كتب : مروان محمد
مما لاشك فيه أن ثنائية “ميرنا ويوسف” التي يجسدها (محمود نصر وسيرين عبد النور) في مسلسل (دانتيل) امتلكت القدرة الفائقة على خطف الأنظار من أول طلة لهذا الثنائي البديع، وترجع أسباب ذلك إلى تلك الأجواء الرومانسية بينهما والتي اشتعلت منذ الحلقة الأولى وظلت تتطور شيئا فشيئا حتى كسرت على صخرة الواقع المر الذي فرضته ظروفا خاصة على (يوسف)، ومن ثم جنحت تلك العلاقة إلى المنطقة الغامضة التي تجمعهما تارة عبر اجترار الماضي وأسباب انفصالهما ثم عودتهما، وتارة أخرى في علاقة يصاحبها التوترة، بحيث تتأرجح بين الانفصال والعودة مرات عديدة.
ولعله يبدو ملحوظا ذلك التفاعل من جانب الجمهور على مواقع التواصل، والذي يتشوق إلى حالة من الرومانسية العذبة، حيث تجمع بين (محمود وسيرين) كيمياء خاصة جدا، أدت بالضروة إلى الانسجام في تلك الثنائية الفنية، هذا فضلا عن الظهور الخاطف للفنان (سلوم حداد) في العمل، وكذلك لبعض المشاهد الكوميدية التي تتخلل الأحداث في نعومة تضفي نوعا من البهجة والتفاؤال لدى مشاهد خارج لتوه من جائحة كورونا التي باعدت كثيرا بين البشر، ليأتي (دانتيل) على جناح تلك الحالة الرومانسية لينعش القلوب التواقة للحب.
تدور أحداث الدراما الاجتماعية (دانتيل) المطعمة بحس رومانسي يجلب السعادة بين أسرار الماضي وعلاقاته التي لا تموت، وغموض الحاضر المليء بالحب والغدر والتشويق، والتي تذاع حصريا على (شاهد VIP) ، ومن خلال تلك الأحداث تحاول (ميرنا) أن تواجه الحياة بكل ما أوتيَتْ من قوة، وذلك رغم المصاعب والتحديات، وربما ساهم إلى حد كبير في نجاح هذا المسلسل على مستوى الأداء والإخراج والتصوير والديكور أن ميرنا تشبه (سيرين عبد النور) على حد قولها، فهي تعمل مصممة أزياء تهوى الموضة وتحاول طوال مراحل العمل أن تبقى قويةً وأن تدافع عن حلمها متمسّكة بحبها حتى النهاية، فضلا عن أداء احترافي من جانب النجم (محمود نصر) يقوم على المعايشة الحقيقية القائمة على الشعور الصادق، والإحساس النابع من القلب والعاطفة والوجدان، وقد ساهم في ذلك أن جمعته علاقة شبيهة إلى حد ما بعلاقته بـ (ميرنا) على مستوى الحالة الرومانسية مع (سيرين) في مسلسل (قناديل العشاق) قبل ثلاث سنوات.
الأمر المؤكد أن محمود نصر تطور كثيرا على مستوى تكنيك الأداء التمثيلي، ويبدو لى أنه اجتهد كثيرا في دراسة الشخصية في بيئتها التاريخية والزمنية، واستعرض مجمل الظروف المحيطة به، وذلك بهدف سبر الأحوال النفسية لصاحب الشخصية وروحه وطريقة الحياة التي ينبغي عليه أن يحياها، مع تبيان مركز الشخصية الاجتماعي، ومظهرها الخارجي وقد اتضح ذلك جليا في إتقانه لاختيار ملابسه بعناية فائقة تعكس روح العاملين في مهنة صناعة الأزياء، ناهيك عن الألمام الكامل بعادات الشخصية، وتحليل طريقة سلوكها، ومتابعة حركاتها، وتحديد صوتها، وتعيين أسلوب كلامها، وما تتسم به من نبرات جعلته في النهاية يصل إلى صميم الشخصية عبر مشاعره ومعايشته الصادقة للدور.
وفي السياق ذاته فإن وجود مخرج يهتم بكافة التفاصي مثل (المثني صبح) أكسب العمل بريق خاص، من خلال معالجته الخاصة لدراما اجتماعية قدمها بطريقة مختلفة من حيث الشكل والمضمون، فبدا العمل مبهجا وفي ثوب عمل عصري يرضي الجمهور العربي، وخاصة أن الحب يمتلك الحيز الأبرز في العمل، كما يتمتع المسلسل في الوقت ذاته بخصوصية لافتة ترتكز على ثلاثة عناصر هى : قوة القصة، وتألّق الممثلين، وجرأة الطرح، وهنالك عوامل أخرى أدت إلى نجاح التجربة تتمثل في أداء رائع لكل من (سلوم حداد، سليم صبري، أنس طيارة، نهلة داوود، زينة مكي، نقولا دانييل، ساره أبي كنعان، إيلي متري، تاتيانا مرعب، ناتاشا شوفاني، ساندي فرح، هند خضرة، شربل زيادة، ريموندا عازار، وآخرين.
