بقلم : علا السعدني
تعتبر الآن قناة (دي أم سي) من أكثر القنوات مشاهدة ومتابعة وتحديدا قناة الدراما، ويرجع ذلك بالطبع لنوعية المسلسلات المنتقاة بعناية فائقة من القائمين على القناة، وخاصة الأعمال الدرامية القديمة والشهيرة مثل (ليالي الحلمية، رأفت الهجان، الشهد والدموع، دموع في عيون وقحة، زيزينيا، أرابيسك، حديث الصباح والمساء، الضوء الشارد، ذئاب الجبل، ضمير أبلة حكمت، الراية البيضاء) وغيرها من روائع الدراما التليفزيونية الخالد.
ولكن ومن خلال متابعتي لهذه القناة التي أصبحت مفضلة عند الجميع ومحببة لي أنا شخصيا، غير أني لاحظت وقد بدأت تدب فيها ظاهرة التكرار، ومنها مثلا مسلسل (حكاية ميزو) التي ربما تم عرضها لأكثر من 3 مرات خلال عاما واحدا فقط، وكذلك (كابتن جودة)، والمسلسلين وكما هو معروف لنجم الكوميديا الكبير (سمير غانم )، ونفس الحال تكرر أيضا مع كل من روائع أسامة أنور عكاشة (أرابيسك، أبو العلا البشري، الرايا البيضاء، الشهد والدموع )، وبالطبع رفضي لذلك ليس له أية علاقة بهذه المسلسلات التي تعد أحد أعمدة الدراما الجادة والجيدة في تاريخ التليفزيون.
لكن ما أقصده ألا يجب عرض مسلسلات بذاتها وباستمرار على قناة واحدة، ففي ذلك حرمان لمسلسلات أخرى أصبحت وبسبب تجاهل عرضها في طي النسيان، مع العلم أنها لا تقل أهمية وجمال عن الروائع السابقة، وربما الأخطر من ذلك من وجهة نظري خوفي من حرق هذه المسلسلات أو الملل منها بسبب كثرة عرضها وانتشارها على كل القنوات التليفزيونية تقريبا وفي أن واحد.
ويبدو أن المسئولين في القناة أدركوا ذلك فبدأت تعرض مؤخرا أعمالا جديدة تماما لم تعرض من قبل على (دي أم سي فقط) ولا حتي على القنوات الفضائية كلها، فشاهدنا مؤخرا مسلسلا للعملاق الكبير محمود مرسي بعنوان (سفر الأحلام) ومعه (آثار الحكيم وصلاح السعدني ونجاح الموجي)، والمسلسل كان يعتبر بداية التعاون بين الكبيرين (وحيد حامد) كمؤلف والمخرج (سمير سيف).
وجاء بعده مسلسل آخر لا يقل روعة عن سابقه بعنوان (وأدرك شهريار الصباح)، وهو من تأليف الرائع (أسامة أنور عكاشة) وبطولة النجم الكبير (يحيي الفخراني، نورا، سماح أنور، النجم الكبير أمين الهنيدي، محمود الجندي، شوقي شامخ)، وكوكبة كبري من النجوم الآخرين.
وهاهي تعرض الآن مسلسل (ليلة القبض على فاطمة) بعد أن انتهي المسلسل الإنساني الجميل (الرجل والحصان) تأليف محمد جلال عبد القوي، وإخراج أحمد خضر، وبطولة محمود مرسي أيضا وهدي سلطان ومديحة سالم) وغيرهم من كبار النجوم
وضروري جدا ونحن نتحدث عن روائع مسلسلاتنا ألا نغفل المسلسل الجميل الهادف جدا جدا (يوميات ونيس)، والذي تتحفنا نفس القناة بعرضه عليها حتى وصلنا للجزء الثالث منه، وما نتمناه طبعا أن تستكمل عرض باقي أجزائه الأخر.
ونأمل أن تسلك باقي القنوات الأخرى نفس النهج الذي حدث مع الـ (دي أم سي)، حيث أن تلك القنوات ورغم تخصصها الدرامي إلا أنها مازالت تعيد وتزيد عدد محدود من المسلسلات في عرض حال مستمر لها.
وأخيرا لنا في قناة النيل للدراما دليل على ما أقوله، فهذه القناة أصبحت مؤخرا وكأنها كما مهملا فلا يعرض عليها سوي أعمالا معينة تعرض بصفة متكررة دون أي تغيير أو تجديد فيها، مع العلم أنها القناة المتخصصة الوحيدة في الدراما التابعة لقنوات النيل التليفزيونية، والمفروض أن هذا التليفزيون يا سادة كان ومازال هو المالك الأصلي للغالبية العظمي من المسلسلات !.