باقة ورد لقيصر الغناء العربي في يوم مولده
كتب : أحمد السماحي
دانت له السيطرة على النغمات فصنع منها إبداعات غنائية ولحنية سيطرت على الوجدان، رسم بنغماته على مدى مشواره الفني لوحات فنية خاطبت الأذن وتعدتها لتطرب القلوب والأفئدة، تركيبته الجسدية تتكون من عناصر حب، وشجن، وعشق، وحزن، تجمعت لتشكل إنسانا اسمه كاظم الساهر، الذي كان صدقه وموهبته وحبه للفن سلاحا شهرة في وجه كل الصعوبات التى واجهته وتحدته، وهو ما صنع منه شخصية محببة للجمهور الذي نصبه قيصرا على الغناء العربي، وذلك من فرط حساسيته المرهفة وصدق إحساسه الذي يصل سريعا ويخترق القلوب كسهم (كيوبيد) فيصيبها بالألق والتفاؤل ويؤجج العاطفة الفياضة بالمشاعر الرومانسية.
يوم السبت القادم يحتفل بعيد ميلاده، وأحببنا من خلال بوابة (شهريار النجوم) أن نرسل له باقة وردة بلدي بلون المحبة، ومطرزة بالوفاء، لأننا نؤمن بأن الفن رسالة إنسانية سامية تهدف إلى الارتقاء بأحاسيس الإنسان نحو الحب والخير والجمال، والفن في المقام الأول والأخير يرتقى دائما بوجداننا لأنه ينقل نبض قضايا ومشكلات المجتمع الذى نعيشه على جناح الإحساس والشعور، والساهر ارتقى بوجداننا ومشاعرنا من خلال الأغنيات والألحان الراقية التى قدمها، وبالتالي فإن الفن الراقى الذي يقدمه دائما ما يحوز على أعجاب الناس لأنه يؤثر فى وجدانهم بالإيجاب، ولأنه بعيد كل البعد عن الابتذال والإسفاف، ومن ثم فإن الفن لا يكون مبتغاه تدمير قيم المجتمع وأخلاقياته، بل يكون مصدرا لتوعية العقول، ومعني بإيقاظ الضمائر الغافلة عن قضايا الأمة، فضلا عن كونه يحارب ظواهر الانحراف والانجراف عن المسار الذى نريده منه.
ويبقى شغلنا الشاغل إثبات حقيقة أن الفن رسالة سامية، دائما ما ترتقى بالمجتمع، وتنهض به وترقى بأخلاقياته وسلوكياته من خلال ما يقدم من أعمال ملتزمة تعالج قضايانا الملحة، بعدما بدأ الدخلاء على الأغنية بكتابة الكلمات الهابطة، وأصبحنا نسمع فرقعات غنائية كاذبة على إيقاع صاخب يدعو للجنون، حيث سمحت الفضائيات الخاصة، للسفهاء – في غيبة من الوعي – أن يقتحموا علينا بيوتنا بأغانى مسفة وهابطة، ولزاما علينا أن نسمعها “غصب عنا” وبدون أى مراعاة لشعورنا.
لهذا وجود مطرب وملحن فى حياتنا مثل كاظم الساهروغيره من زملائه المبدعين الذين يرتقون بمشاعرنا وأذواقنا ويسمو بأرواحنا أصبح ضرورة حتمية لأنهم الرئة الوحيدة التى نتنفس منها الفن النظيف الذي نبتغيه، الفن المبني على العلم والدراسة والموهبة، ومن فوق ذلك كله الإحساس المرهف الذي يخاطب القلوب.