كتبت : سدرة محمد
رغم صغر سنه الصغير إلا أنه حقق نجاحا كبيرا في عالم الفن، كما قدم شهرة لطفل لم يسبق لها مثيل، فهو موهوب ومحب للتمثيل وقادر على الظهور أمام الكاميرات بأداء قوي ومؤثر واستطاع في وقت قصير جدا أن يحصل على أدوار بطولة مع أكبر النجوم في الوسط الفني، وهذه الموهبة كانت ستظل مختفية عن الأنظار، ولكن المخرج (عمرو سلامة) اكتشف موهبته مبكرا وإستطاع توظيفها في مكانها الصحيح، حتى أصبح بمثابة طوفان قوى احتل الدراما المصرية، وتفوق على كل نجوم جيله، ورغم صغر سنه إلا إنه أستطاع أن يصبح بطلا ونجم شباك سريعا، ما يشير له بمستقبل باهر بمجال التمثيل بعدما لفت له الأنظار إليه.
هو الفنان الشاب (أحمد داش) صاحب موهبة استثنائية ربما تؤهله لأن يكون رقمًا بارزًا في الدراما المصرية خلال السنوات المقبلة، في حال تقدم بذات السرعة التي يتقدم بها من عمل لآخر، فخطوة بعد أخرى يؤكد للجميع أنه يملك قدرات فنية كبيرة، سيكون لها شأن كبير فى المستقبل القريب، وهو ما بدا لنا مع كل ظهور له استطاع من خلاله ترك بصمة مميزة تصبح محور حديث المتابعين للعمل، مايؤكد أنه نجم شاب استطاع أن يتخطى كافة العقبات مع بداية نضجه الذي سجل حضورا قويا في قلب الدراما هذا العام تحديد من خلال عدة أعمال أبرزها (الحرمي) تضاف إلى رصيده الفني الذي يشير إلى قدرات مكتملة لممثل أصبح الآن على طريق النجومية.
ولد أحمد داش ممثل عام 2000، وبدأ ممارسة الفن في المدرسة، تحديداً في الصف الثالث الابتدائي عندما شارك في مسرحية أعدتها المدرسة وقدمت على خشبة مسرحها، وفي الصف السادس الابتدائي طرد من المدرّس بسبب شقاوته مع أصدقائه أثناء الدرس، وبالمصادفة كانت المخرجة (مريم أبو عوف) موجودة في المدرسة، فتعرفت عليه، وكان برفقتها المنتج أحمد الجنايني، ورشحته لتقديم إعلانات تلفزيونية معها، فظهر في إعلانات عدة في فترة وجيزة تعاون فيها مع أكثر من مخرج، وقبل 6 سنوات تقريبا ظهر الفنان أحمد داش لأول مرة فى فيلم (لا مؤاخذة)، للمخرج عمرو سلامة، وخلال هذه الفترة شارك فى العديد من الأعمال المميزة مثل فيلمي (اشتباك وفوتو كوبى)، ومسلسلات (سابع جار، سقوط حر، الطوفان) حتى عاد فى رمضان 2018 إلى العمل مرة ثانية مع عمرو سلامة فى مسلسل (طايع) .
من بين أكثر من 600 طفل ، اختاره المخرج عمرو سلامة لبطولة فيلم (لامؤاخذة)، الذي كان أول ظهور له على الساحة الفنية ، ليفرض نفسه بقوة من خلال أدائه المقنع ، ويبدأ مشواره السينمائي نجمًا بارزًا وسط ممثلي جيله، ومن السينما إلى الدراما سريعًا، فبعد عام من العرض الجماهيري لفيلم (لامؤاخذة) ، شارك داش في مسلسل (إمبراطورية مين) مع النجوم (هند صبري، محمد ممدوح، محمد شاهين، عزت أبو عوف)، وقدم صورة الابن المحترم داخل البيت ، بينما خارجه هو بلطجي في الشارع، ولأن التنوع والاختلاف هو ما يسعى إليه أي ممثل، وهذا ما أدركه النجم أحمد داش مبكرًا ، ليعود في ثالث أعماله إلى عصر الخديو توفيق ، ويستكمل تعاونه مع عمالقة الدراما الفنية مثل يسرا ونيللي كريم.
