مفارقات النجوم في المنافسة على الأفضل في استفتاء رمضان
** (ياسر جلال) نافس أمير كرارة على أفضل نجم حتى آخر لحظة بفارق بسيط
** رشيد عساف اكتسح مواطنيه (عابد فهد ومكسيم خليل) على أفضل نجم عربي
** (يسرا) تربعت على عرش (أفضل نجمة) منذ اللحظات الأولى للفرز على كل منافسيها
** (ستيفاني صليبا) تفوقت على (ماجي أبو غصن) بكثافة التصويت لصالحها من جانب الجمهور المصري والسوري
** في مفاجأة غير متوقعة (مى عمر) تلفت الانتباه باحتلالها المرتبة الأولى متفوقة على (ياسمين صبري)
كتب : محمد حبوشة
(123.463) رسالة تلقتها اللجنة العليا للاستفتاء الأول لـ (بوابة شهريار النجوم) عبر البريد الإلكتروني، بعد أن انتهاء عمليات التصويت التي بدأت من آخر الشهر الكريم والذي كان يوافق يوم 23 مايو 2020 وحتى 22 يوليو 2020، وقد جرت عمليات الفرز في أجواء هادئة استغرقت 23 يوما من العمل الجاد والمضني وبشكل حيادي، حيث انتهت يوم الثلاثاء الموافق 22 سبتمبر 2020، وقد شهدت إجراءات الفرز مفارقات غريبة وعجيبة على مستوى المنافسة الشرسة بين النجوم والمسلسلات والبرامج والإعلاميين على أفضل أعمال رمضان.
في المنافسة على أفضل نجم في رمضان 2020 شهدت بدايات الفرز عمليات صعود وهبوط بين اثنين من النجوم هم (أمير كرارة، وياسر جلال) وظلت تتأرجح النسب بينهما من يوم إلى يوم، لكن اليومين الآخريين لاحظت لجنة الفرز تقدم أمير كرارة عن مسلسل (الاختيار) بفارق 366 صوتا ليحصل على (123.463) صوتا مقابل (123.097) صوتا لياسر جلال عن مسلسل (الفتوة)، وفي المنافسة على أفضل نجم عربي جاء الصراع بين ثلاثة نجوم سوريين هم (رشيد عساف، عابد فهد، مكسيم خليل)، وظل التقارب بينهم بفارق بسيط حتى حصل (رشيد عساف) عن مسلسل (حارس القدس) في نهاية اليوم الأخير على أعلى نسب التصويت بفارق بين وبين عابد فهد عن مسلسلي (الساحر وهوس) بـ 26670 صوتا، وبينه وبين مكسيم خليل عن مسلسل (أولاد آدم) بفارق 37963 صوتا.
جاءت نتائج الفرز في مجال (أفضل نجمة لرمضان 2020) لصالح النجمة الكبيرة (يسرا) عن مسلسل (خيانة عهد) بفارق 3678 صوتا بينها وبين (نيللي كريم) عن مسلسل (بـ 100 وش) بينما احتلت (ريهام حجاج) المرتية الثالثة بفارق 8876 صوتا، وعن أفضل نجمة عربية لرمضان 2020 فازت النجمة (ستيفاني صليبا) باكتساح على مواطنتها (ماجي أبو غصن) بفارق 32745 لتحسم الصراع بعد أربعة أيام من بدء عمليات الفرز، وقد لاحظت اللجنة أن غالبية الأصوات جاءت من سوريا ولبنان ومصر، وذلك ربما لأنها شاركت في أعمال سورية ومصرية على عكس ماجي أبو غصن.
لاحظت لجنة الفرز أن النجم (أحمد العوضي) تقدم منذ اليوم الأول على منافسه (محمد رمضان) بطل مسلسل (البرنس)، بفارق 43987 صوتا لصالحه وحافظ على القمة في فئة (أفضل نجم شاب) عن مسلسله (الاختيار)، وقد سجل الشباب خريجي الجامعات المصرية والعربية المختلفة تصويتا أكثر من الفتيات من خريجي الجامعات أيضا بنسب أكبر، بينما كان التصويت كثيفا من فئة (العمال والصنايعية وسائقي الميكروباص والتوتوك) المصريين فقط لصالح رمضان، وقد شكل ذلك مفارقة غريبة من جانب فئات الجمهور الذين أصروا على ذكر وظائفهم في رسائلهم التي أرسلوها للتصويت.
