بقلم الدكتور: طارق عرابي
في عام 1934 بدأ “والت ديزني” العمل على إحداث ثورة على كل ابتكاراته الكارتونية السابقة وفكر جدياً في صناعة فيلم كارتوني روائي طويل وكان الجميع يعارضه في هذه الفكرة لدرجة أن جميع معارفه وأصدقائه من النقاد والعاملين بمجال صناعة السينما وصفوا فكرته الجديدة لعمل فيلم كارتوني روائي طويل بأنها “حماقة ديزني” ، ولكن خروج حلم “والت ديزني” إلى النور بفيلم “سنو وايت والأقزام السبعة” عام 1937 أثبت بما ناله من عشق من الجماهير وثماني جوائز أوسكار “حماقة” كل من تسرع في الحكم على فكرته ووصفها بأنها “حماقة ديزني” ، هذا الفيلم في ذاك التاريخ يتكلف إنتاجه مليون ونصف المليون دولار ويجمع من شباك التذاكر (داخل الولايات المتحدة فقط) 185 مليون دولار ، وقد دفع نجاح تلك الفكرة “والت” إلى تقديم المزيد من أفلام الكارتون الطويلة بعد ذلك ، فقدم فيلم Pinocchio عام 1940 ومدته ساعة و 28 دقيقة ثم فيلم Dumbo عام 1941 ومدته ساعة و 4 دقائق ، ثم فيلم Bambi عام 1942 ومدته ساعة و 10 دقائق ، ورغم فشل بعض مشاريعه وإضراب رسامي الرسوم المتحركة باستوديوهات ديزني عام 1941 إلا أن ذلك لم يوقف “والت ديزني” عن إيجاد الحلول واستمرار السعي وراء كل أحلامه وتحويلها إلى حقائق كائنة على أرض الواقع.
في منتصف أربعينات القرن الماضي بدأ “والت ديزني” العمل على إنتاج أفلام كارتونية قصيرة بقصص مختلفة ثم تجميعها معاً لخلق أفلام كارتونية طويلة ، ولكنه سرعان ما عاد لفكرة صناعة أفلام كارتونية طويلة لقصة واحدة مخصصة للعمل السينمائي الطويل ، فقدم عام 1950 الفيلم الشهير Cinderella ومدته ساعة و 14 دقيقة والذي تكلف إنتاجه 2 مليون و 900 ألف دولار وجمع من شباك التذاكر داخل أمريكا فقط ما يقرب من 95 مليون دولار بذاك الوقت ، ثم قدم في عام 1951 فيلم Alice in Wonderland ومدته ساعة و 15 دقيقة ، وبدأ “والت ديزني” إضافة إنتاج الأفلام المصورة الحية “اللايف” إلى أجندة أعماله حيث بدأت تللك النوعية من الأفلام تأخذ اهتمام الجمهور في تلك الفترة ، فقدم فيلم التصوير الحي “اللايف” Treasure Island عام 1950 ومدته ساعة و 36 دقيقة ، ولكنه حافظ على هويته الكارتونية التي صنعت مجده فقدم عام 1955 فيلم الكارتون الطويل Lady and the Tramp ومدته ساعة و 16 دقيقة ، ثم قدم عام 1959 فيلم الكارتون الطويل Sleeping Beauty ومدته ساعة و 15 دقيقة ، وقدم عام 1961 فيلم الكارتون الطويل One Hundred and One Dalmatians ومدته ساعة و 19 دقيقة.
أذكر هنا عن “عبقرية ديزني” ، وليست “حماقة ديزني” كما وصفوها في البداية ، حول فكرة الأفلام الكارتونية الطويلة ، التي عاشت وستعيش إلى الأبد ، أنني أثناء معيشتي بالولايات المتحدة شاهدت إعلاناً تلفزيونياً يروج لفيلم الكارتون الطويل “أتلانتيس: الامبراطورية المفقودة” Atlantis: The Lost Empire ونوه الإعلان عن أن الفيلم سيكون متاحاً بدور العرض خلال أيام (شهر يونيو 2001) ، وجذبني الإعلان وقررت أن أذهب ولأول مرة لأشاهد فيلماً كارتونياً طويلاً بسينما “الكابيتان” بشارع هوليوود القريب جداً من مقر مسكني ، وذهبت بالفعل في الأسبوع الثاني من صدور الفيلم فإذا بي أضطر إلى الوقوف في صف (طابور) طوله مئات الأمتار ، وذلك لشراء تذكرة دخول السينما ، وكان أغلب من يقفون بصف حجز التذاكر هم من الكبار وليسوا من الأطفال ، وقد استمتعت متعة لا مثيل لها بهذا الفيلم الرائع الذي يتناول شخصية “ميلو ثاتش” الذي يعمل رسام خرائط بأحد المتاحف ويحلم باستكمال رحلة جده المستكشف العظيم الراحل “ثاديوس ثاتش” في محاولة العثور على إمبراطورية قارة أتلانتيس الأسطورية المفقودة بأعماق المحيط الأطلسي . ولقد لاحظت أثناء خروجي من دار السينما نفس القدر من المتعة على وجوه كل الجماهير الذين شاهدوا هذا الفيلم الرائع . تلك هي “عبقرية ديزني” التي بدأها بأول فيلم كارتون طويل عام 1937 لأشاهد أثر تلك العبقرية الممتد في 2001 .