وفي ثانيا أحداث (دانتيل) لاأنكر أن هنالك أكثر من (ماستر سين) في الحلقات العشر الأولى لكني اخترت مشهد العتاب بين (ميرنا ويوسف) قبل ليلة واحدة من قرارها السفر إلى دبي، وذلك في أعقاب إعلان (يوسف – محمود نصر) خطبته على ابنة عمه (ميرا – ساندي فرح حكيم)، وانقطاع الصلة تقريبا بينه وبين حبيبته (ميرنا – سيرين عبد النور)، حيث تأتي إلى مكتبه كي تودعه قبل سفرها، فيلمحها في مفاجأة غير متوقعة وهو ينظر مصادفة لها وهى تظهر من خلف زجاج الباب، فيهم واقفا ويتجه نحو الباب لاستقبالها ويضمها إلى صدره بعد شوق طويل، بعد غياب لعدة أسابيع، وذلك قائلا : انتي كيف تختفي كل هالوقت .. معقول .. أنا كان بدي أطمن عليك بس .. حتى هاي حرمتيني منها؟!
ميرنا : كلهم كام أسبوع ما بيطلعوا شيئ قدام العشر سنين.
يوسف : أنا فهمان كتير اللي عم تحسي فيه، فهمان بشو عم بتمري لأني أنا عم بامر فيه كمان.
ميرنا في سخرية مصحوب بعتاب : قبل السهرة ولا بعدها؟!
ينظر لها يوسف نظرة حائرة تحمل أكثر من معنى!!
تجيبه ميرنا : قصدي اللي عم تمروق فيه وانت عم تجهز حالك لتاخد خطيبتك ع السهرة، ولا من بعد ما وصلتها ع البيت ووزعتوا صوركم وين ماكان واطمنت انها نامت .. ساعتها رحت انت تعذبت كل الليل يا حرام .. ما هيك؟
يوسف : القصة مو هيك ميرنا ، وانتي بتعرفي كتير انها موهيك .. أنا إنجبرت على هاد الموقف، فكرك سهل على الكلام اللي عم بتقوليلي إياه؟ .. ولا سهل على إني أبعد عنك؟ .. ولا سهل إنو إبقى معها؟ .. اتنيناتكم ما بتستاهلوا اللي عم بيصير.. انتوا التنتين ما بتستاهلوا .. بس أنا شو طالع بإيدي؟ .. شو في إيدي ساوي؟
ببرود ينذر بتدهور العلاقة بينهما، ميرنا تقول: أنا راح سهلها عليك .. هيك ما بتتعذب بيني وبينها .. أنا راح سافر الليلة!!.
يوسف : تسافري؟ .. تسافري لوين؟
ميرنا : ع دبي .. إجاني شغل هونيك .. باعتقد إنو من حقي أترك كل شيئ وراي وأفتش على مستقبلي .. وأنت أكثر حدا عم تفهم اللي عم قوله لأنك عملتها قبلي!!.
يوسف: ميرنا لا تعملي هيك .. لا تسافري .. أصلا ما في سبب في الدنيا يخليك تتركي مكانك هاون وتمشي بهاي الطريقة..أنا في زمناتي غلطت لا تغلطي نفس غلطتي.
ميرنا : إذا ع السبب ففيه مليون سبب يخليني إمشي .. الحكي ما بقاله لزوم – ثم استدركت شيئا ما يتعلق بخاتم الخطبة – قبل ما إنسى، ثم أبرزت الخاتم قائلة : هيدي مابقى يخصني، مافي مبرر يبقى معي.
يوسف : لا ماراح أخده منك .. هاد الخاتم إليك وراح يضل إليك.
ميرنا بحسم : من اللحظة ياللي خطبت فيها واحدة تانية غيري بطل لإيلي .. إعطيه لخطيبتك الحقيقية..ع القليلة تكون جبتلها شيئ من مصرياتك مش مصريات بيها.
يوسف بامتعاض: إففف .. عنجد هيك شايفتيني؟.. ما انتي بتعرفي الظروف اللي جبرتني على هيك .. وبعدين ما انتي اللي قولتيلي إقبل؟ .. ما انتي اللي قولتيلي إقبل من شان يارا وريما ومن شان (دانتيل) وموظفين (دانتيل) بما فيهم إنتي ما ينزتوا بالشارع .. ما انتي قولتي هاد الحكي.
ميرنا: هيك بتريح ضميرك تجاهي؟ .. هيك .. ثم تدير ظهرها له قائلة: برافو !!.
يوسف يمسك بيدها ويشد عليها قائلا : ميرنا .. لا تسافري .. أعطيني مهلة بس.
ميرنا : أعطيك مهلة كرما لشو؟ .. شوا اللي حيتغير غير انه حنضل عم بنعذب بعض.
يوسف : وانتي فكرك يعني اذا كنا بعاد ما حنعذب بعض يعني.. أههه انتي هيك شايفة، ثم يردف قائلا : ليكي أنا باعرف كتير مليح إن انتي من جواتك عم بتقول أنا اللي تخليت عن حبنا وعن علاقتنا كرمال الشراكة والخطبة .. بس أنا ما كان فيه حل قدامي .. وصدقيني هاد الحل خلاص .. راح يكون حل مؤقت .. بس إعطيني شوية وقت لحد ما فوق من الكفوف اللي عم تنزل على وشي .. كف ورا التاني .. كف ورا التاني.. أعطيني شوية وقت لأوقف على رجلي بس لاقدر رجع لعمي المصاري اللي دفعهم .. وساعتها راح أكون حر من كل شيئ .. حر من وعدي إيله وحر من الشرط اللي فرضو عليا .. ما بدي منك شيئ غير إنك تصبري على شوية بس .. بترجاكي.
ميرنا بنبرة حزن : الصبر خلص من زمان .. أشوفك على خير.. وتتركه مودعة في طريقها إلى دبي.