كتبت : سدرة محمد
منذ أن انطلق الجزء الخامس من مسلسل (حكايات بنات) على قناة ON، والذي بدأ باستعداد الجميع لـ حفل زفاف (جميلة) في ظل بحث (چايدا) عن عمل لتحقق ذاتها، وزوج أم (نور) يشعر بالتعب الشديد جراء فشل في وظائف الكبد، وعودة عائشة إلى مصر بعد أن كانت قد بدأت تعمل في أحد شركات الميكانيكا الكبرى في لندن، كل ذلك صاحبه آراء كثيرة على صفحات التواصل الاجتماعي لما يحمله هذا المسلسل الاجتماعي الخفيف من مفارقات بين مجموعة من البنات اللاتي تربطهن علاقة صداقة وطيدة تجعلهن يجتمعن على الفور على أثر تعرض إحداهن لمشكلة.
“حكايات بنات 5” في جزئيه الرابع والخامس جاءا كنوع من التعاون الإنتاجى بين (الشركة المتحدة للخدمات الاعلامية) بقيادة (تامر مرسي) مع شركة (تى فيجين) للمنتج طارق الجناينى، حيث كان قد تم التعاقد بينهما على تقديم الجزأين الجديدين من لعرضهما على شبكة قنوات المتحدة للخدمات الإعلامية، وذلك بعد أن حققت الأجزاء السابقة نجاحاً جيداً مع الجمهور.
المسلسل الذي عرض الجزء الأول عام 2012 وشارك فى بطولته (حورية فرغلى ودينا الشربينى وصبا مبارك وريهام أيمن وكريم فهمى ورجاء الجداوى ومها أبو عوف وعمرو صالح) وكتبه باهر دويدار وأخرجه حسين شوكت، والجزء الثانى والثالث عرضا عام 2017، مع بعض التغيرات فى البطلات حيث شارك فى بطولتهما دينا الشربينى وصبا مبارك وإنجى المقدم وندا موسى وأحمد العوضى وأحمد جمال سعيد وعمرو صالح وإخراج مصطفى أبو سيف، والجزء الرابع عرض في مارس 2020، ثم جاء في جزئه الخامس في نفس الإطار ولكنه يبدو مختلفا من حيث الشكل والمضمون
الحكاية في الجزء الخامس تجنح المفاراقة في الأحداث التي جاءت بطابع اجتماعي (لايت)، وقد لاحظت أن الأداء العفوي سمة مميزة لكل فريق العمل من البنات (ميرنا نور الدين، هند عبد الحليم، هاجر أحمد، أسماء جلال، مي حسين، نهال كمال) حيث أبدوا جميعا نوعا من التوافق والانسجام، فضلا عن أداء بسيط وجميل من جانب (أحمد طلعت) الذي عبر عن شخصية العاشق المصدوم في حبه بطريقة عفوية تؤكد موهبته الكبيرة، وأيضا كريم العمري، الذي كان قد حقق نجاحًا كبيرًا في الجزء الرابع من العمل بشخصية مروان، التي جسدها بطريقة احترافية غاية في العذوبة في الجزء الخامس، ما جعله يتصدر تريندات السوشيال ميديا طوال الأسبوعين الماضيين، وهو ما يشير إلى مولد (جان) جديد على طريق النجومية.
كما بدا أداء كل من (محمد يسري، وخالد منصور) رائعا في الإلمام بالشخصية من الداخل والخارج، وهو ما انعكس في تفاعلهما مع باقي الشخصيات، لكن أداء (هاجر أحمد هو الذي فاجأني كثيرا، نظرا لتجسيدها شخصية قوية وجادة جدا في الحياة رغم ما يعتريها من مواقف كوميدية أدتها ببراعة على عكس أدائها الهادئ الرومانسي في غالبية الأعمال التي قدمتها من قبل، ما يجعلها ممثلة واعدة في الأداء الكوميدي (اللايت) ويمكن الاستعانة بها في أعمال قادمة لتنضم لكتيبة الكوميديانات في قلب الدراما المصرية.
أما عن ماستر سين العمل فقد جاء كما تجسد في لقاء جمعهما على الغداء بين عائشة أو (آش) – هاجر أحمد و (فاروق) – أحمد طلعت، حاول (فاروق) أن يتقرب أكثر من (آش) ويعبر عن مايجيش بصدر من مشاعر حب وعاطفة تجاهها، لكنها صدته بحديثها الذي أبعدها تماما عن دائرته عندما حدثته عن (ياسمين) تلك المهندسة الصغيرة التي التحقت بالورشة مؤخرا، حيث تراها مناسبة له، لكن صدمته كانت أكبر بذلك كما جاء المشهد على النحو التالي:
آش : ايه رأيك في الأكل .. جامد قوي قوي صح؟
فاروق: آش ماتصيعيش يا حبيبتي أنا متربي في الأماكن دي.
