نكشف لأول مرة المحذوف من أغنية “دع سمائي” لفايدة كامل
المطرب الحقيقي يمتلك حساً استثنائياً بالكلمة التي يغنيها، فهي لابد أن تتسرب إلى أعماقه، وتذوب في وجدانه، ويجب ألا تكون زائدة، أو مكررة ،أو ثقيلة على الأذن، وإلا رفضها على الفور وطلب من الشاعر مؤلف الأغنية تغيير هذه الكلمة أو ذلك المقطع، فى هذا الباب سنتوقف مع بعض الأغنيات التى تم تغيير بعض كلماتها، أو حذفها.
كتبت: سما أحمد
يعتبر نشيد (دع سمائي) الذي كتبه الشاعر الكبير كمال عبدالحليم، ولحنه الموسيقار المبدع علي إسماعيل، وغنته صاحبة الصوت الثوري فايدة كامل، واحد من أشهر الأناشيد التى قدمت أثناء العدوان الثلاثي علي مصر، ولا نبالغ إذا قلنا إنه هو النشيد الأشهر الذي يذكرنا على الفور بذكرى العدوان الثلاثي، والعكس صحيح.
هذا النشيد له قصة طريفة جدا سنقصها عليكم قريبا فى باب (حواديت الأغاني)، لكن الآن يهمنا أن نتوقف عند المحذوف من هذا النشيد الشهير، فقد تم تغير وحذف بعض الأبيات منه حيث تم تغير كلمة مات بكلمة (ضحى) في البيت القائل (وأبي مات هنا، التى أصبحت وأبي ضحى هنا)، وحذف بيت (لن تراني نازفا آخر قطرة) فى الكوبليه الثاني من النشيد، وتم استبداله ببيت (ترتوي أرضي به من كل قطره)، كما تم حذف اثنين من الكوبليهات الأخيرة فى النشيد ستجدونهم مكتوبيين باللون الأحمر فى نهاية كلمات النشيد الذي يقول :
دع سمائي فسمائي مُحرقهْ
دع قناتي فمياهي مُغرِقهْ
واحذر الأرض فأرضي صاعقه
هذه أرضي أنا وأبي ضحّى هنا
وأبي قال لنا مزقوا أعداءنا
أنا شعبٌ وفدائيٌّ وثورهْ
ودمٌ يصنع للإنسان فجْرهْ
ترتوي أرضي به من كل قطره
وستبقى مصرُ حره مصر حره
دع سمائي فسمائي محرقه
أنا عملاق قواه كلّ ثائرْ
في فلسطين وفي أرض الجزائرْ
والملايو وشعوب كالبشائر
تنبت الأزهار من بين المجازر
دع سمائي فسمائي محرقه
أنا أقسمت بحبات الرمال
وبأجساد جدودي في القنال
وبأمجاد النضال…. وجمال
أن الاستعمار محتوم الزوال
دع سمائي فسمائي محرقة
أنني ألمح فجرا لن تراه
لا يراه غير أنصار الحياة
حينما نغسل بالضوء الجباه
وتغني في أراضينا المياه
دع سمائي فسمائي محرقة
هذا النشيد ما كادت الإذاعة تذيعه حتى هب المواطنيين للدفاع عن القناة بأرواحهم، وقد أصابت الأغنية القوات المعتدية بالرعب، حتى أن مسئولا بريطانيا صرح عبر إذاعة (BBC) العربية قائلا: ” لو استطعنا إرسال عشرين طائرة لاسكات هذا الصوت لما ترددنا في إرسالها، لهذا كان طبيعيا أن يكرم الرئيس الراحل جمال عبدالناصر المطربة فايدة كامل بوسام العلوم والفنون من الدرجة الأولى تقديرا لدورها الوطني وتصديها للعدوان بصوتها فى هذه الأغنية وغيرها من الأغنيات الوطنية التى كانت أشهر ما قدمته المطربة، وظلمت رصيدها الغنائي الكبير من الأغنيات العاطفية.