فتوح نشاطي .. بهره يوسف وهبي فانضم لفرقة رمسيس
* كون فريق للتمثيل من عشاق الأدب والمسرح، أغلبهم من موظفي بنك (الكريدي ليونيه)
* نفي سعد زغلول يشعل حنجرته بروائع القصائد الثورية
* بهر عندما شاهد يوسف وهبي يمثل في مسرحية (المجنون)
* روزاليوسف ترفض زوجها زكي طليمات وتهديه دورها في مسرحية (الأب ليبونار)
* الرائد المسرحي عزيزعيد يطلب منه الاستقالة من وظيفته، ويوسف وهبي يعينه في مسرح رمسيس
* ترجم لفرقة رمسيس بعض المسرحيات العالمية مثل (الشرق والغرب، ملك الحديد، اللهب، الكونت دي مونت كريستو) وغيرها
* قابل زوجته في باريس واعتقدت أنه فرنسي.
كتب : أحمد السماحي
مازلنا مع مشوار الرائد المسرحي الكبير (فتوح نشاطي)، في الأسبوع الماضي تحدثنا عن طفولته، وشغفه بالمسرح وعشقه للفنان الكبير جورج أبيض، ومشاركته في مظاهرات ثورة 1919، والكلمات المهينة التى سمعها من شقيقه الأكبر والتى كادت أن تجعله ينتحر بسبب عمله فى الفن، وتوقفنا عند مقابلته لأحد أصدقائه من عهد الدراسة والذي دعاه أن يقدم في اليوم التالي إلى امتحان يقيمه بنك (الكريدي ليونيه) حيث يعمل هذا الصديق، وحيث يطلب البنك موظفين جدد يجيدون اللغة الفرنسية والحساب، وتقدم (فتوح نشاطي) وتم قبوله فى البنك، وأصبح موظفا في بنك (الكريدي ليونيه).
إلقاء الأشعار الفرنسية
وتمر الأيام ورائدنا المسرحي يعمل فى البنك نهارا، ويشاهد التمثيل ليلا، ويرتاد مقاهي عماد الدين، حيث تقام ندوات المدرسة الحديثة التى كان من أفرادها (محمد تيمور، زكي طليمات، أحمد علام، حسين فوزي، خيري سعيد، طاهر لاشين، إبراهيم المصري) وغيرهم.
وفي أحد الأيام مل من العمل الوظيفي، واشتاق للفن ففكر في تكوين فريق للتمثيل، وجمع حوله لفيفا من عشاق الأدب والمسرح أغلبهم من موظفي بنك (الكريدي ليونيه) واستأجروا غرفة في نادي المعارف بالفجالة يجتمعوا فيها مرة كل أسبوع للمناظرات الأدبية التى كان يتخللها بطبيعة الحال مشاهد مسرحية أو منولوجات شعرية يختاروها من بين ما يعجبوا به فى الأداب الفرنسية، وكان (فتوح نشاطي) المسئول عن كل ما يخص التمثيل، فكان يلقي عليهم أسبوعيا ما تعيه ذاكرته من شعر كبار الشعراء الفرنسيين مثل (هوجو، روستان، موسيه، لامارتين، فرانسوا كوبيه) وغيرهم.
العصفور في القفص
سمعه (توفيق تادرس) رئيس نادي المعارف وأعجب به جدا، ودعاه للاشتراك فى تمثيل رواية (العصفور في القفص) تأليف محمد تيمور مع أعضاء (نادي المعارف)، ورغم تردده فى البداية خوفا من الفشل، لكنه حقق نجاحا كبيرا، مما جعله يقوم ببطولة عدة مسرحيات باللغة الفرنسية مثل (المهرج) لموريس ماجرو، (الفزع الأكبر) لاندريه دى ملورد، و(خروف) لاسكندر بيسون، كمل مثل لـ(نادي المعارف) مسرحيات (أخوان السلاح) عن كاتول منديس، ترجمة الدكتور حسين فوزي، (زهراب ورستم) ترجمة فريد أبوحديد.
وقد أتاحت له هذه المسرحيات التعرف على البعض من نجوم المسرح مثل (روزاليوسف، نظلي مزراحي، احسان كامل) وغيرهم.
مونولوجات وقصائد ملتهبة
فى تلك الفترة نفى الإنجليز ثانية الزعيم الخالد (سعد زغلول) إلى جزيرة سيشيل، فتكهرب الجو من جديد، وكون الوفد المصري من بقية أعضائه وفدا ثانيا أخذ يهاجم الوزارات المتلاحقة ويزكي حماسة الشعب، ويقيم حفلات سياسية يخطب فيها (حمد الباسل وعلي الشمس) وغيرهما من رجالات الوفد تحت ستار حفلات السمر التى يدعو إليها نادي المعارف، ويلقي (فتوح نشاطي، وحسن فايق، وحسن البارودي، وحنا وهبي، وأحمد رياض) مونولوجات وقصائد وطنية ملتهبة تتناسب مع ظروف البلاد.
