كارمن بصيبص .. عنوان البساطة والرقي الفني
كتبت : سدرة محمد
في هدوئها الكثير من الرقي وفي حضورها بساطة لعلها باتت مفقودة في عالم الأضواء اليوم، ولكنّها في ذات الوقت هى التي تجعلها نجمة محبوبة وقريبة من القلب، ففي جمالها سحر ناعم، وفي نظرات عينيها ضوء يعكس موهبة أثبتت نفسها بالطبع، ولكنّها لا تزال تُبشر بالكثير والمزيد، فعفويتها، وبساطتها ونعومتها سرّ جمالها الهادئ ومحبّة الجمهور لها، وهى فوق هذا وذاك تتمتع بملامح جذابة وناعمة وقوام ممشوق مما ساعدها على دخول عالم الفن والتمثيل.
هى النجمة الشابة (كارمن بصيبص) المعروفة بسحرها الخاص؛ سواء في جمالها الكلاسيكي الهادئ أو الاحترافية في الأداء، وهو ما جعلها تترك بصمتها على كل عمل فني تشارك به، ويترقب المشاهدون دوما طلتها المختلفة على الشاشة ما بين السينما والتلفزيون؛ بعدما استطاعت أن تخطف قلوب الكثيرين في الوطن العربي، خلال فترة وجيزة؛ بأعمال فنية ناجحة وأدوار مميزة ولها ثقل خاص؛ سواء كانت أعمال درامية مصرية أو لبنانية أو سورية، حتى أصبح اسم بدأ يبرز منذ فترة في عالم الدراما التلفزيونية والسينمائية.
للبساطة والرقي عند (كارمن بصيبص) عنوان، فهي تملك سحراً غريباً في عينيها ورغم جمالها أدت في مسيرتها دور شاب ولم تأبه لأنوثتها، إنطلاقا من إيمانها أن سلّم النجاح ينبغي أن تتسلقه درجة درجة، لذا فهى تحب التمثيل، ولكنها لا تطمح إلى الشهرة بل تلتزم الصبر إلى أقصى الدرجات، ومنذ 10 سنوات في هذا المجال وهى تنتقي أدوارها بعناية، وتعرف أن تقول (لا) للأدوار التي لا تخدم مسيرتها التمثيلية.
ولدت (كارمن بصيبص) في 9 تشرين الأول/ أكتوبر عام 1989، وقد ظهرت في عدة إعلانات وهى في سن الخامسة عشرة من عمرها، وعلى الرغم من أنها كانت ترغب في صغرها أن تدخل عالم السياسة وأن تقوم بدراسة الحقوق، إلا أنها دخلت عالم الفن والتمثيل، حيث درست الإخراج وقامت بإخراج عدّة أفلام قصيرة.
إنطلاقة (كارمن بصيبص) الفنية الأولى كانت عام 2011 في المسلسل المصري (الجامعة) عندما ظهرت كطالبة لبنانية تدرس في الجامعة الاميركية، ثم بمسلسل (نكدب لو قلنا ما بنحبش) عام 2013 إلى جانب النجمة المصرية الكبيرة يسرا والممثلة أمينة خليل، وعام 2014 ظهرت بمسلسل (اتهام) الى جانب الفنانة ميريام فارس والفنان الكبير الراحل عزت أبو عوف، ثم استكملت مسيرتها في لبنان وقدّمت مسلسلي (سمرا، ويا ريت) عام 2016 و في عام 2015 (درب الياسمين) .
عادت (كارمن) للظهور في مصر مرة أخرى بمسلسل (الزيبق) عام 2017 بدور مريم، وأدت دور البطولة في مسلسل (ليالي أوجيني) إلى جانب الممثل التونسي ظافر العابدين عام 2018، وكررت التجربة معه في بطولة مسلسل (عروس بيروت) عام 2019، وغنّت (بصيبص) في المسلسل كما تتطلب منها الدور، رغم أنها المرة الأولى التي تتحدى نفسها بهذه التجربة، ولكنها لا تفكر بتاتاً في دخول المجال الغنائي بعد هذه التجربة، ولم تفكر يوماً في هذا الموضوع.