نستكمل فيما يلي أعمال “والت ديزني” التي ترشحت وفازت بجوائز الأوسكار منذ عام 1946 حتى رحيله في عام 1966 ،، (بعد رحيله فاز بالأوسكار في حفل 1969 عن فيلم أنتجه ولم يصدر إلا في عام 1968)
– في عام 1946 ترشح “والت ديزني” لجائزة الأوسكار عن فيلم الكارتون Donald’s Crime (إنتاج 1945 ومدته 8 دقائق)
– في عام 1947 ترشح “والت ديزني” لجائزة الأوسكار عن فيلم الكارتون Squatter’s Rights (إنتاج 1946 ومدته 7 دقائق)
– في عام 1948 ترشح “والت ديزني” لجائزتي أوسكار الأولى عن فيلم الكارتون Pluto’s Blue Note (إنتاج 1947 ومدته 7 دقائق) والثانية عن فيلم الكارتون Chip an’ Dale (إنتاج 1947 ومدته 7 دقائق) ،، وفاز “والت ديزني” بنفس العام بجائزة خاصة من جولدن جلوب في حفلها الخامس عام
(بدأت جولدن جلوب رسمياً عام 1944) ، وجاءت الجائزة تقديراً للقيمة التي أضافها للشاشة الكبيرة (السينما) وتعزيز وتعظيم أثرها في مجال صناعة الترفيه وذلك عن فيلم الكارتون الطويل Bambi (إنتاج 1942 ومدته ساعة و 10 دقائق)
– في عام 1949 ترشح “والت ديزني” لجائزتي أوسكار الأولى عن فيلم الكارتون Tea for Two Hundred (إنتاج 1948 ومدته 6 دقائق) والثانية عن فيلم الكارتون Mickey and the Seal (إنتاج 1948 ومدته 7 دقائق) ، وفاز بجائزة الأوسكار عن الفيلم الوثائقي Seal Island (إنتاج 1948 ومدته 27 دقيقة)
– في عام 1950 ترشح “والت ديزني” لجائزة الأوسكار عن فيلم الكارتون Toy Tinkers (إنتاج 1949 ومدته 7 دقائق) ، وقد قدم “والت ديزني” بنفس هذا العام (1950) فيلم “ديزني” الشهير Cinderella (إنتاج 1950 ومدته ساعة و 14 دقيقة)
– في عام 1951 فاز “والت ديزني” بجائزة الأوسكار عن الفيلم الوثائقي Beaver Valley (إنتاج 1950 ومدته 32 دقيقة) ، وقد قدم “والت ديزني” بنفس هذا العام (1951) فيلم “ديزني” الشهير Alice in Wonderland (إنتاج 1951 ومدته ساعة و 15 دقيقة)
– في عام 1952 ترشح “والت ديزني” لجائزة الأوسكار عن فيلم الكارتون Lambert the Sheepish Lion (إنتاج عام 1952 ومدته 8 دقائق) وفاز بجائزة الأوسكار عن الفيلم الوثائقي Nature’s Half Acre (إنتاج 1951 ومدته 33 دقيقة).
– في عام 1953 فاز “والت ديزني” بجائزة الأوسكار عن الفيلم الوثائقي Water Birds (إنتاج 1952 ومدته 30 دقيقة) ، كما فاز بنفس العام بجائزة Cecil B. DeMille Award وهي جائزة فخرية خاصة من جولدن جلوب تُمنح لصاحب أفضل وأبرز مساهمة في عالم الترفيه.
– في عام 1954 ترشح “والت ديزني” لجائزتي أوسكار الأولى عن فيلم Ben and Me (إنتاج 1953 ومدته 21 دقيقة) والثانية عن فيلم الكارتون Rugged Bear (إنتاج 1953 ومدته 6 دقائق) ، وفاز بأربع جوائز أوسكار أخرى بنفس الحفل ، الأولى عن الفيلم الوثائقي The Living Desert (إنتاج 1953 ومدته ساعة و 9 دقائق) ، والثانية عن الفيلم الوثائقي The Alaskan Eskimo (إنتاج 1953 ومدته 27 دقيقة) ، والثالثة عن الفيلم الوثائقي Bear Country (إنتاج 1953 ومدته 33 دقيقة) ، والرابعة عن فيلم الكارتون Toot Whistle Plunk and Boom (إنتاج 1953 ومدته 10 دقائق) ، وقد فاز “والت” بنفس العام بجائزة خاصة من جولدن جلوب عن البراعة والجدارة الفنية في الفيلم الوثائقي The Living Desert .
