شخبط شخابيط .. فكرة هشام عباس وغنتها نانسي عجرم !
كتب : أحمد السماحي
شخبط شخابيط، لخبط لخابيط
مسك الألوان، ورسم ع الحيط
أعمل ايه وياك يا حماده
اللي عملته ده أسوأ عاده
عايز ترسم ارسم لكن
من غير ما تشخبط ع الحيط
كلنا كبار وصغار استمتعنا وأحببنا هذه الأغنية المتميزة التى قدمتها (نانسي عجرم) فى ألبوم حمل إسم (شخبط شخابيط) كلمات الشاعر (عوض بدوي) أحد القلائل الذين عملوا على تطوير الشعر الغنائي في الأغنية المصرية فى الثلاثين سنة الماضية، وألحان المبدع الجميل (وليد سعد).
تضمن الألبوم رسائل عديدة للأطفال دون أن تكون هذه الرسائل مباشرة أو فجة، ولكن قدمت بنعومة شديدة، لهذا صادف نجاحا كبيرا على المستوى الجماهيري والنقدي، ومثل نقلة حقيقية في مشوار المطربة (نانسي عجرم)، ونقلة في أغنية الطفل بعد سنوات طويلة من نسيان وإهمال الغناء للطفل، بعد روائع (سيد حجاب وعمار الشريعي وعفاف راضي) التى قدموها في بداية الثمانينات.
ألبوم ( شخبط شخابيط) والأغنيات التى قدمت فيه ورائه حواديت وليس حدوتة واحدة تعالوا بنا نسمعها من شاعرنا الكبير (عوض بدوي) الذي يقول : ألبوم (شخبط شخابيط) كان من المقرر أن يظهر للنور قبل 15 عاما من غناء (نانسي عجرم) له! أي في منتصف التسعينات تقريبا، وكان سيغني كل أغنياته المطرب (هشام عباس) صاحب فكرة تقديمنا للألبوم أصلا!، والحكاية ببساطة أنني لم يكن في ذهني أنا وصديقي (وليد سعد) ملحن أغنيات الألبوم أن نقدم أغنيات للأطفال، وفجأة وجدنا اتصال تليفوني من المطرب الجميل (هشام عباس)، وذهبنا إليه، وطلب منا ألبوم للأطفال على أن يقوم هو بغنائه، وتحمست أنا ووليد للفكرة وبدأنا العمل على أغنيات (شخبط شخابيط)، وأعجب هشام جدا بالأغنيات لكن نظرا لانشغاله، لم يستطع غناء الألبوم.
فنام الألبوم في الدرج فترة، ثم عرضنا الفكرة على المطرب (مدحت صالح) لكنه كان يتمنى أن تقوم شركة (روتانا) بإنتاجه، لكن الشركة خلت به، وعاود الألبوم النوم في الأدراج، ثم عرضناه على (إيمان البحر درويش) ليقوم بغنائه وإنتاجه من خلال شركته، ورغم تحمسه للفكرة لكنه كان يعاني من ضائقة مادية وظروفه لا تسمح بالإنتاج فنام الألبوم فى الأدراج مرة ثالثة، وفي أحد الأيام كان نسمع للمطرب (إيهاب توفيق) أغنية عاطفية، فدندن و(ليد سعد) بأغنية (شخبط شخابيط) فسمعت والدة (إيهاب) دندنة وليد وطلبت منا أن يغني (إيهاب توفيق) هذا الألبوم، وبالفعل حفظ (إيهاب) الأغنيات لكنه لم يأخذ خطوات سريعة فى تسجيل الأغنيات، مما أصابنا باليأس!.
ويضيف (عوض بدوي): تمر الأيام ويجلس (وليد سعد) مع (جيجي لامار ونانسي عجرم) فتطلب منه (نانسي) غناء ألبوم للأطفال، فيسمعها على الفور (شخبط شخابيط) فتسعد جدا بها وتقول لـ (جيجي) هو ده! وتسجل الأغنيات على الفور!.
ويستكمل بدوي كلامه قائلا: وفى مصادفة غريبة لا تحدث إلا في الأفلام المصرية القديمة يحضر (إيهاب توفيق) يوم تسجيل الأغنية إلى الاستديو!، ويفاجأ أن أغنيته التى حفظها يتم تسجيلها فينظر إلي أنا ووليد سعد، وفي عينيه حيرة وتساؤل، وإندهاش مما يسمع!، ويجلس على الكرسي مصدوم، ويقول بصوت مكسور مليئ بالحزن : أنتوا اديتوها لمين؟! فكذبنا عليه ولم نقل له لـ (نانسي عجرم) ولكن قلنا له: لطفلة صغيرة مقيمة في الهند تغني عربي مكسر!، ويقتنع ويترك الاستديو حزينا على ضياع هذا الألبوم منه.
ويطرح الألبوم في السوق ويحقق نجاحا كبيرا، ويصبح حديث مصر والعالم العربي.