سر تجمع النجوم حول ممدوح الليثي !
كان بين الفنانيين زمان علاقة أقرب إلى الأخوة الصادقة، يعيشون طوال أيام التصوير علاقات صداقة بريئة، وزمالة محترمة، بعيدة عن المصالح الضيقة، والمنافع المؤقتة، والشوائب المكدرة، علاقة قائمة على الثقة والمودة والبساطة، أساسها الصدق وفروعها الكلمة الطيبة وإحسان الظن والألفة، لهذا كانوا يجتمعون دائما فى بداية أي فيلم أونهايته ليأخذون مع بعضهم صورة تذكارية أو ” سيلفي” بلغتنا الآن.
كتبت : صبا أحمد
الصورة التى نعرضها لكم هذا الأسبوع في باب (سيلفي النجوم) تجمع بين عدد كبير من النجوم من أجيال مختلفة حيث نرى فيها النجمة الكبيرة نادية لطفي، والمخرج الكبير حسين كمال، والسيناريست الشهير ممدوح الليثي، والنجوم (محمد ثروت، سمية الخشاب، بسمة، محمد لطفي، أحمد زاهر)، كل هؤلاء النجوم فضلا عن النجمة (ليلى علوي) والسيناريست (محسن الجلاد) ومذيع الإذاعة المتميز شريف عبدالوهاب، جمعهم رئيس قطاع الإنتاج الأسبق الراحل (ممدوح الليثي) فى مكتبه فى أحد ليالي رمضان لمناقشة أحوال السينما المصرية، وتسجيل برامج وحوارت للصحافة والإذاعة والتليفزيون.
فكان الراحل (ممدوح الليثي) مؤسسة إعلامية تسير على قدمين، يتميز بالذكاء الحاد، والطيبة الشديدة، ولديه موهبة حقيقية فى الإدارة والقيادة الفنية، ولقد ظلمناه كثيرا، لكن رحيله أكد حضوره، وكل يوم يمر على رحيله يؤكد حضوره أكثر، ويؤكد تفرده، ويؤكد أنه صاحب بصمة لن تمحى في سجل الإبداع المصري، ليس فقط كسناريست قدم للسينما أروع الأفلام المصرية مثل (ميرمار، ثرثرة فوق النيل، السكرية، الحب تحت المطر، المذنبون، الكرنك، لا شيئ يهم، أميرة حبي أنا) وغيرها، ولكن كرئيس لعدة مناصب هامة تولاها فى مبنى الإذاعة والتليفزيون مثل (مدير عام أفلام التليفزيون، ورئيس أفلام التليفزيون، ورئيس قطاع الإنتاج، ورئيس جهاز السينما)، وفي كل هذه المناصب التى تولاها استطاع أن يضيئها ويجعلها بؤرة نور قوية جدا، لأن كل منصب تولاه أعطاه من روحه، وفكره، وذكائه، وخبرته، من منا ينسى العصر الذهبي للتليفزيون الذي أمتعنا فيه بأعمال لا تنسى مثل (ليالي الحلمية بأجزائها، رأفت الهجان، المال والبنون، ضمير أبله حكمت، مازال النيل يجري، زيزينيا، الطريق إلى إيلات، ناصر 56، الفوازير لنيللي وشريهان)، وغيرها الكثير والكثير في مجال الدراما التي أسرت العالم العربي في ذلك الوقت.
وفي مجال أفلام التليفزيون قدم (استقالة عالمة الذرة، أنا لا أكذب ولكنى أتجمل، ريال فضة، زيارة سرية، الأسطى المدير)، وغيرها وعندما تولى جهاز السينما قدم أفلام أصبحت علامات بارزة في مجال السينما مثل (معالي الوزير، اسكندرية نيورك، أنت عمري، حب البنات، ملك وكتابة، واحد صفر).
رحم الله (ممدوح الليثي) الذي ظلمناه فى حياته، وأنصفه الزمن في غيابه.