بقلم : محمد حبوشة
إنهم (يريدون الفتنة ويسعون لخراب مصر) .. تلك هى حقيقة مظاهرات الجماعة الإرهابية التي تحاول بكل عزم وتجاهد من خلال أبواقها الفضائية وصفحاتها على مواقع التواصل الاجتماعي، تحريض الشعب المصري ضد حكومته، عبر منشورات مفبركة دعت بها المواطنين للنزول أول أمس الجمعة لتنظيم ثورة إخوانية جديدة، بعدما فشلوا في 20 سبتمبر الماضي من تنظيم ثورتهم التي دعا لها الهارب الأجير (محمد على) عندما بث عدة فيديوهات نشرها على صفحته الخاصة على الفيس بوك للتظاهر في الشوارع والميادين؛ ولكن دون تلبية أحد من الشعب المصري.
ولقد عمدت (قناة الجزيرة) القطرية في تغطيتها التي تدعى أنها حية وعلى الهواء مباشرة التزييف العلني، حين أرادت أن تنقل (الحقيقة الوهمية) في تقاريرها التي اعتمدت بالضرورة على فيديوهات قديمة مفبركة، وقالت الجزيرة عبر صفحتها على الفيس بوك واصفة مظاهرات الجمعة المزعومة: (جمعة غضب تشبه ثورة يناير.. دعوات لاستكمال المظاهرات في مصر)، وادعت أن هاشتاج (جمعة الغضب 25 سبتمبر) يتصدر قائمة التفاعل على تويتر من مصر، داعية لاستكمال مظاهرات 20 سبتمبر الماضي، والتي فشلت الجماعات في تنظيمها، والدليل على ذلك أن التفاعلات على هاشتاج (جمعة الغضب 25 سبتمبر) أظهرت أنه يتم نشرها من خلال صفحات وهمية تم إنشاؤها من قبل جماعات الإخوان، بهدف نشر الفوضى والخراب بين المصريين.
وكان المقاول (محمد على) المأجور قد نشر عدة فيديوهات سابقًا، يحرض من خلالها المصريين على التظاهر ضد الرئيس عبد الفتاح السيسي وحكومته، وزعم أنه سيبقى فى الشارع، مثلما سيبقى المتظاهرون فى الشارع حتى يكون مثلهم، ولكن لم يلبي أحد من الشعب المصري طلبه بالنزول نهائيا، ما يعد صفعة من الشارع المصري إلى جماعة الإخوان وأتباعهم في كل مكان، بل إنه يؤكد عظمة الشعب المصري ونبذه وكراهيته لكل ما هو فوضى، ولم تكن مصر في يوم ما تواجه هذا الكم من التحديات حتى أثناء احتلالها مثلما تواجه الآن على كافة الأصعدة، ومن هنا فعلينا أن نوجه تحية فخر واعتزاز للرئيس عبد الفتاح السيسي مؤكدين له: لست وحدك، معا على طريق طويل نبني أماني عظيمة لهذا الوطن الغالي علينا جميع.
والذي يبدو غريبا في هذا الأمر والمثير للدهشة أيضا أن “قائد ثورة الحانات” ظن أنه يستطيع أن يحرك شعب مصر وفشل في ذلك، وهو ما يأتي في وقت تصر فيه قنوات إخوانية وصفحاتهم على مواقع التواصل الاجتماعي أن “الثورة بدأت” بالانتشار على نطاق واسع في موقع “تويتر”، وذلك رعما بأنها جاءت بالتزامن مع المظاهرات التي خرجت نهار الأحد 20 سبتمبر في عدد من المناطق والمدن المصرية، واستمرت حتى فجر الاثنين، للمطالبة برحيل نظام الانقلاب بزعامة عبد الفتاح السيسي، ونشر نشطاء ورواد مواقع التواصل صورا وتسجيلات قالوا إنها لمظاهرات ما زالت مندلعة في عدد من القرى والبلدات المصرية، منها قرى (الجيزة، والإسكندرية، والبحيرة، ومدينة نصر، وأسوان، والقليوبية، وأسيوط) وغيرها، وغردوا على هاشتاجات “يسقط يسقط حكم العسكر، وخليك فالشارع”، وسط دعوات للتظاهر في ميدان التحرير وسط القاهرة.
