حكاية أغنية عبدالحليم حافظ لنصر أكتوبر التى تم إعدامها!
كتب : أحمد السماحي
عندما تأكد نصر أكتوبر 1973، زحف المطربون والشعراء والملحنين إلى مبنى الإذاعة والتليفزيون، وقدموا العديد من الأغنيات التى تحتفي بالنصر، ولم يكن يعلم الجمهور- الذي ظل ملاصقا للراديوآنذاك – أن استديوهات الإذاعة كانت ملعبا مفتوحا يتنازعه الزاحفون عليه بكلمة المعركة، ولحن المعركة، وصوت المعركة، فلم يتخلف عن التعبير بالكلمة شاعر، ولا تمهل عن التعبير بالنغمة ملحن، فبعض الألحان كانت تسجل فى الثانية صباحا ويسمعها رئيس الإذاعة بعدها بدقائق، وفى الخامسة أو السادسة صباحا تقدم للناس، حيث امتد إرسال الإذاعة لأول مرة 24 ساعة كاملة، وازدادت حدة المنافسة وجرت الاتصالات التليفونية بين المؤلفين والملحنين والمطربين، ولم يتواعدوا في البيوت، ولا في الصالونات، وإنما تواعدوا في استديوهات الإذاعة، حيث سارع عدد كبير من المطربين للتعبير عن فرحتهم ببيانات الانتصار، وواكبت الأغنية طلقات المدافع، وعبرت الآفاق في أعقاب عبور قوات مصر الباسلة خط بارليف.
كان أبرز هؤلاء المطرب (عبدالحليم حافظ) الذي قدم 5 أغنيات للنصر هى (قومي يا مصر) كلمات عبدالرحيم منصور، وألحان بليغ حمدي، (عاش اللي قال) كلمات محمد حمزه، وألحان بليغ حمدي، وغنى رائعته (خلي السلاح صاحي) كلمات أحمد شفيق كامل، وألحان كمال الطويل، وقدم أيضا (الفجر لاح) كلمات مرسي جميل عزيز، وألحان بليغ حمدي، وكانت الأغنية الخامسة هى (صباح الخير يا سينا) كلمات عبدالرحمن الأبنودي، ألحان كمال الطويل.
أما الأغنية السادسة فهى قصيدة بعنوان (إن لم أجود أنا) كلمات عبدالرحيم منصور، ألحان (بليغ حمدي) هذه الأغنية أو القصيدة كانت أول ما شدا به العندليب للنصر، قبل أغنيته الأولى (قومي يا مصر)، ويقول مطلعها الذي نشره الكاتب الصحفي الكبير (مجدي فهمي) فى مجلة ” الشبكة” اللبنانية العدد ” 926 ” عام 1973:
أن لم أجود أنا
إن لم تجود أنت
أن لم نجود كلنا
بعمرنا لأجل أمنا
لا نستحق الحياة
هذا النشيد أذيع مرة واحدة واختفى، ولا أحد يعرف حتى الآن مصيره، ولم يذكر فى كل الكتب أوالأعداد الخاصة من المجلات التى تناولت حياة (عبدالحليم حافظ)، رغم أن كاتب الموضوع (مجدي فهمي) ذكر أنه استمع للنشيد، ويبدو أن النشيد تم كتابته وتلحينه على عجل، فلم ينل إعجاب (عبدالحليم حافظ) بعد إذاعته مرة أواثنين، فطلب إخفائه وعدم إذاعته مرة ثانية، وهذا حدث من قبل مع عدد كبير من المطربين، وأيضا مع عدد من أغنيات البدايات للعندليب الأسمر عبدالحليم حافظ.