يوسف وهبي والمجنون
بلغت هواية التمثيل من نفس (فتوح نشاطي) حد الهوس، فكان يهتز عند كل بادرة فنية تلوح فى أفق المسرح، من هذه البوادر افتتاح فرقة رمسيس، لصاحبها الفنان (يوسف وهبي) عام 1923، بعرض (المجنون) وحضر (فتوح نشاطي) ليلة الافتتاح وصفق كثيرا للفنان الجديد الذي ولد عملاقا يوسف وهبي، الذي جذب مسرحه شرائح كثيرة من الشعب المصري.
روزا اليوسف تهديه دورها
شيئا فشيئا توثقت علاقات (فتوح نشاطي) بأهل الفن، وعلى رأسهم (روزاليوسف، وزكي طليمات، وأحمد علام) وغيرهم، وفى أحد أيام الشتاء كان في زيارة لصديقه زكي طليمات وزوجته في هذا الوقت الفنانة روزاليوسف، وأخذوا يتبادلوا أحاديث الفن الشهية، وفجأة أظهرت روزا امتعاضها من اضطرارها إلى مغادرة الجلسة الدافئة اللطيفة، والنزول فى هذا البرد لتمثيل دور لا تحبه لفتى يدعى (روبير) في رواية (الأب ليبونار)، ويقول لها زكي طليمات: هذا الدور الي مش عجبك اتمنى لو مثلته، فتقول له روزا: لكنه لا يصلح لك، ولكن يصلح لفتوح!.
وتقع هذه الكلمة فى نفس الفنان الشاب وقع النار في الهشيم ويسألها في لهفة: صحيح الكلام ده يا مدام روز؟ فتؤكد له إيمانها بما قالت، حينئذ يعرض عليها مازحا القيام بتمثيل الدور فى نفس تلك الليلة ليستوثق من جدية كلامها، فتسارع روزا بتقديم (نوت) الدور له متمنية له النجاح والتوفيق، ولكنه تنفس الصعداء وطلب مهلة أسبوع لحفظ الدور.
عزيز عيد يطلب منه الإستقالة
أدى (فتوح نشاطي) دوره في مسرحية (الأب ليبونار) بنجاح باهر حتى أن مخرج المسرحية الفنان الكبير (عزيز عيد) طلب منه الاستقالة من بنك (الكريدى ليونيه) والتفرغ للتمثيل، والعمل في فرقته بنفس المبلغ الذي كان يتقاضاه في البنك وهو 12 جنية مصري، وتردد (فتوح) كثيرا في ترك البنك، نظرا لالتزاماته المادية، وفي أحد الأيام كان جالسا على قهوة الفن المواجهة لمسرح رمسيس، فإذا بالأستاذ “عزيز عيد) يمر بالمصادفة ويتناول معه قدحا من القهوة، ثم يصطحبه معه إلى مسرح رمسيس، ويعرفه بالفنان (يوسف وهبي)، وخلال جلسة فنية لا ينساها يتوصل الأستاذ يوسف وهبي بشخصيته الطاغية وسحر حديثه ويقنعه بالانضمام إلى أسرة رمسيس، ويقتنع بالفعل ويقدم استقالته من البنك.
مسرح رمسيس
بعد استقالة (فتوح نشاطي) عمل في مسرح رمسيس الذي قابل فيه مجموعة من النجوم مثل (روزاليوسف، فاطمة رشدي، عزيز عيد، أحمد علام، حسين رياض، زكي رستم، استفان روستي، أمينة رزق،أدمون تويما، مختار عثمان) هؤلاء كانوا أسرته الجديدة الذي قدم معهم مسرحيات (راسبوتين، الذبائح، البؤساء، الشرف، الرعاع، الجبار، تحت العلم، نوتردام دي باري، أستاذ اللطافة، الكردينال، الحقد، الذئاب، أولاد الذوات، أولاد الفقراء) وغيرها.
وقد ترجم (فتوح) لفرقة رمسيس بعض المسرحيات العالمية مثل (الشرق والغرب، ملك الحديد، اللهب، الكونت دي مونت كريستو) وغيرها، وطاف النجم الشاب من خلال فرقة رمسيس العالم العربي والغربي فسافر إلى (أمريكا، وتونس، مراكش، سوريا، العراق، لبنان، البرازيل، الأرجنتين، باريس) وغيرها.