الشخصيات المركبة هى أصعب ما يمر على النجم في مشواره الفني، وقدم أحمد داش من خلال شخصية (آدم) في مسلسل (سقوط حر) دور هكذا من حلال شابًا يمر بحالة اكتئاب وحزن شديد، يؤثر على سلوكه الطبيعي ويخلق اضطرابًا في شخصيته ، ومن خلال المسلسل كرر داش تعاونه مع النجمة نيللي كريم ، ولم يحتاج نجاحه أكثر من 4 أعمال حتى يسافر بفيلمه (اشتباك) للمنافسة في مهرجان (كان) السينمائي بقسم (نظرةٍ ما)، ويعبّر من خلال الفيلم عن حال الشباب في سنه وتأثرهم بالثورة المصرية.
لو كان لنا أن نصف مشوار (أحمد داش) الفني، فيمكننا القول أنه طوفان قوى، احتل الدراما المصرية وتفوق على كل نجوم جيله، تعاون مع كبار النجوم في سن صغيرة، حتى اختاره المخرج خيري بشارة للمشاركة معه في مسلسل (الطوفان)، الذي تناول من خلاله فكرة عائلة تمتلك أراضي وقت بناء قناة السويس، لكن ثالث أعماله السينمائية والذي يشهد تعاونه مع النجم القدير محمود حميدة، ذلك الذي قام (داش) من خلاله بتغيير لون شعره من أجل شخصيته بفيلم (فوتوكوبي) الذي شارك في العديد من المهرجانات السينمائية المختلفة.
في 2017 شارك (أحمد داش) في عمل درامي كبير شارك فيه كوكبة من نجوم الفن وهو مسلسل (سابع جار) الذي حقق نجاح عظيم في الجزء الأول منه وقاموا بتصوير جزء ثاني وظهر في الجزئين بشكل مميز في إطار أحداث تحكي عن الحياة الاجتماعية لأكثر من عائلة داخل عمارة كل منهم له حكاية مختلفة وجسد (داش) دور عبد الرحمن إبن لمياء التي تلعب دورها دلال عبد العزيز الذي وصل إلى سن المراهقة ويقوم بمعاونة إخواته البنات هبة ودعاء عندما يحتاجون إليه ، وقد اجتمعت حوله كل البيوت المصرية، وتمكن (أحمد داش) من تمثيل شباب جيله وما يواجهونه من مشاكل وتحديات في فترة المراهقة، وتعاون في هذا المسلسل لأول مرة مع 3 مخرجات دفعة واحدة وهن أيتن أمين، وهبة يسري، ونادين خان.
وخلال مسيرته الفنية، تميّز (داش) باختياره المختلف للأدوار، حيث تمكّن في مسلسل (طايع) من تقديم شخصية الصعيدي الذي يتورط في ثأر أبيه بجانب تجارته في الآثار، ليشيد بأدائه نجوم الدراما، ويزاحم الكبار بأدائه المتفرّد للشخصية، وكان له حضور لافت أيضا بمشاركته فى بطولة فيلم (كازابلانكا) مع النجم أمير كرارة وإخراج بيتر ميمى، والذى تم عرضه فى موسم عيد الفطر 2019، وحصد 80 مليون جنيه فى شباك التذاكر .
