رئيس مجلس الادارة : محمد حبوشة
رئيس التحرير : أحمد السماحي

الأغنية التى نالت إعجاب العندليب وغناها عبداللطيف التلباني!

عبد اللطيف التلباني

كتب : أحمد السماحي

بعد نكسة يونيو عام 1967 أثير الجدل حول النغمة الصحيحة للأغنية المصرية، وما يجب أن تكون عليه الأغنية، وفى هذه الفترة أقبل كثير من الملحنيين والمطربين على التراث والفلكلور وبدأوا ينهلون من نبعه، خاصة بعد النجاح الكبير الذي حققته الأغنيات المستلهمة من الفلكلور مثل (على حسب وداد جلبي، سواح، قولوا لعين الشمس) وغيرها وبدأ كثير من المطربين يبحثون عن أغنيات الفلكلور من هؤلاء (شادية، عبدالحليم حافظ، محمد رشدي، فايزة أحمد) والمطرب الشاب (عبداللطيف التلباني)، الذي كان فى هذا الوقت يستعد لتقديم فيلمه الغنائي الجميل (جزيرة العشاق)، بطولته مع مجموعة كبيرة من النجوم منهم (سهير المرشدي، رشوان توفيق، زيزي البدراوي، سمير صبري، أمال فريد، خيرية أحمد،عبدالخالق صالح، إبراهيم سعفان) وغيرهم.

ووقع اختيار (التلباني) على أغنية بعنوان (عطشان يا صبايا) المستلمهمه من الفلكلور، لكن كان العندليب الأسمر (عبدالحليم حافظ) سبقه وحفظها، تعالوا بنا نترك المخرج وشاعر الأغنية ( كمال عطية) يحدثنا بالتفصيل عن حدوتة الأغنية:

عبد الحليم حافظ

يقول المخرج (كمال عطية) فى كتابه (مذكرات أغنية) كان الشاعر(صلاح جاهين) قد تعاقد مع شركة (فليمنتاج) على كتابة أربعة أغنيات في فيلم (جزيرة العشاق) على أن يسلم الأغنيات فى موعد محدد في عقد محدد الشروط بين الشركة وبينه، ولكن يشاء القدر أن يكلف (جاهين) بعمل غنائي آخر للدولة، ولم يكن فى استطاعته إتمام العملين في الوقت المحدد لهما، فلجأ إلى بصفتي صديق للطرفين هو ومخرج الفيلم (حسن رضا)، واقترحا على أن أكتب إحدى الأغنيات تسهيلا للعمل كبداية حتى يتمكن هو من كتابة الثلاثة الأخرى فينزاح عنه بعض ثقل الحمل الذي يحمله على عاتقه، ورحب حسن رضا وكذلك (فليمنتاج) بالاقتراح.

وبما أن الأغنية المطلوبة مني ليست مرتبطة بموقف درامي فى الفيلم، وستكون حرة تغنى فى موقف ما في الفيلم، فتذكرت أغنية (عطشان يا صبايا) التى استلهمت مطلعها من الفلكلور وباقي الأغنية من تأليفي، ونالت إعجاب صديقي الموسيقار (محمد الموجي) وبدأ فى تلحينها، واتصلت به، لكنه صدمني وفرحني في الوقت نفسه، حيث قال لي أن الأغنية نالت إعجاب صديقه (عبدالحليم حافظ) وبدأ في حفظها، وبهذا يكون (عبدالحليم) هو الأسبق والأحق من (التلباني) بالأغنية، (مطب) كبير وقعت فيه أنا، وبينما كنت أتحير في أمري وأفكر فيما ينقذ الموقف.

علم (التلباني) بالموقف فذهب إلى بلدياته (عبدالحليم حافظ) فى منزله وطلب منه باستعطاف أن يتنازل له عن الأغنية، ورغم إعجاب العندليب بالأغنية لكنه تنازل لبلدياته (التلباني) عن الأغنية التى تقول كلماتها:

عطشان يا صبايا دلوني على السبيل

تايه في بحور هواكم وماليش غيركم دليل

عطشان، عطشان ومعطشني

عطشان حيشين الميه عني

تايه فى بحور هواكم وماليش غيركم دليل

دلوني على السبيل

الشوق هو اللي عارف أيه اللي بيني وبينكم

هى بلة شفايف مش عايزغيرها منكم

والميه بين أيديكم وأنا روحي بين أيديكم

حيفيد بإيه عليكم ما المية رايحة وجاية

عطشان عطشان ومعطشني

 عطشان حيشين الميه عني

تايه فى بحور هواكم وماليش غيركم دليل

الناس يقولوا الصبر، وأنا أقول حبيبي ما فيش غيره

حتى إن شربت المر من ايده حبيبي ماليش غيره

ده شجرة الصبر لو طعتش لا هتصبر ولا تصبر

زي سحابة الصيف لا بتندي ولا تمطر

والناس يقولوا الصبر، فى كل شمس صباح

وفى كل قمرايه، بعدى على الرياح واخطى في قناية

وعطشان ولا أقادر ابل ريقي

ولا عارف فين طريقي

يا ناس رسوني معاكم على البر الأصيل

عطشان عطشان ومعطشني

عطشان وحيشين الميه عني

تايه في بحور هواكم وماليش غيرهم دليل

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.