وللعلم فقد حاولت قناة الجزيرة القطرية الداعمة للجماعات المتطرفة محاولات مستمية خلال الأيام القليلة الماضية تصدير صورة لمتابعيها للعمل الإعلامي المهني، فسقطت في فخ الوعي الشعبي الذي اتخذ تلك الصورة كاعتراف ضمني بنشر مقاطع فيديو مفبركة دليل على الانحراف المهنى للفضائية المدعومة من نظام الدوحة، ومن ثم وقعت القناة القطرية فى خطأ مهنى، بعد اعترافها ضمنيًا بنشر مقاطع فيديو مفبركة تزعم أنها تظاهرات ضد الدولة المصرية استجابة لدعاوى المقاول الهارب محمد على.
وبثت (الجزيرة) مقطع فيديو لمواطنين ينكرون وجود تظاهرات للإخوان، حيث أكد المواطنون أن ما حدث ليس إلا مجرد مشاجرة (شوية عيال بتوع بانجو) وانتهى الأمر بعد ذلك، وهتف المواطنون للدولة المصرية والرئيس عبدالفتاح السيسي، مضيفين “لا للشائعات ومفيش إخوان، ولا فى أي كلام من المثير للشائعات)، بعد أن كشف مقطع الفيديو كذب قنوات الإخوان ومزاعم خروج مظاهرات فى قرية الكداية بالجيزة، حيث أكد الأهالى عدم وجود أى مظاهرات ونفوا أى وجود للإخوان داخل قريتهم وأنها مجرد خناقة استغلها أعداء الوطن فى ترويج الشائعات حول قريتهم.
وترتيبا على ذلك فقد دشن رواد موقع تويتر، هاشتاج بعنوان (محدش نزل) وتصدر الترند المصرى، يوم الأحد 20 سبتمبر، للسخرية من فشل الإخوان فى الحشد للتظاهرات في ذلك اليوم، وللرد على دعوت الفوضى التى أطلقتها الجماعة الإرهابية، والتى قوبلت برفض شديد من بين أطياف المجتمع المصرى ككل، الذى يرفض الفوضى، وغرد رواد تويتر على الهاشتاج للسخرية من الدعوات الفاشلة، وفشل الحشد للتظاهر وتنفيذ مخططات الفوضى، وقال أحد المغردين: (الخونة عارفين لو نزلوا ها يضربوا بالجزم، الشعب المصرى كله مع السيسي حبيب قلب المصريين، افهموا بقى يا أغبياء بنحبك ياسيسي وكلنا معاك لآخر العمر).
وتزامنا مع هذا الهشتاج الذي يفند مزاعم الإخوان حول الحقيقة الواهية بوجود تظاهرات في مناطق مختلفة في القاهرة وبعض الأقاليم، أذاعت قناة (إكسترا نيوز)، مقطع فيديو لمكالمة مسربة بين (أيمن نور) وأحد قيادات جماعة الإخوان المسلمين، تضمن الحديث عن فشل التنظيم في حشد المصريين للنزول في مظاهرات ضد الدول المصرية، والتي قال فيها (نور) مخاطبا القيادي الإخواني: (عايز أقولك إن في لبنان الحالة عظيمة جدًا، لكن الحقيقة هى نكسة أو هى هزيمة)، ليُجيبه الأخير: (للأسف كلنا حاسين نفس الإحساس ده يا دكتور والله .. بس احنا بقالنا فترة بنحاول وبنجهز وبنعد والدعم موصول، وعمالين نتواصل مع (محمد علي) والناس بتوعنا ولازم نعمل شيئ، ولازم نعوض الإخفاق اللي كان حصل عندنا في سبتمبر، علشان نعمل حاجة كويسة في يناير ونحفز الناس بس مش عارف إيه اللي حصل).
وعقب أيمن نور: (للأسف أول مرة أشعر أننا في حالة حزن وخيبة أمل وصدمة، كنت بقولك الشارع ونعمل مظاهرة أو فعالية، ولكن اكتشفت حجم الكارثة)، ليرد القيادي الإخواني: (يا دكتور والله حضرتك ماقصرتش، ربنا يعلم تحفيز حضرتك لينا هو اللي كان مخلينا قادرين نكمل لحد دلوقتي، بس أنا مش عارف بعد اللي عمله محمد علي، إنه هو يطلع ويقول هنسحب وأقفل صفحتي، أنا خايف بكره الصبح إن باقي الناس اللي بندعمهم على الأرض وعمالين نوفر لهم كل الدعم، كل واحد يطلع بكره يقول أنا هقفل صفحتي ولا هنسحب من الحراك، يعني احنا لازم نلحق الدنيا قبل ما نخسر المعركة)، ليرد أيمن نور: (أنا عايز أقولك فشلت وهزمت في المعركة الأولى فلا معركة أخرى لها قيمة).
