كتبت : سدرة محمد
حكاية (أمر شخصى) هى الحكاية الرابعة من مسلسل “إلا أنا”، وهى فكرة (يسري الفخراني)، وتأليف عمر عبد الحميد، وإخراج محمود كامل وبطولة (شيرى عادل وميدو عادل وايهاب فهمى وجمال عبد الناصر ونهال عنبر ومعتز هشام ونور إيهاب)، وقد شهدت الأحداث تغيرات دراماتيكية من خلال تغير معاملة عمرو مع هاجر بعد موت والده المفاجئ، وعودته للإدمان من جديد، حيث يقرر سرقة (شبة زوجته) وبيعها لصرفها على المخدرات، وتضع (هاجر) وليدتها في غياب (عمرو)، ويترك لها رسالة أنه لن يكمل معها، وتكتشف أنه كان موقوف من نقابة اﻷطباء.
على أثر تلك الرسالة تبدو حالة من الغموض غير المبرر اكتنفت الأحداث خاصة بعد الحلقة الخامسة ودون أسباب واضحة، الأمر الذي جعل رواد السوشيال ميديا يتهمون المسلسل بعدم وضوح القصة، حتى أن أحد المعلقين قال: (هو جوزها ماله نفسي أفهم إيه مشكلتها)، وأضاف آخر (عندى فضول فظيع أعرف عمرو إيه حكايته، بس اعتقد أنه بيتاجر فى الأعضاء عشان كده انفصل من النقابة)، وقال آخر (فيه سر في الحكاية وجوزها ده حيطلع وراه حاجة).
هذا الغموض فتح باب الاحتمالات والشك في الزوج، حيث لم يتضح في بداية الأمر أن السب الجوهري هو إدمانه على المخدرات وربما كان هذا هو الـ (أمر شخصي) الذب حمل عنوان المسلسل الذي أخفاه عن زوجته بعدما صدمت فيه، وخاصة أنها عاشت فترة سنة من عمرها في ظل رومانسية غير معهودة في حياتها القاسية وسط ظروف صعبة اضطرتها لتحمل مسئولة البيت وهى صغيرة بعد وفاة والدها.
صحيح أن أداء (شيري عادل) كان طبيعيا جدا، حيث امتلكت حساسية مرهفة في تناولها للشخصية، وذهبت بها إلى آفاق رومانسية قبل أن تصدم في زوجها الشاب، لتتحول بعد ذلك بايقاع مختلف إلى شخصية كئيبة طوال الوقت في شرودها وانتباهها أحيانا لمسئوليتها الملقاة على عاتقها، وقد جاء أداءها رائعا في كل الحالات ومعها أيضا (ميدو عادل) الذي تطور أداءه كثيرا خلال الفترة الأخيرة، وقد برع في تجسيد شخصية طبيب مدمن، وتقمص الشخصية بطريقة احترافية جعلته رقما صعبا وممثلا قويا في قلب الدراما المصرية حتى أنه يمكن أن نعول عليهم في المستقبل.
لكن هنالك بعض الأخطاء الفنية التي حملها السيناريو عندما تعمد ألا يمهد لمشكلة عمرو بطريقة منطقية منذ بداية الأحداث، بل إنه اعتمد أسلوب الإثارة والتشويق في حكاية اجتماعية بسيطة وتبدو واقعية، ولا تحتاج كل هذا الزخم من الغموض الذي أربك المشاهد في حساباته طوال الوقت، في ظل أنه لايدري حقيقة هذا الطبيب المفصول من عمله.
على أية حالة نجحت الموسيقى التصويرية في شحن الممثلين في حالات الشجن والرومانسية والحزن والتحول التراجيدي حتى نهاية الأحداث، وكذلك يبدو المخرج متمكنا إلى حد ما في التحكم في حركة فريق عمله على جناح البساطة الشديدة، ولو أنها كانت مخلة في بعض المشاهد، لكن إجمالا يمكن القول بأنه عمل جيد وبسيط مر طيف جميل في عشر حلقات.
وقد اخترت المشهد الرومانسي الذي قام بأدائه كل من (شيري عادل ومحمد عادل) على نحو جيد ليستحق أن يكون (ماستر سين) العمل، وقد جاء على النحو التالي :
في ثاني مكاملة هاتفية بينهما يعترف (عمرو – ميدو عادل) لـ (هاجر – شيري عادل) بحبه لها، طالبا منها اللقاء بينهما غدا قائلا : حينفع تيجي ولا ايه ، وهى من جانبها تجيب بخجل : لازم يعني!.
