محسن سرحان .. بطل الملاكمة يقتحم السينما
بقلم : سامي فريد
هو صديق البطل الطيب الشهم المخلص.. مجرد وجوده في أي عمل سينمائي مع البطل كان كافيا للشعور بالاطمئنان لدى جمهور الفيلم بأن كل شيء سيسير إلى النهاية السعيدة لمجرد وجود (محسن سرحان) ببنيانه الجسدي القوي.. وملامحه الهادئة وصوته الطيب.
كان أحد أبطال الملاكمة في مدينة بورسعيد حتى انتقل إلى القاهرة بعد حصوله على شهادة البكالوريا ليعمل موظفاً بوزارة الزراعة عام 1939، ليتركها وينضم إلى الفرقة القومية للمسرح وينهي دراسته الحرة في فنون المسرح والسينما.
لعب في السينما أدوار ثانوية في البداية حتى لفت أنظار المنتجة (ماري كوين) ببنيانه القوي وملامحه الهادئة وصوته الطيب لتسند إليه بطولة أول أفلامه أمامها، وكان الفيم هو (بنت الباشا المدير) لينطلق بعد ذلك في السينما مع نجماتها ونجومها الكبار، فلعب أدوار لا تنسى أمام فاتن حمامة في أفلام مثل: (لك يوم يا ظالم، وأنا نبت ناس، وغضب الوالدين مع شادية، وظلمت روحي مع شادية أيضا) وغيرها وغيرها أمام (أحمد سالم وراقية إبراهيم وأنور وجدي وروحية خالد وحسن صدقي وليلى مراد وهدى سلطان وسميرة أحمد وتوفيق الدقن وزوزو نبيل وسامية جمال).
ودامت فترة نجومية من الخمسينيات وحتى التسعينيات، حيث أمتاز بالقدرة على تمثيل الأدوار المتنوعة بين الرومانسية والكوميدية، وكان مجموع أعماله في السينما قد اقترب من 199 عملا بلغت بما أداه من أدوار في التليفزيون ما يقرب من 280 عملاً.
وبالرغم من تألقه في الأدوار الثانوية والمساعدة فقد تألق بشكل لافت في أدواره مع تحية كاريوكا في فيلم (سمارة)، ثم في فيلم (عفريت سمارة) عندما أرادوا استغلال نجاح فيلم سمارة، ثم بعد ذلك مع هند رستم في فيلم (توحة) ومن قبلهما فيلم (كدت أهدم بيتي) مع راقية إبراهيم.
وكان أهم الأفلام التي لعبها محسن سرحان عموما إلى جوار توحة وسمارة هي أفلام (زنوبة وبياعة الورد وتحيا الستات والمتشردة والخمسة جنيه وشاطىء الغرام مع حسين صدقي وابن الحلال واعترفات زوجة ولك يوم يا ظالم مع محمود المليجي وفردوس محمد وفاتن حمامة).
أما في التليفزيون فقد شارك في العديد من المسلسلات كان منها (القضاء في الإسلام ولا إله إلا الله وألف ليلة وليلة وسباق التعالب والأصيل والنشال وجمال الدين الأفغاني) وغيرها.
ولم يمكن لمحسن سرحان من الأصدقاء من الفنانين سوى (يحيى شاهين)، وكان صديقه المقرب إليه جداً حيث كانا يتفقان في نفس ملامح الهدوء وعدم المشاركة في حفلات الدعاية وغيرها، وقد اعتاد سنويا مع يحيى شاهين على أداء العمرة كل عام.
وخلال مشواره الفني حصل الفنان الراحل على العديد من الجوائز منها (وسام الجمهورية 1964 وشهادة التقدير الذهبية من الجمعية المصرية للكتاب ونقاد السينما للريادة في فن التمثيل عام 1983 بالإضافة إلى درع التليفزيون عام 1985)، حتى وافاه الأجل يوم 7 فبراير من عام 1993 بعد أيام من عودته من آخر عمرة أدها مع الفنان يحيى شاهين.