الفرقة القومية
ظل فتوح نشاطي في مسرح رمسيس، حتى صدر قرار حكومي في شهر أكتوبر عام 1935 بإنشاء فرقة كبرى تجمع أبطال المسرح المصري من فلول الفرق الرأسمالية، وقد رصدت الحكومة المصرية لهذه الفرقة إعانة تبلغ خمسة عشر ألفا من الجنيهات، فشعر جميع الممثلين أن الزمن قد صفا لهم وأنهم أصبحوا في رعاية الدولة، وأن سفينة حياتهم قد بلغت بر الأمان، وأنهم بعد ذلك الصراع المرير قد أخذوا طريقهم النهائي إلى شيئ من الإستقرار.
وقد رسمت اللجنة العليا للفرقة سياسة فنية خاصة، وهى أن تلتزم بإخراج الروائع العالمية مترجمة بأقلام الصفوة من أهل الأدب، وحرمت عليها أن تخرج ولو رواية واحدة باللغة العامية، واستدعى السيد المدير الشاعر (خليل مطران) جميع الممثلين والممثلات وفاوضهم فى الانضمام واتفق معهم على المرتبات، وذلك على أساس آخر ما كانوا يتقاضونه في الفرق المنحلة، ولقد حدد مدير الفرقة القومية لفتوح نشاطي وزملائه مرتباتهم على ما كانوا يتقاضونه في مسرح رمسيس، حيث كان يتقاضي النجم الشاب 13 جنية ونصف.
أهل الكهف
سارت الفرقة القومية فى طريقها المرسوم، فقدمت مجموعة مختارة من الروايات النموذجية، كانت بدايتها بمسرحية (أهل الكهف) لتوفيق الحكيم، وإخراج زكي طليمات، بعدها (الملك لير) إخراج عزيز عيد، (تاجر البندقية) إخراج زكي طليمات،(السيد) للشاعر الفرنسي الكبير (كورنيل) ترجمة (خليل مطران) إخراج زكي طليمات.
ثورة الممثلين
كانت مسرحية (السيد) بطولة وإخراج زكي طليمات، زينب صدقي، عزيزة أمير، وجعل طليمات كلا من (سراج منير، فتوح نشاطي، عبدالعزيز خليل، محمود رضا) يقفوا مع الكومبارس، فاحتجوا على هذا التصرف المهين، فقيل لهم من باب (السفسطة) أن هذه فرقة جماعية تحارب نظام النجوم، وأنهم مقبلون على انتهاج نظام جماعي وأن من يمثل اليوم دور بطل سيمثل فى الغد دور كومبارس، ورضخ الجميع مرغمين آملين أن يطبق هذا النظام الجديد على الجميع، لكن قبل انتهاء حفلات مسرحية (السيد) فوجئ الممثلون بأوامر جديدة تعلق على لوحة التعليمات بأسماء الكومبارس الذين يجب أن يحضروا إلى البروفة مبكرين في اليوم التالي لإجراء البروفة على رواية (مجرم) بمناسبة إعادة تمثيلها.
والمفروض أن يكون هؤلاء الكومبارس هم الهواة والهاويات الذين يعملون فى الفرقة كالمعتاد، ولكن لوحظ أن أسماء بعض من كبار الممثلين أمثال الأساتذة (سراج منير، فتوح نشاطي، عبدالعزيز خليل، إبراهيم الجزار، محمود رضا) قيدت مع أسماء الهواة، كما ذكرت من أسماء الممثلات (روحية خالد، نجمة إبراهيم، آمال حلمي) ووضع أسفل الكشف المدون به الأسماء تأشيرة بالقلم الأحمر كتب فيها اعتمد حضرة المدير هذا التوزيع طاهر حلمي.
وما كاد الممثلون والممثلات يقرءون أسماءهم بين الكومبارس حتى صاحوا وثاروا، ومن الممثلات من تملكتها العصبية إلى حد كبير، كما أن الممثلين بلغ بهم التأثر مبلغا كبيرا إلى حد أن أحدهم وهو من النجوم البارزين بكى من شدة التأثر.
يشارك كوكب الشرق فيلم وداد
اختتمت الفرقة القومية أول موسم لها برواية (نشيد الهوى) على مسرح الأوبرا بتاريخ 2 أبريل سنة 1936 ، وكان موسما ناجحا، وفى الموسم التالي قدمت الفرقة مسرحيات هامة مثل (الفاكهة المحرمة، المعجزة، الشعلة المقدسة، المعركة، الجريمة والعقاب، سافو)، وأثناء ذلك شارك فتوح نشاطي المطربة العظيمة أم كلثوم بطولة فيلمها (وداد).