وضعت النجمة (ياسمين صبرى) اللجنة العليا للفرز في حيرة منذ بداية التصويت فقد توقع الأعضاء صعودا كبيرا لصالحها منذ اليوم الأول، لكنها خالفت كل التوقعات جراء أداء وصفه غالبية الجمهور بالبارد والمرتبك وغير المعبر بالمرة عن جوهر الشخصية التي جسدتها، حيث جاءت في المرتبة الثانية بمسلسلها (فرصة تانية) بفارق 60861 صوتا عن (مي عمر) عن مسلسل (الفتوة)، حيث سجلت حضور كثيفا منذ اللحظة الأولى رغم أن دورها يعد مختلفا شكلا وموضوعا عن شخصيتاتها التي لعبتها من قبل لتحصل في النهاية وبجدارة بلقب (أفضل نجمة شابة لرمضان 2020).
شكل (خالد سرحان) لغزا محيرا طوال أيام الفرز حيث كان ترتيبه الأخير بين كل من (أحمد زاهر، ومحمد علاء، ومحمد دياب) في المنافسة على (أفضل نجم دور ثان / رجال )، فقد ظل ثابتا في (خانة الخطر)، ورغم عدم التصويت لصالحه لكن حدثت المفارقة في اليوم الأخير الذي شهد انقلابا في موازين التصويت لصالحه بكثافة أذهلت أعضاء اللجنة، إلى الحد الذي تصوروا فيه خروجه من المنافسة لحساب (أحمد زاهر) الذي جاء في المرتبة الثانية بفارق 762 صوتا فقط، بينما جاء (محمد علاء في المرتبة الثالثة بفارق 2765 صوتا، وجاء في المرتبة الرابعة (محمد دياب) بفارق 17765 صوتا.
ونفس المفارقة الغربية حدثت مع (هبة مجدي) التي ظلت تنافس بصعوبة منذ البداية، لكن الكفة أصبحت لصالحها خلال الأيام الثلاثة الأخيرة، حيث تفوقت على منافستها (أيتن عامر) كـ (أفضل دور ثان / نساء) بفارق كبير (17345)، وهو لم يكن متوقعا، خاصة أن حيثيات اللجنة وضعت في اعتبارها ملاحظات الجمهور حول أن دورها كان يبدو ضعيفا منذ بداية الحلقات في خضوعها وخنوعها لزوجها المتسلط، لكنها أحدثت انقلابا ملاحظا في إظهار قوتها وتمسكها بحقوقها التي انتزعتها من زوجها في لحظات ضعفه وانهياره مما أكسبها ثقة في نفسها أكدت فيما بعد فوزها بجدارة.
ظل (خالد أنور) حاضرا بروحه وبراءته من خلال شخصية (هشام) ابن (عهد) طوال أيام الفرز، وكأنه يحلق فوق رؤس اللجنة من خلال التصويت الكثيف لصالحه على حساب (أحمد داش) الذي جاء في المرتبة الثانية كـ (أفضل وجه جديد / شاب) بفارق 35890 صوتا، وهو ما يشكل تفوقا مذهلا لصالحه، بينما جاء في المرتبة الثالثة (أحمد خالد صالح) بفارق 47987 صوتا، رغم أن أداءه في مسلسل (الفتوة) كان طبيعيا ومعبرا في شخصية (الشيخ مبروك) طوال الحلقات.
شكلت النجمة الشابة (هنادي مهنا) ظاهرة في حد ذاتها وهى تنتزع لقب (أفضل وجه جديد / بنات )، حيث لفتت أنظار اللجنة بكثافة التصويت منذ أول لحظة، فقد سيطرت على كل منافسيها حتى أقرب واحدة لها (ليلى أحمد زاهر) بفارق 50765 صوتا، وربما جاءت تلك الكثافة جراء ظهورها المميز على مدار الثلاثة مواسم الرمضانية الأخيرة، حيث سجلت حضورا لافتا في مواسم (2018، 2019، 2020)، وهو الذي أظهر موهبتها في الأداء التمثيلي سواء في الدرما التليفزيونية أو السينما.
في بورصة المنافسة على أفضل مسلسل اجتماعي حصل (ليالينا 80) بجدارة التصويت له بفارق ملحوظ (24576) عن أقرب مسلسل له (ونحب تاني ليه)، وأرجعت اللجنة في حيثيات الفرز إلى أن طبيعة المسلسل تجنح نحو (النوستالجيا) التي لفتت أنظار الجمهور، خاصة أن المسلسل ضم عددا من النجوم المتميزين في الأداء مثل (صابرين – خالد الصاوي – إياد نصار – غادة عادل)، وهو ما أكسب المسلسل نوعا من البريق الآخاذ طوال أحداث اتسمت بالانسيابية والطابع الإنساني الذي يفتقده الجمهور خلال المسلسلات الرمضانية.