وضرب الشعب المصري، أروع الأمثال، في دحض تحركات جماعة الإخوان الإرهابية الخبيثة لهدم أمن واستقرار البلاد بالدعوة للخروج في تظاهرات ولكن دون استجابة، ليتصدر هاشتاج (#محدش_شاف_الثورة_ياولاد)، للسخرية من جماعات الإرهاب وقوى الشر، وفي هذا الصدد قال المدون الإماراتي إبراهيم بهزاد، عبر هاشتاج (#محدش_شاف_الثورة_ياولاد): (الإعلام القطري يعتقد من يقف خلفه بأنهم يستطيعون إشعال الأوضاع مجددا، ولا زالوا يعيشون أوهام الخراب ويحاولون إظهار الثورة المزعومة.. تحيا مصر وعاش السيسي وستبقى مصر عصية على مخططات قطر وإعلامها ومرتزقتها وتنظيم الإخوان الإرهابي)، وتابع بهزاد: (المصريون مع رئيسهم، ولن ننسى جميعا وقوفك في وجه قوى الشر وإحباط مخططاتهم وإنقاذ مصر والوصول بها إلى بر الأمان وعملك لاستقرارها ومسيرتك في البناء والنماء).
وكالعادة فإن الشعب المصري ضرب الإخوان على قفاهم، جراء ممارساتهم المشينة حين غرد أحدهم قائلا: (قمة الغباء إنك تفكر إنك ممكن تضحك علينا يا خروف منك له مفيش ثوره تاني في مصر، وسخر أحدهم من دعوة الإخوان للتظاهر، بقوله (ثورة تايهة يا ولاد الحلال ثورة الخرفان لا يراها إلا الخونة رسالة لخرفان البنا.. الشعب المصري يقولكوا طز فيكم كلكم”)، وقال ثان: ها هى آيات عرابى تقول الحقيقة لا كان ولا هيكون غرضهم مصلحة شعب ولا دين، كل هدفهم إسقاط الجيش المصري اللي واقف أمام مخطاطتهم عرفتوا ليه بيكرهوا مصر.. عرفتوا ليه بيلعبوا بالمصريين .. اللى مش قادر اعرفه هو ازاى فى حد مصدقهم).
الأمر الذي أصبح مؤكدا الآن أنه في ضوء دعوة جماعة الإخوان الإرهابية أو (كلاب النار الإخوانية) لتخريب مصر، وذلك من خلال دعوة الجماهير للتظاهر الأحد الماضي (20 سبتمبر) في الشارع المصري ضد النظام، لكن لم يستجب الشعب الذي يؤمن برئيسه ووطنه، ومع ذلك تصر قناة الجزيرة التي اعتادت الأكاذيب والشائعات على موقفها الأحمق، رغم فشل 6 دعوات تحريضية للجماعة الإرهابية وفي ظل استغلال الجماعة للسوشيال ميديا في دعوات التظاهر، فبين الحين والآخر تخرج جماعة الإخوان الإرهابية وتابعيها بإطلاق دعوة للتظاهر ضد الدولة، في محاولة إثارة الفوضى وإحباط الشعب المصري على مستوى المسئولين أو عامة المواطنين، مستغلة مواقع التواصل الاجتماعي في نشر تلك الدعوات التي لم يختلف فحواها خلال السنوات السبع الماضية منذ نجاح ثورة 30 يونيو في الإطاحة بنظام الإخوان الإرهابي.
ومثلما تتشابه دعوات التظاهر التي تطلقها الجماعة الإرهابية، في المضمون، فهي تلقى نفس المصير وهو الفشل الذريع، ولقد جاءت أبرز دعوات للتظاهر أطلقتها الجماعة في السنوات الماضية على النحو التالي:
** في 22 يناير 2014، ظهرت دعوة من جماعة الإخوان الإرهابية للتظاهر في جميع أنحاء مصر ابتداء من الجمعة 25 يناير ولمدة 18 يوماً، لمحاولة إعادة إحياء أحدث 25 يناير 2011، وكان مصيرها الفشل، ورفض الشعب الاستجابة لها، وفي العام ذاته تكررت الدعوة للتظاهر، وكانت هذه المرة بمناسبة الذكرى الثانية لثورة 30 يونيو، التي أطاحت بنظامهم الإرهابي، ولكنها فشلت أيضاً.
** في أغسطس 2016، كان التحريض من نوع آخر، حيث حرضت قيادات الجماعة الإرهابية الشعب المصري على الامتناع عن دفع فواتير الخدمات، واختلف المسمى الذي وضع على رأس دعوة التظاهر، فهذه المرة أطلق عليه (عصيان مدني)، وكان يهدف لعدم دفع فواتير الكهرباء.