لكن من خلال مشاركة (أحمد داش) في مسلسل (طايع) قام بالاستعداد من أجل إتقان دوره عن طريق الذهاب إلى ورشة تمثيل ليقوم بتدريبه (جيراد) الذي وجهه إلى طريقة تمثيل الدور بدقة، كما أنه كان ينفذ كل التعليمات التي يأمره بها عمرو سلامة واجتهد كثيرا وعمل على هذه الشخصية حتي قدمها بهذا الشكل المحترف حتى حصل على إعجاب الجمهور والكثير ممن يعملوا بمجال الفن، ومن ثم أصبح (داش) في المقدمة مع أبطال هذا المسلسل وهم (عمرو يوسف وعمرو عبد الجليل)، عندما أدى دوره كفتي صعيدي تورط في بعض الأزمات وأراد الأخذ بحق أبيه الذي قُتِل لتأخذه قدماه إلى تجارة الآثار، ولم يكن من السهل أن طفل يؤدي هذا الدور بهذا الشكل البارع، ورغم تعرض المسلسل للانتقادات على مواقع التواصل الإجتماعي، لكن تعليقات الجمهور لم تخلوا من الإشادة بدور (أحمد داش) داخل هذا العمل ونجاحه في تقديمه .
وزادت شهرة (أحمد داش) أكثر وأكثر من خلال مشاركته في مسلسل (البرنس) في دور (عادل) الفتي المدمن الذي دمر حياته، ويعتبر هذا الدور من أهم أعماله التي قدمها ببراعة شديدة حتي حقق نجاح كبير مع تحقيق المسلسل لنسبة عالية من المشاهدات، كما أن آراء الجمهور كانت إيجابية على مواقع التواصل، ولكنه عانى من بعض السلبيات بسبب إطلاق إسم (عادل الشمام)، عليه، رغم أنه يدل على نجاحه في تقديم الدور لكون الناس إقتنعت بشخصيته، ومن أجل تقديمه لهذا الدور قام بالمكوث لمدة ٢٤ ساعة في دور رعاية الإدمان في وادي النطرون مع المدمنين والمتعافين من أجل التعرف على شخصيتهم وتفاصيل حياتهم حتي يستطيع أن يجسد شخصية عادل بالشكل الصحيح.
ولم تنحصر أعمال أحمد على الدراما فقط بل شارك أيضاً في أعمال سينمائية، مثل فيلم (لامؤخذة) أول فيلم من بطولته يُصنف إلى الدراما الإجتماعية والكوميدية،
ويدور الفيلم حول طفل يعيش حياته مع والده ووالدته ويدعى (هاني عبد الله)، وتبدأ الأحداث عند وفاة والده تاركاً ورث من الديون التي تسببت في وضع حرج للأم ونقلته من مدرسته الخاصة إلي مدرسة حكومة فيخشى (هاني) الإضطهاد الديني لأنه مسيحي وفصله كله مسلمين لكنه تعايش مع أحداث الفيلم التي اتسمت بالإثارة والتشويق وقليل من الأحداث المعقدة والكوميدية ، وكان الفيلم من بطولته وراوي القصة بصوت النجم الكبير أحمد حلم، وحقق هذا العمل نجاحا باهرا، بل إنه كان البداية الحقيقية لتوجيه الأنظار إلى موهبة (داش).
وعلى صعيد آخر، يدرس (أحمد داش) حاليا (بيزنس وإخراج) بجانب عمله في التمثيل، ووصف نفسه بـ (المحظوظ)، ويهتم بكل تفاصيل العمل وبالتجديد في الأداء، كما أنه يستمع لاَراء الممثلين وفريق العمل ومن ثم فهو يوصل الإحساس بقوة، كما عبر عن ذلك بلكنتك الصعيدية التي جاءت في مسلسل (طايع) بصورة غير مصطنعة، كونه شاب صغير (شاف أكتر من اللي المفروض يشوفه)، ومع ذلك استطاع أن يتحكم في مشاعرك بسهولة، كما اتسم أداؤه بالثبات وعدم التذبذب فجاء مبهرا و استثنائي وهو أمر يؤكد أن موهبته أكبر من سنه الصغير وأعلى من أداء ممثلين كبار، فهو يتميز بأنه أداء السهل الممتنع بجدارة.. تحية لهذا الممثل الشاب من بوابة (شهريار النجوم) التي تتمنى له المزيد من التوفيق والنجاح وتحقيق خطوات أكثر نجاحا في المستقبل القريب.