خاضت (كارمن بصيبص) أيضاً تجربة السينما من خلال فيلم (القديسة مورين) عام 2018، فقامت بتغيير إطلالتها معتمدة الشعر القصير، وهى تجسد شخصية فتاة تعيش على أنها صبي كي تدخل الرهبنة، و لم تأبه لظهورها كصبي من دون ماكياج، بل سعت إلى إبراز الدور بكل طاقاتها، وأكدت في حديثها لإحدى المحطات التلفزيونية: أن دور القديسة مورين عالجها نفسياً من الداخل، وأخرج منها الكثير من الأحاسيس والمشاعر التي عبّرت عنها في الفيلم، كما قالت: إن هذا الدور شكل بالنسبة إليها تحدياً كبيراً على مستوى التكنيك في الأداء.
كما قدّمت (كارمن) في السينما أيضا فيلماً ايرانياً، يجسد القضية السورية بدور لاجئة سورية، وهو فيلم قصير بعنوان (بتوقيت الشام) عام 2017 ، وقد حاز الفيلم على جائزة أفضل فيلم قصير في (مهرجان فجر السينما الدولي)، كما شاركت في فيلم (شارع Huvelin)، وعملت على إخراج عدة أفلام روائية قصيرة أشهرها (لبين ما يجو)، وقد شارك الفيلم في مهرجان (كان) في فرنسا ومهرجان (دبلن)، وحصل على المرتبة الثالثة في مهرجان بيروت السينمائي، وشاركت أيضاً في فيلم (تلتت) عام 2016.
ترفض (كارمن بصيبص) دائماً التحدث عن حياتها الشخصية، معتبرة أن حياتها الخاصة هى ملك خاص بها، وليس من حق أحد التعرف على أي شيء يخصها، ومن المعروف أنها متزوجة وأن زوجها من خارج الوسط الفني، وهو رجل أعمال لبناني، وأكدت في إحدى المقابلات أن علاقتها قوية بزوجها، وتشعر بالثقة الشديدة معه، وهى على وفاق تام مع عائلته ووالدته، كما أشارت إلى أنها تخاف من الموت ويستفزها التكبر وقلة الأخلاق، وهى تحب رقص الفلامينجو.
تشعر (كارمن) حاليا بسعادة غامرة والسبب أنها شاركت في أول فيم مصريّ ولطالما انتظرت اللحظة المناسبة، وتعني بذلك النصّ المناسب والعمل المناسب كي تقوم بهذه الخطوة، وهو فيلم (العارف) والذي يجمع في مقوّماته كلّ ما كانت تبحث عنه من نصّ جيد وفريق عمل وشركة إنتاج على أعلى مستوى، فالعمل يأتي في إطار تشويقي بامتياز ودورها مميّز وجديد ومختلف ولم تلعب مثله في السابق، وهو من إخراج أحمد علاء وإنتاج شركة Synergy وبطولة (أحمد عزّ وأحمد فهمي ومصطفى خاطر) وغيرهم من الممثلين المميزين، ويتناول الفيلم موضوع (الحرب المعلوماتية) ورغم أنها مثلت في السابق في فيلم (رحلة الشام ) ذات الإطار التشويقي أيضاً – على حد قولها – إلا أن دورها في فيلم (العارف) يختلف ولم يكن كذلك.
بدأ اسم الممثلة اللبنانية (كارمن بصيبص) يبرز بقوة على الساحة الفنية في لبنان والعالم العربي، وذلك تزامنا مع بدء يعرض مسلسل (عروس بيروت)، وهو النسخة العربية من المسلسل التركي (عروس اسطنبول) والعمل المشترك الذي تتقاسم بطولته مع النجم التونسي ظافر العابدين، والذي قدمت من خلاله شخصية (ثريا)، وتقول عنه: جسدت الدور من كل قلبي وحرصت على تأديته بطريقتي متناسية النسخة الأجنبية، وشخصية (ثريا) لها أكثر من بعد، فهي الفتاة اليتيمة التي عاشت مع خالتها بعدما فقدت والديها، وهذا ما جعلها تختبر باكرا صعوبات الحياة وأجبرها على خوض غمار العمل منذ الصغر، وساهم في تقوية شخصيتها التي يطبعها أيضاً الغناء والعزف.