هاجر : اشمعنى أنا يعني؟ .. يكونش تعارفنا كان لذيذ قوي يعني؟
عمرو : السؤال يبان انه مستحيل .. بس هو في الحقيقة صعب على فكرة؟
هاجر : بس ما اظنش يعني إن أول يوم اتقابلنا فيه رقتي عجبتك مثلا؟
عمرو : هتقوليلي .. جدا بس يارب الصراحة .. أنا شايف اننا بلاش نفتكر اليوم ده أصلا لأني .. بس والله العظيم بالعكس كان اليوم ده .. عندي إحساسين عكس بعض.. اليوم ده كان عندي إحساس جوايا إني مش طايقك .. أنا آسف يعني متخانق وجايب أخري.
هاجر: مش طايق إيه انته اللي زعقت الأول.
يرد عمرو سريعا بشكل جدلي : خالص على فكرة.. انتي ….
هاجر تجادله أكثر : لا لا .. أنا لما جيت باسألك.
عمرو ينهي الجدل بطريقة ساخرة : بصي بصي قلبتي في ثانية.
هاجر : مش انته اللي بتقول إني زعقت الأول؟
عمرو : انتي لومكاني حتحسي نفس الإحساس على فكرة، بس كان جوايا حاجة تانية انه .. للدرجة دي انتي خايفة على الولاد..للدرجة دي قادرة تشيلي مسئولية أطفال، وهيا مسئولية صعبة جدا على فكرة.. غير كده بقى ده شيئ نادر قوي الفترة دي .. يمكن دي مشكلتي في حياتي .. مش كل اللي بتقابله في حياتك يقدر يشيل مسئولية .. حاجات كتير كنت باعاني منها، كنت محتاج أقابل بني آدمين بقدروا يقفوا على رجلهم.
يضيف عمرو : معرفش حسيت كل ده فيكي .. حسيت ان ينفع تبقي .. هى الكلمة كبيرة شوية بس والله هيا الي جوايا .. ينفع تبقي سندي .. حسيت ان انتي البنت اللي أقدر أعيش معاها.
عمرو يستطرد: عارفة والله حاسس انك صحبتي وأختي أمي وبنتي .. حسيت انه ينفع تبقي مراتي .. أنا باسبق الأحداث بس ده اللي جوايا .. عارفها لما تكون بتعيش حياتك كلها بتدور انك نفسك بس تحس بالآمان ودايما مش بتلاقيه وبالصدفة كده لما تلاقيه في بني آدمة تحس ان البيبان اللي في الدنيا كلها اتفحتلك مرة واحدة، وانك عايز تفضل مبسوط وسعيد وفرحان بكل اللي جواك .. انتي حسيتي بكل ده ؟
عمرو : بصي الولاد دايما عندهم مشكلة دايما يقولك: أدور على واحدة حلوة تعيشني في حياتي مبسوط ، أو أشوف واحدة شبه أمي وكده .. أنا بصراحة وأنا كنت بادور على واحدة شبه أمي ولاقي واحدة حلوة .. أنا كنت باحاول أشوف حد يحس بأمان معاه .. ممكن بعد ما تعاشرني شوية تكتشفي إن دي أكتر حاجة أنا مفتقدها، إني أنا أحس بالآمان .. إني أبقى قاعد مبسوط في المطلق .. إني أبقى مبسوط حتى في الخناقة .. في الفرح .. ده اللي بيسموه حب عذري باين؟
يتساءل عمرو بعد كل هذا الشجن: أنا عمال باخرف : صح ؟
تضحك هاجر في خجل وتعجز عن الإجابة؟
عمرو يدرك خجلها : والله ما قصدي خالص .. بصي يعني .. بصي بقى ياستي : أنا عايز أجي البيت من بابه .. أنا مش حينفع آخد أي خطوة غير لما انتي تقوليلي أي حاجة .. تقولي إن انتي شبه موافقة.
هاجر : بس أنا مش حاكدب عليك .. أنا لو مكنتش مرتاحلك ماكنتش جيت النهارده .. بس انته لازم تبقى فاهم حاجة: من ساعة ما بابا مات أنا سندهم في البيت وضهرهم .. أنا اللي باخلي بالي منهم ، وكنت خلاص ابتديت أفتكر إن هو ده كل دوري في الحياة .. بس لما قابلتك حسيت ان ممكن تكون انتا سندي وضهري .. حتقدر تعمل ده؟ .. حتقدر ما تبعدش عني أبدا؟
عمرو يهز رأسه مجاوبا : أوعدك .. حافضل جنبك لآخر نفس في عمري .. وبعدين انتي مخبية عليا كل الكلام الحلو ده .. والله دا أنا كنت خلاص بدأت أيأس!!.
وينتهي المشهد بالاتفاق على الزواج.