نكشف لأول مرة الأغنية التى رفضت شادية أن تغنيها لبليغ حمدي
كتب : أحمد السماحي
عام 1980 كان من المقرر أن تغني مطربتنا الكبيرة (شادية) أغنية وطنية جديدة بعنوان (اسم مصر)، كلمات الشاعر الغنائي عبدالرحيم منصور، وألحان العبقري الذي نحيي هذه الأيام ذكرى رحيله (بليغ حمدي)، سمعت شادية الأغنية على العود من (بلبل) صديق الطفولة وصاحب أنجح الأغنيات في مشوارها، وسعدت جدا بالأغنية، التى أكدت فى كل أحاديثها الصحفية في هذا الوقت أنها ستنافس بقوة نجاح أغنيتها الوطنية التى تمس شغاف القلوب (يا حبيبتي يا مصر) كلمات محمد حمزه، وألحان بليغ حمدي أيضا.
ولم تكتف معبودة الجماهير الترويج للأغنية في الصحف فقط، بل أعلنت غنائها في حفلها الجديد في النادي الأهلي في شهر أغسطس، وفجأة اختفى (بليغ حمدي) ماذا حدث؟! ولماذا لم تخرج هذه الأغنية للنور حتى الآن؟!، تعالوا بنا نقرأ تفاصيل سر عدم غناء (شادية) للأغنية كما جاء في مجلة (المصور) عام 1980:
ذكر محرر الخبر الذي يبدو أنه كان صديقا للموسيقار بليغ حمدي الآتي: (لن تغني شادية فى حفل النادي الأهلي احتفالا ببطولة الدوري أغنية “اسم مصر” أحدث الألحان التى قدمها “بليغ لشادية” بعد عودته من رحلة دامت عاما وبعض العام)، الأغنية التى كتبها عبدالرحيم منصور كانت أول عمل لبليغ بعد العودة، قابلت شادية وهى تجري بروفة مع فرقتها الموسيقية فى معهد الموسيقى العربية، وأسفت لأنني لم أجد لحن الأغنية بين ما تجري عليه الفرقة البروفات، لأن هذه الأغنية ستمس الوتر الشجي في قلب كل مصري، فهي تتحدث عن مصر الأم الرءوم الشفوق الخالدة، فقلت لشادية متسائلا: جئت أسمع لحن بليغ!، وعندما واجهت تلك النظرة الحائرة المترددة فى عيني شادية وابتساماتها المتأنية التى تشبه ابتسامة طفلة تبحث عن رد على سؤال محير، أدركت أن ثمة شيئا قد جد لا أعرفه وقالت لي شادية في النهاية: لقد سافر بليغ وترك (النوت) الموسيقية للحن، دون أن يحضر بروفة واحدة على الأغنية لهذا لن أستطيع أن أغنيها.
أنت تعلم كم كنت سعيدة بالأغنية، وكيف كنت متحمسة لغنائها، وحريصة عليها لكن هل يمكن أن أقدمها للناس دون بروفات مع بليغ والفرقة، خاصة أن بليغ ينوي استخدام (الربابات) بدلا من (الكمنجات)، ويعتمد فى اللحن على (النايات) والصورة الموسيقية المتطورة، فكيف أطمئن على اللحن وبليغ لم يحضر مع الفرقة بروفة واحدة، واكتفى فقط بتسجيل الأغنية على شريط بالعود، وإرسال (النوت) الموسيقية للفرقة، وتركنا وسافر، ولا نعرف أين سافر؟!، لهذا لا استطيع تقديم الأغنية في الحفل، إنني أحب بليغ حمدي جدا، وسعدت بعودته مثل كل أصدقائه وأحبائه، لكنني أيضا لا أستطيع المغامرة أمام جمهور عريض في حفل، وأقدم أغنية جديدة لم يحضر بروفاتها ملحنها، خاصة أنه يقدم فيها رؤية جديدة، إنني أفضل أن أقدم أغنية أحبها الناس وتجاوبوا معها وهى (أقوى من الزمن) بدلا من (اسم مصر) إلى أن تتهيأ الظروف الملائمة والطبيعية لتقديمها).
وبالبحث والتنقيب وصلنا لكلامات أغنية الشاعر الكبير (عبدالرحيم منصور) التى تنشر لأول مرة على الإنترنت:
يا مصر يا غالية ويا حبيبتي
حبك في قلبي وطارح
طالع منور وسارح
يملأ جميع المطارح
وقلبي بيكي يا شابه
طالع مفرع وفارع
وقد ورق الجناين
وقد رمل الجبال
وقد عدد الخلايق
حبك مشعلل ف قلبي
قد جناح الطيور
وقد نجوم الليالي
وقد لفات السواقي
حبك ف قلبي اللي باقي
وانتي اللي باقية لقلبي
يا شابة غالية وأغلى غالي
وباحب أهلك وناسك
وباحب فرحة غيطانك
يفرحني طرح الجناين
وكل لعب العصاية
وكل خيال وخيلك
واحلم بضلة خيالك
لجلك بكافح واعافر
وحروفي ضاربة اللي خاين
جارحة قلوب العسس
والوالي كاره كلامي
فتحوا الزنازين لشعري
وزادوا غلبي وقهري
ما يهمنيش عذابي
مهرك وحبي وطريقي.