لتنهمر بعدها أعماله في السينما والتليفزيون ممثلاً ومخرجاً، كان من أبرزها وأهمها أدواره في (ميرامار، حافية على جسر من الذهب، ثرثرة فوق النيل والقبطان).
هذا إضافة إلى المسلسلات التي أخرجها والتي لا يمكن نسيانها مثل (الشاهد الوحيد، لن أعيش في جلباب أبي، الحسن البصري، عمر بن عبدالعزيز)، كما شارك بالتمثيل في مسلسلات أخرى مثل (هارون الرشيدي، لا وقت للحب، شيء من العذاب، على من نطلق الرصاص، فرسان آخر زمن، الفرسان والبرادي، وعم حمزة – تمثيلاً وإخراجاً)، وقد ترك أحمد توفيق لمحبي فنه 36 عملاً كبيراً خالداً.
ويقول عنه النقاد أنه رغم صغر مساحة أدواره في الأعمال التي شارك فيها فقد تميزت كلها بالتنوع بينها يساعده في هذا تركيبته المتميزة والتي ساهمت في نجاح هذه الأدوار.
ولن ينسى له الفنانون ولا النقاد موقفه النبيل أثناء تصوير مسلسل (السقوط في بئر السبع) من إخراج الراحل نور الدمرداش عندما توفى المخرج الكبير نور الدمرداش ولم يكمل إخراج المسلسل فقام هو بإخراج ما تبقى من المسلسل ورفض أن يكتب اسمه في التترات ليظل اسم نور الدمرداش مخرجاً للمسلسل كله.
وللراحل أحمد توفيق، اسهامات لا تنكر في إخراجه لعدد من الأعمال الدرامية ذات الطابع الديني، كان منها (محمد رسول الله، عمر بن عبدالعزيز، هارون الرشيدي، الحسن البصري)، إضافة إلى مسلسلات (الإسلام والإنسان، نور الإسلام، رسول الإنسانية)، كما أخرج النسخة التليفزيونية من فيلم (رد قلبي) بطولة محمد رياض ونرمين الفقي.
كان أحمد توفيق، من أشد المدافعين عن إنتاج الأفلام الدينية والمسلسلات العربية، وينتقد بشدة تلك الرقابة الشديدة عليها، فقد صرح تعليقا على تشدد الأزهر على إنتاج مثل هذه الأعمال فيما سجله الكاتب رابح بدير في كتابه (ابداع على حد السيف)، يقول أحمد توفيق: هو ما قدمناه من دراما دينية على مدار 32 عاما أفاد الدين أم أساء إليه؟ لقد قدمنا أمثلة رائعة للمواقف الانسانية الإسلامية وللشخصيات الجليلة التي يجب أن يعرفها الناس والأجيال الجديدة ليقتدوا بها.
ولا يمكن بحال انكار نجاح العديد من الأعمال التي شارك فيها ممثلا أو مخرجاً مثل (ولاد الإيه، درب الرهبة، البيضة والحجر، أريد حلا) وهي الأعمال التي ثبتت له في قلوب مشاهدين مكانته الخاصة ففاز بإعجابهم من خلال أدائه المتميز الذي ظهر به في السينما والدراما التليفزيونية.
ولن ينسى جمهوره أعمالا أخرى لا تقل عما ذكرنا من النجاح مثل (قمر سبتمبر، عيب يا دكتور، المهنة طبيب) وغيرها.
ومن المفارقات اللطيفة في حياة المخرج والممثل الكبير أحمد توفيق، هو قصة زواجه من المخرجة رباب حسين بعد 7 أشهر من تعارفهما في أثناء مشاركتها في كثير من أعماله كمخرج منفذ، حتى أنها أسندت إليه وهو المخرج الكبير دورا صغيرا في مسلسل لها بعنوان (يا ورد مين يشتريك)، وقد قبل أحمد توفيق الدور رغم صغر حجمه حباً لزوجته التي عاش عمره يدعمها كمخرجة منفذة معه ثم بعد ذلك كمخرجة حتى وفاته.
وكان من أجمل المشاهد التي أخرجها للتليفزيون مشهد (فرح سنية) في مسلسل (لن أعيش في جلباب أبي)، والتي أظهر فيها عائلة عبدالغفور البرعي، فقد أثار المشهد جوانب الكوميديا لم يتوقعها المشاهدون.
كذلك فقد عمل أحمد توفيق بالإضافة إلى التمثيل والإخراج كأستاذ في معهد الفنون المسرحية، كما قام بتأليف ثلاثة أعمال كسهرات تليفزيونية كتب لها السيناريو والحوار مثل (عيد ميلاد سعيد)، وفيلما قصيراً بعنوان (شيش يك) وفيلما قصيرا آخر بعنوان (المايسترو).
أما على المسرح فقد أخرج أحمد توفيق مسرحيات لا يمكن نسيانها مثل (سيدتي الجميلة، زهرة الصبار، أنا وهى وسموه، الدخول بالملابس الرسمية)، وهو ما قد لا يعرفه الجمهور مثلما لا يعرفه الكثيرون أنه مخرج فيلم (العوامة 70، ومسلسل (زينب والعرش)، و(توالت الأحداث عاصفة).
وقد حصل أحمد توفيق على العديد من جوائز التقدير والإجادة عن أدوراه المتميزة في السينما والمسرح كما حصل على جائزة الدولة التشجيعية.
وقد رحل أحمد توفيق عن عالمنا عام 2005 أثر مرض في القلب لم يمهله ليظل خالدا مع أعماله ومحبة عشاق فنه حتى اليوم.