آش : ايه .. أمال حاساك إنف كده وعمال تنقنق حته حته .. كل زينا كده.
فاروق : إنف ازاي يعني؟
آش بابتسامة ساخرة واضعة يدها على يده بطريقة عفوية : لا .. لا والله العظيم ما اقصد أنا آسفة .. تمام يعني انتى مبسوط من الأكلة دي .. صح؟
فاروق يحاول أن يقترب منها أكثر : أنا مبسوط أكتر اننا قاعدين مع بعض بره الورشة.
آش : أنا كمان مبسوطة .. طيب حيث بقى طالما ان انته مبسوط وأنا مبسوطة واحنا الاتنين مباسيط ، أنا كنت عاوزه أسالك سؤال؟
فاروق : اتفضلي.
آش : هو انته ليه لحد دلوقتي مش مرتبط؟ .. أو فيه في حياتك واحدة؟
فاروق في شكل تلميح لا تصريح لآش : يمكن ما جاتش الفرصة أو معنديش الشجاعة الكافية.
آش : ايه ده معندكش الشجاعة الكافية .. عيب عليك لما تبقى صاحب (آش) وتقول جملة زي دي.. بص يا سيدي بما إننا صحاب فأنا حانقلك خبرتي في الحياة .. أوكي : أنا شايفة إن الفرص حوالينا طول الوقت بس الخوف اللي جوانا ده هوه اللي بيمنعنا، يعني أنا مثلا لو أنا في حياتي حاجة اسمها خوف أو عدم شجاعة عمري ما كنت درست ميكانيكا، ولا عمري كنت أصريت أنزل ورشة واشتغل فيها، ولا كنت سافرت لندن مثلا واشتغلت في أكبر شركة عالمية أي حد يتمنى يشتغل فيها، ولا كنت كمان صاحبة قراري إني أنا أرجع مصر .. مش كده؟
فاروق (يرد ووجهه عليه علامات الاكتئاب من كلام (آش) عن نفسها حيث لم تورد كلمة واحدة على لسانها تبدو كبادرة أمل : عندك حق .. بس انتي ليه ما ارتبطيش لغاية دلوقتي؟
ترد آش على الفور وكأنها تجيب بطريقة تحسم رأيها حول أسئلته التي تجيش في صدره: لا بص هو أنا مش حاضحك عليك .. أنا حاجي معاك سكة ودوغري في الموضوع ده.. أنا بصراحة جربت نصيبي ولقيت ان الكار ده مش بتاعي خالص .. محتاج بقى وقت وسهوكة وفرهضة وأنا معنديش وقت خالص للكلام ده، أنا باشتغل وأبني مستقبلي وأشوف شغل أبويا وأشوف شغلي أنا كمان .. يعني باحاول أقف على رجلي الأول.
ثم توجه (آش) له ضربة قاضية : خلاصة القعدة أنا شايفة إن البنت ياسمين البنت الرخمة اللي بتقعد تسأل أسئلة كتير واحنا في الورشة معجبة بيك وعينها منك .. أنا شايفة إن دي فرصة كويسة اتكل على الله.
فاروق : الكلام ده مش كلامك .. مين قالك تقوليلي الكلام ده؟
آش بثقة : عمي صلاح.. بصراحة عمي صلاح هوه اللي قالي أقولك، وقالي ما قولكش إنه هو قالي كده فاهمني؟
فاروق بغضب كما تعكسه جبهته المنقبضة : كملي!!.
آش : أنا معرفش انك حتضاديق من الموضوع ده بس الراجل نيته خير وعايز يفرح بيك ويشوفك في بيتك وعايز يشيل عيالك .. يعني هوه مش قصده حاجة .. انته اتضايقت؟!
فاروق : هو جالك انتي تبلغيني عشان تحاولي تقنعيني يعني؟
آش بحماس شديد : أيوه عشان هوه عارف ان احنا صحاب قوي.. بس هوه قالي ماقولكش.. ثم تدراكت غضبه قائلة : أنا آسفة يافاروق أنا معرفش ان انته حتضايق كده متزعلش مني.
فاروق : لا أنا مش زعلان منك أنا زعلان منه هوه.
آش : لا هوه عادي!!.. ثم تنظر في عيني فاروق ويتولد لديها شعور بالذنب تجاهه فقد أدركت أنها جرحت مشاعره دون أن تقصد قائلة بينها وبين نفسها في نهاية المشهد: أنا الحقيقية اتضايقت من نفسي اني حاولت أتدخل في مشاعر فاروق وحاولت أقنعه بحاجة تقريبا أنا نفسي مش مقتنعة بيها .. ماهو ده يبقى ظلم لنفسنا قوي لو عملنا حاجة بس علشان نرضي ناس تانية غيرنا .. وينتهي المشهد بابتسامة خجول على وجه (آش) ما يدل على تولد بعض المشاعر للتو تجاه فاروق.