على مستوى الأكشن المصحوب بالإثارة اللافتة للنظر، حصل مسلسل (البرنس) على لقب (أفضل مسلسل تشويق وإثارة ) كنتيجة طبيعية لموضوع الصراع بين الأخوة على ميراث الأب الذي تركه عهدة في ذمة أحدهم مما ولد نوعا من الضغينة من جانب الأشقاء الذين ذهبوا للتخطيط في محاولة للتخلص منه، ولعل الأداء الاحترافي من جانب كل من (محمد رمضان، أحمد زاهر، محمد علاء، محمد مهران، نور، أحمد داش)، قد خلق جوا من المنافسة الشرسة بينهم للحصول على تعاطف الجمهور، وهو مارجح كفة البرنس على مسلسل ( لما كنا صغيرين) الذي جاء في المرتبة الثانية بفارق يصل إلى 12789 صوتا.
بدا منذ اللحظات الأولى تفوق مسلسل (بـ 100 وش) وفوزه بلقب (أفضل مسلسل كوميدي) في كعكة رمضان المكدسة بأعمال كوميدية ساقطة وتمتع بقدر من السماجة والاستخفاف بعقول المشاهدين ما أسقطها جميعا في بئر الإسفاف والتردي، لكن (بـ 100وش) جاء كطيف جميل من خلال كوميديا الموقف من خلال مجموعة من اللصوص الظرفاء والذين يتمتعون بخفة دم ورشاقة في الأداء وعلى رأسهم (نيللي كريم، آسر يس، إسلام إبراهيم، مصطفى درويش، شريف دسوقي، علاء رشدي، محمد عبد العظيم) وغيرهم، ممن قدموا لوحات كوميدية فائقة الجودة بقيادة (كاملة أبو ذكري) كمخرجة مبدعة.
خارج منافسة التلفزيون يأتي (كنز مأمون) بطولة محمد هنيدي، وإنتاج (راديو ون) كأفضل مسلسل إذاعي بما تمتع به من قدر الكوميدية والمواقف الضاحكة التي لفتت انتباه المستمعين طوال 30 حلقة من المتعة.
بداية من الحلقة الأولى ظهر مسلسل (حارس القدس) كأفضل مسلسل عربي (سوري) على مستوى الشكل والمضمون، فمن ناحية الشكل جاء موضوعه غاية في إبداع السيرة الذاتية للمطران (كابوتجي) الذي أفنى حياته دفاعا عن القدس وباقي الأراضي الفلسطينية، ومن هنا ذكر المواطن العربي بالقضية المركزية في تاريخ الأمة في وقت كادت أن ترواح مكانها في ظل تهويد القدس وباقي المدن الفلسطينية، ولقد ساهم أداء كل من (رشيد عساف، أمل عرفة، صباح جزائري، سليم صبري) وغيرهم في روعة المسلسل من حيث الشكل الفني الذي ترجمه (باسل الخطيب) في صورة تحمل رسائل مبطنة لخدمة القضية الفلسطينية.
أما على مستوى السيكودراما فيأتي (هوس) كأفضل مسلسل (لبناني) في موسم رمضان 2020، رغم سيطرة مسلسل (أولاد أدم) في بداية الفرز، لكن فاز (هوس) في النهاية بفارق 11876 صوتا، وأرجعت لجنة الفرز في حيثياتها كثافة التصويت له لكونه مسلسل يحمل قدرا من الإثارة والتشويق، فضلا عن أداء احترافي من جانب (عابد فهد) الذي تمتع بنوع من الثبات الانفعالي في تجسيد شخصية جراح التجميل الذي داعبه (هوس) بزوجته الميتة إكلينيكيا فذهب بخياله لعمل نسخة طبق الأصل منها من خلال أداء جيد جدا من جانب (هبة طوجي) في أولى تجاربها التمثيلية.
رغم أن مسلسل (أم هارون) أثار جدلا شديدا في الشارع العربي، حيث كتب كثير من النقاد ورواد مواقع التواصل الاجتماعي عن ميله إلى ترسيخ فكرة التطبيع مع إسرائيل، إلا أنه انتزع لقب (أفضل مسلسل خليجي) بعد أن تفوق عن منافسه (محمد على رود) الذي ينتمي إلى نوعية المسلسلات الإجتماعية التى تختلط بحس تاريخي، وذلك بفراق 16654 صوتا وهو ما يؤكد صدق شهادة الجمهور التي غلبت النقاد ورواد التواصل الاجتماعي، الذين وضعوا بذور الفتنة من أول حلقة ودقوا أسافين التطبيع مع تطور الأحداث التي وقعت خلال حلقاته الثلاثين، عبرإبداع خاص من جانب الفنانة الكبيرة والقدير(حياة الفهد) التي برعت في تجسيد شخصية أم هارون.
كان طبيعيا جدا أن يترجم نجاح مسلسل (بـ 100 وش) بحصول (كاملة أبو ذكري بجائزة (أفضل مخرج مصري) حيث تحكمت في حركة فريق العمل بشكل احترافي عبر الحلقات التي جلبت البهجة والسعادة والضحك من القلب إلى قلوب المشاهدين، والذين تحولوا إلى هذا المسلسل بعد مالايزيد عن حلقتين فقط حين اكتشفوا رداءة الأعمال الكوميدية الأخرى التي سقطت في براثن الإسفاف والتردي.