السفر إلى باريس
فى الأسبوع الماضي تحدثنا عن ظروف سفره إلى باريس، وفى مدينة النور انطلق (فتوح نشاطي) فى نهم الجائع ليرتاد شوارعها وأزقتها دون كلل ويتأمل واجهة كل بيت وكل مسرح وكل متحف، ويشاهد في إعجاب التماثيل المتناثرة فى الحدائق والميادين، ويقف في زهو أمام المسلة المصرية التى ترتفع في وسط ميدان الكونكورد، ولم يمض شهر حتى التحق بالكونسرفاتور الحكومي، ثم بمعهدي المخرجين المشهورين (شارل دولان وجاستون باتي)، وفى ختام البعثة كان يتردد على المركز الدرامي الذي ينفق عليه حزب اليسار في فرنسا، وأسعده الحظ بمشاهدة تدريبات ما يربو على سبعين مسرحية بين مسارح الكوميدي فرانسيز والأوديون ومونبارناس والأتيلييه.
يقابل شريكة حياته في باريس
من الأحداث الهامة التى تخللت دراساته الفنية فى ذلك الوقت مقابلته بوجه المصادفة البحتة شريكة حياته في الحي اللاتيني، فبينما كان واقفا ذات يوم فى ذلك الحي يقلب تحت رذاذ المطر أكوام الكتب المعروضة خارج مكتبة (جيبيير) إذ بسيدة عجوز تصحبها فتاة نحيلة، تسأله بلهجة فرنسية غريبة: (هل لك يا سيدي أن تتفضل فتدلنا على موقع شارع جاي لوساك؟ نحن غريبتان عن باريس، وقد ضللنا الطريق)، فاستدار إليهما وأخذ يشرح للسيدة العجوز موقع ذلك الشارع، لكنها لم تكتف بشرحه، وأصرت فى لطف زائد على أن يصحبهما إلى الفندق الذي تنزلان فيه من ذلك الشارع، فكاد يضيق ذرعا بهذا الإصرار، لكنه تلفت صوب الفتاة النحيفة فلمح في عينيها براءة آسرة ورجاء حارا.
وفي الطريق أخذت العجوز تطرح السؤال تلو السؤال من يكون؟، وهل هو من أهل باريس؟، وماذا يعمل في العاصمة الفرنسية؟ فأخبرها أنه مصري من القاهرة، وأنه عضو بعثة لدراسة الإخراج المسرحي، فما أن سمعت العجوز ذلك، حتى قاطعته فى حماسة دافقة وهى تهتف: يا للمصادفة العجيبة نحن أيضا يا سيدي من مصر، أو بالأحرى من الاسكندرية، وعرفته بنفسه قائلة: انا مدام (تسو تسو)، مديرة مؤسسة مدرسة الأمل للصم والبكم، وهذه ابنتي (هيلين)، وتوطدت العلاقة بينهم في الفترة التى جلستها مدام تسو في باريس هى وابنتها.
العودة إلى مصر
عاد (فتوح نشاطي) إلى مصر قبل وقوع الحرب العالمية الثانية بشهر، وتولى اخراج مسرحيات الفرقة القومية هو والفنان (سراج منير) وأخرج للمسرح القومي فقط حوالي 73 مسرحية بدأها بمسرحية من ترجمته بعنوان (مصر الخالدة) تأليف هنري دي بورنييه، بعدها مسرحية (تحت سماء أسبانيا) عام 1939 وهى دراما أسبانية عنيفة تصور رجلين يتنازعان إمرأة، ثم (الأمل) ترجمة سليمان نجيب وعبدالوارث عسر.
سر شهرزاد
توالت العروض المسرحية التى قدمها على خشبة المسرح القومي فقدم (المهرج، الست هدى، أوديب ملكا، لويس الحادي عشر، الأول والأخير، انتحار توت عنخ أمون، خروف، الثائرة الصغيرة، إلكترا، بيت الزوجية، رجال،سلك مقطوع، مروحة الليدي وندرمير، أدم وحواء، زوج كامل، قيس ولبنى، نص دقيقة، الأب ليبونار، الجزاء، مرتفعات وذرينج، العباسة، تاج المرأة، دموع المهرج، عزيزة ويونس، من القاتل، الحالة ج،الموت يأخذ أجازة، مشغول بغيري، الجزاء الحق، إسكندرية أسيوط، ثلاثة رجال وإمرأة، طالب ثانوي، في ظلال الحريم، حب موديل 1948، ابن الحسب والنسب، النسر الصغير، اللعب بالنار،شجرة الدر، شقة للإيجار، عزيزة هانم، غلطة طبية، الذهب، دم الأخوين، زوج أمريكاني، السر الهائل، أم رتيبة، بنات الهوى، صدور جريحة، عيلة مجانين، غروب الأندلس، سر شهرزاد) .
شارع الحب
وقدم غير ذلك من العروض التى أثارت جدلا كبيرا، ونجاحا ساحقا، ومن جهة أخرى قدم في السينما العديد من الأفلام التى لا تنسى رغم قصر دوره فيها فقدم (ليلة غرام، نحن بشر، الله معنا، حب وإعدام، شارع الحب، ألمظ وعبده الحامولي، حبي الوحيد، مع الذكريات، الناصر صلاح الدين) وغيرها.