ورغم قسوة الحياة التي قابلتْا بعفويتها خلال أحداث المسلسل، والتي بموجبها تأخذ حياتها منحى آخر بعد أن تتعرف إلى (فارس) فتكون نقطة التحوّل، إذ تقع في حبه ويدفعهما الشغف للزواج بسرعة لتبدأ الصراعات بين (ثريا) وحماتها التي تعتبر أنها لا تنتمي إلى المستوى الاجتماعي الذي يليق بفارس وعائلته.
ومع ذلك تجد (كارمن بصيبص) نفسها أكثر رغم النجاح الكبير الذي حققته في (عروس بيروت) المتعة الفنية في (ليالي أوجيني) حيث كانت تجد تلك المتعة في عيش حيوات من حقبات زمنية غابرة وبشخصيات مختلفة جداً، فتوضح قائلة: (عيش حيوات مختلفة من إيجابيات العمل في التمثيل، عندما نختبر حياة شخصيات من حقبات زمنية مختلفة وشخصيات متنوّعة في طريقة تفكيرها وأسلوب عيشها نصبح في الواقع متقبّلين أكثر للغير ومتفهميّن لاختلافه فلا نحكم عليه لأننا عشنا واقعه، من ثم فهمنا خلفية تفكيره وتصرفاته).
لذا يعتبر دور (عايدة) في مسلسل (ليالي أوجيني) من الأدوار المميزة جدا في مشوارها الفني، فقد ترك علامة واضحة في الجماهير عندما عرض في رمضان 2018، ووصفها الجمهور بـ “قطعة الجاتو عايدة”، على حد وصفها أحد رواد مواقع الاجتماعي، وقال آخر (أكيد العالم هيكون مكان ملائكي لو كل الكائنات اللي عليه كارمن بصيبص)، وعلق ثالث (في ملاك بيمثل يا جماعة اسمه كارمن بصيبص.. ده فخر الصناعة العربية والله).
عن معايير قبولها لأدوارها الفنية، أوضحت (كارمن) أنها تهتم بكل عناصر العمل الفني قبل قبولها المشاركة فيه؛ سواء الدور بحذافيره أو النص أو التأليف أو الإخراج أوالإنتاج، مشيرةً إلى أن التقييم على العمل كله، ولا تهتم بدورها فقط داخل النص؛ واصفة: (لازم يكون فيه قصة وخطوط درامية حلوة، مش قراءة دوري في النص وخلصت)، أما عن أكثر الأدوار القريبة لقلبها، أوضحت أنها تحب كل الأعمال التي قدمتها من قبل، ولكن مسلسل (الجامعة) الذي عُرض في عام 2011 يشكل معزة خاصة في قلبها؛ نظرًا لكونه أول تجربة تمثيلية لها، فضلًا عن كونه فتح لها أبوابًا على مصر.
وإضافة إلى كونه العمل الأول الذي شاركت به في حياتي – كما تقول – كان مسلسل (الجامعة) منذ عشر سنين وكان مصرياً، وكان الأبطال من الجنسيات المصرية والسعودية واللبنانية، لذا حضر مندوبون عن الشركة المنتجة (كارما) إلى لبنان وأجروا اختبارات شاركتُ فيها، وكنت معروفة في عالم تصوير الإعلانات، ثم نجحت واختارني المخرج هاني خليفة للدور، والحمد لله فُتحت الأبواب أمامي في مصر.. ومن جانبنا في بوابة (شهريار النجوم) نتمنى لـ (كارمن بصيبص) كل التوفيق والنجاح في خطواتها القادمة في مصر أولبنان أوسوريا وأي مكان آخر تبرز فيه كموهبة صاحبة وجه وأداء ملائكيين سحره يخطف القلوب والأبصار.