– في عام 1955 ترشح “والت ديزني” لجائزتي أوسكار الأولى عن الفيلم الوثائقي Siam (إنتاج 1954 ومدته 32 دقيقة) والثانية عن فيلم Pigs Is Pigs (إنتاج 1954 ومدته 10 دقائق) ، وفاز بجائزة الأوسكار عن الفيلم الوثائقي The Vanishing Prairie (إنتاج 1954 ومدته ساعة و 11 دقيقة)
– في عام 1956 ترشح “والت ديزني” لجائزتي أوسكار الأولى عن الفيلم الوثائقي Switzerland (إنتاج 1955 ومدته 33 دقيقة) والثانية عن فيلم No Hunting (إنتاج 1955 ومدته 6 دقائق) ، وفاز بجائزة الأوسكار عن الفيلم الوثائقي Men Against the Arctic (إنتاج 1955 ومدته 30 دقيقة)
– في عام 1958 ترشح “والت ديزني” لجائزة الأوسكار عن فيلم The Truth About Mother Goose (إنتاج 1957 ومدته 15 دقيقة)
– في عام 1959 ترشح “والت ديزني” لجائزة الأوسكار عن فيلم Paul Bunyan (إنتاج عام 1958 ومدته 17 دقيقة) وفاز بجائزة الأوسكار عن الفيلم الوثائقي Grand Canyon (إنتاج 1958 ومدته 29 دقيقة).
– في عام 1960 ترشح “والت ديزني” لثلاث جوائز أوسكار الأولى عن فيلم Donald in Mathmagic Land (إنتاج 1959 ومدته 27 دقيقة) والثانية عن الفيلم الوثائقي Mysteries of the Deep (إنتاج 1959 ومدته 24 دقيقة) والثالثة عن فيلم Noah’s Ark (إنتاج 1959 ومدته 19 دقيقة)
– في عام 1961 ترشح “والت ديزني” لجائزتي أوسكار الأولى عن الفيلم الوثائقي Islands of the Sea (إنتاج 1960 ومدته 28 دقيقة) والثانية عن فيلم Goliath II (إنتاج 1960 ومدته 15 دقيقة)
– في عام 1962 ترشح “والت ديزني” لجائزة الأوسكار عن فيلم Aquamania (إنتاج 1961 ومدته 8 دقائق)
– في عام 1963 ترشح “والت ديزني” لجائزة الأوسكار عن فيلم A Symposium on Popular Songs (إنتاج 1962 ومدته 19 دقيقة)
– في عام 1965 ترشح “والت ديزني” لجائزة الأوسكار عن فيلم Mary Poppins وهو فيلم كوميدي فانتازي طويل (إنتاج 1964 ومدته ساعتين و 19 دقيقة) وقد ترشح الفيلم في مجمله لعدد 13 جائزة أوسكار فاز منها بخمس جوائز ، وقد فازت النجمة “جولي أندروز” عن هذا الفيلم بجائزة الأوسكار كأفضل ممثلة في دور رئيسي .
– في عام 1969 فاز “والت ديزني” (من بعد رحيله) بجائزة الأوسكار عن فيلم الكارتون القصير Winnie the Pooh and the Blustery Day (إنتاج 1968 ومدته 25 دقيقة) . كان “والت ديزني” قد أنتج الفيلم ولكن بعد وفاته في ديسمبر 1966 لم يصدر الفيلم لدور السينما إلا في عام 1968 ، وقد تسلم الجائزة مخرج الفيلم “ولفجانج ريثرمان” نيابة عن الراحل “والت ديزني”.
من الجدير بالذكر أن “روي” الشقيق الأكبر لوالت ديزني قد وافته المنية في 20 ديسمبر عام 1971 وعمره 78 عام (بعد افتتاحه لمدينة “عالم والت ديزني” بشهرين فقط – كان الافتتاح في 1 أكتوبر 1971) ، بينما رحلت زوجته “ليليان ديزني” عن عالمنا في ديسمبر من عام 1997 وعمرها 98 عام ،، وقد كتبت إبنته “دايان ديزني” كتاباً عن والدها بعنوان “والت قبل ميكي” ، التي تُوفيت في نوفمبر 2013 وعمرها 79 عام ، وقد تحول كتابها “والت قبل ميكي” بعد وفاتها إلى سيناريو فيلم تم إنتاجه عام 2015 ويتناول السنوات المبكرة من حياة “والت ديزني” المهنية قبل إبتكاره لشخصية “ميكي ماوس” ، وقام بدور “والت ديزني” الممثل “توماس إيان نيكولاس” بينما قام كلٌ من الممثل “جون هيدر” بدور شقيقه “روي” والممثل “أرماندو جوتيريز” بدور زميله وشريكه “أوب” ، كما قام النجم بديع الآداء “توم هانكس” بتجسيد شخصية “والت ديزني” في فيلم Saving Mr. Banks عام 2013 .
ولكي تكتمل لديك قيمة ما خطط له وصنعه هذا الرجل المعجزة “والت ديزني” الذي سيعيش إلى الأبد ، فقط اكتب على محرك البحث “جوجل” عبارة The Most Magical Place on Earth أي “المكان الأكثر سحراً على وجه الأرض” ستجد أول عنوان في نتيجة البحث هو “عالم والت ديزني” وسيظهر لك فيديوهات عن هذا العالم البديع. Dr.TarekOraby@gmail.com