** وكالعادة حاولت الجماعة الصعود على كتف البسطاء، حيث ظهرت دعوة جديدة للتظاهر في 11 نوفمبر 2016، احتجاجاً على قرارات اتخذتها حكومة شريف إسماعيل حينها ضمن حزمة إصلاحات اقتصادية تعمل على تطبيقها، للتنديد باختفاء سلعة السكر التموينية وارتفاع أسعارها والأرز لـ15 جنيهاً بزيادة تخطت الضعف، ونشروا دعوتهم تحت مسمى “ثورة الغلابة”.
** هناك نوع آخر حاولت جماعة الإخوان الإرهابية استخدامه للتظاهر، من خلال دعوة الإعلامي الخائن معتز مطر عبر برنامجه الذي يقدمه على قناة (الشرق) الإخوانية، التي تُبث من تركيا، حيث حرض فيها أنصار الإخوان على التظاهر من داخل المنازل عبر الحلل، في دعوة وصفها محللون حينها بأنها (تكشف مدى الإفلاس والهذيان التي وصلت لها الجماعة، وخرجت هذه الدعوة بعد التحفظ على أموال وممتلكات قيادات.
** في إطار سلسلة الفشل الإخواني كانت تلك الدعوة التي جاءت في ثوب جديد حين أطلقها الهارب محمد على، المقيم في إسبانيا، عندما وجه بالتظاهر ضد الدولة، ومهد لدعوته بمجموعة من مقاطع الفيديو سعى من خلالها لهز ثقة المصريين عن طريق الكذب والافتراءات في قياداتهم السياسية وجيشهم، لكن وعي الشعب المصري بحجم المؤامرات تحاك ضد بلاده التي نجحت في وأد هذه المظاهرات في مهدها، وبعدها ظهر الهارب بائسًا في فيديو، معلنًا اعتزاله السياسة.
** وعزفا على أوتار مقطوعة من الرجاء والأمل كانت الدعوة الجديدة من جماعة اعتادت على الأساليب البذيئة لنشر الفوضى، وهذه المرة اختارت (إزالة التعديات على الأراضي) أن تكون سببًا للتظاهر ضد الدولة، وهو ما يدركه المواطن بأن الجماعة الإرهابية تحاول أن تستغل كل صغيرة لنشر سمومها.
وترتيبا على ماسبق يقول إبراهيم ربيع، القيادي الإخواني السابق، والخبير في شئون الجماعات الإرهابية، إن الجماعة الإرهابية لم يعد لها تواجد في الغرب، وتأثرت خلال الفترة الماضية بشكل كبير، خاصة بعد الضربة الموجعة التي تلقتها الجماعة بالقبض على القيادي محمود عزت، وأضاف أن الجماعة الإرهابية تستغل مواقع التواصل الاجتماعي (السوشيال ميديا) في دعوات التظاهر ضد الدولة، وذلك يكون وفقًا لخطة خطة ممنهجة، من أجل إحباط الشعب المصري، سواء على مستوى المسئولين أو عامة المواطنين، متابعًا أنه بكل تأكيد هذه الدعوات ستلق مصير سابقتها، ولكن من الضروري استمرار الانتباه والوعي.
ويبقى القول بأن حديث إعلام الإخوان لما يصفونه بـ (جمعة الغضب 25 سبتمبر) يعتبر نوعا من الجهل.. وزعمهم عن (ثورة جياع) يدل على انفصالهم عن الواقع، وحديثهم عن دولة أخرى غير مصر!، وتهويل وتضخيم إعلامنا الوطني لدعوات التظاهر الإخوانية يعد أيضا نوعا من (الجهل المركب)، وتخوف لا مبرر له، ويدل على عدم ثقة في نظام حقق ولا يزال يحقق إنجازات في ست سنوات، ما لم تحققه أنظمة أخرى في عقود.. فالإخوان لم يعد لهم وجود في الشارع، وتأثيرهم في الفضاء الإلكتروني يكاد لا يذكر.. لذا علينا أن نكف عن تلك المغالاة في حجم خطر (كلاب النار الإخوانية) على الأرض، فلقد وعى الشعب المصري الدرس ولعله يضرب أروع الأمثلة يوميا في التصدي لمزاعم تلك الجماعة الإرهابية التي تقتلها الانقسامات والحرب الأهلية الدائرة الآن في الداخل والخارج بين جيلين اختلفا في الرؤى والمصالح.