نظرا لخبرته وحنكته الطويلة في الأعمال التاريخية والسيرة الذاتية فقد كان النجاح حليف المخرج السوري من أصل فلسطيني (باسل الخطيب) وحصل بالفعل على لقب (أفضل مخرج عربي) بسبب تفوقه في إخراج مسلسل (حارس القدس)، والذي كان فخر صناعة الدراما السورية في كعكة رمضان 2020، وبالضرورة كان ولابد من فوز مؤلفه وكاتب السيناريو المتمكن والمتميز (حسن م يوسف) بجائزة أفضل سيناريو عربي، وكذلك فاز الشابان (أحمد وائل وعمرو الدالي) كأفضل سيناريست مصري عن مسلسل (بـ 100 وش).
أما أفضل موسيقى تصويرية فكانت من نصيب (تامر كروان) عن مسلسل (الاختيار)، حين لعب على مشاعر الجمهور تارة في إثبات الحماسة والبطولة، وتارة أخرى على مداد الشجن في وداع أحد الشهداء، أو حتى على مستوى الحركة والأكشن الذي حظي بمساحة كبيرة خلال الأحداث التي اتسمت ببث روح الوطنية في نفوس جمهور الشباب الذي تعطش طويلا لمثل تلك الأعمال البطولية.
وجاء كل من (مدحت صالح) كأفضل مطرب تتر، و(أمير طعية) كأفضل شاعر تتر، و(خالد عز) كأفضل ملحن تتر، لتكتمل منظومة الإبداع الموسيقى والغنائي الذي لفت أنظار الجمهور فصوت لهم جميعا فيما يمكن قوله بالإبداع الذي انسحب على الدراما التلقزيونية في رمضان 2020، وتفوقوا على تتر مسلسل بـ(100 وش) الذي كان منافسا قويا.
ولأنها رائدة صناعة الدراما في مصر فقد جاءت شركة (سينرجي) بقيادة تامر مرسي على القمة كأفضل شركة إنتاج مصرية بما امتلكته من رصيد فني كبير ومتنوع على مستوى الموضوعات والرسائل الوطنية والاجتماعية وحتى الكوميديا، فضلا عن دعمها لشركات الإنتاج الأخرى التي أسهمت في مشاركتها بفعالية لتقوية الموسم الدرامي في 2020، ولأنها فوق هذا وذاك هى شركة وطنية بامتياز وتفوق كبيرين فقد ساهمت في التاثير على الشركات الوطنية العربية الأخرى، لذا جاءت (المؤسسة العامة للانتاج التليفزيوني والإذاعي – سوريا) كأفضل شركة إنتاج عربية بالتزامن مع (سينرجي) المصرية في نفس الأهداف والرؤى الوطنية.
من ناحية أخرى وفي قلب كعكة رمضان 2020 فازت قناة (dmc دراما) كأفضل قناة فضائية عارضة للدراما التليفزيونية في هذا الموسم، حيث حظيت بأفضل خارطة تحتوى عددا من أقوى المسلسلات المتنوعة، لكن أفضل برنامج رمضاني تليفزيوني رمضان ذهب لـ (شيخ الحارة) على (القاهرة والناس) تقديم المخرجة (إيناس الدغيدي)، وأفضل مذيع تليفزيوني كان (وائل الإبراشي) عبر برنامجه (التاسعة) على الأولى المصرية، وأفضل مذيع راديو كان (أحمد يونس) على الراديو 9090.
هذا وقد منحت اللجنة العليا للمسابقة جائزة خاصة لفريق عمل مسلسل (بـ 100) نظرا لتميزه الشديد على مستوى الأداء التمثيلي والسيناريو والإخراج والموسيقى التصويرية، والذي بدوره قد أكد على جوهر الرسالة المطلوبة في صناعة الفعل الدرامي الكوميدي الذي جلب المتعة في المشاهدة، ويجدر بالذكر أن لجنة التحكيم التي ضمت مجموعة من أفضل الخبراء والمراقبين والنقاد وبعض أساتذة كلية الأعلام، قد راعت في عمليات الفرز الحيادية التامة مع ضرورة توفر عناصر جودة العمل الفني والإعلامي الذي كان له تأثير فعال على مستوى الشكل والمضمون، والتأكيد على الهوية المصرية والعربية.
وإدراكا من بوابة (شهريار النجوم) على أهمية وجود البعد المصري والعربي، فقد حثت اللجنة على منح تلك الجوائز لنجوم ساهموا بأعمالهم في توعية الجمهور وجلب المتعة وبث روح الأمل والسرور في نفوس الجماهير العربية من المحيط إلى الخليج.