تعرف على أغنية أسمهان التى حاربتها الحكومة المصرية !
كتب : أحمد السماحي
في عام 1937 أنتجت الفنانة الكبيرة بهيجة حافظ فيلم (ليلى بنت الصحراء)، وعندما عرض هذا الفيلم قامت حكومة إيران بالاحتجاج عليه نظرا لأنه يسئ إلى سمعة تاريخ إيران، فقد كانت قصة الفيلم تصور غراميات (كسرى) ملك الفرس، وكيف فرض نفسه على فتاة بدوية عرضت حياتها للموت في سبيل المحافظة على شرفها، ورأت الحكومة المصرية أن تجامل حكومة إيران بوقف عرض الفيلم.
وحدث بعد إيقاف الفيلم أن فكرت إحدى شركات الأسطوانات فى تسجيل أغنية (ليت للبراق عينا) وهى أغنية نجحت نجاحا شعبيا كبيرا، وسجلت الأغنية بصوت المطربة أسمهان، وأعجبت بها محطة الإذاعة فاشترت حقوق إذاعتها من شركة الاسطوانات، وأذيعت الأغنية وتنبهت الحكومة المصرية إلى أن هذه الأغنية هى إحدى أغاني فيلم (ليلى بنت الصحراء)، وفى كلماتها تلخيص لقصة الفيلم، فقررت منعها من الإذاعة أيضا كما سبق ومنعت الفيلم.
ولم يقتصر الأمر على المنع فقد هاجمت مكاتب بيع الاسطوانات، وحاولت جمع الاسطوانات، ولكن أصحاب محال الاسطوانات استطاعوا أن يخفوا ما لديهم من نسخ من هذه الاسطوانات، فكان أن ارتفع سعرها في السوق السوداء، وبلغ ثمن الاسطوانة الواحدة جنيها كاملا فى الوقت الذي كان سعرها الرسمي 20 قرشا، وظلت الأغنية ممنوعة خاصة بعد خطوبة وزواج ولي عهد ايران (محمد رضا بهلوي) من الأميرة فوزية أخت الملك فاروق.
لكن بعد ست سنوات من المنع، وبعد طلاق الأميرة فوزية من رضا بهلوي تم إذاعة الأغنية، وقام بغنائها كثير من المطربين مثل (حياة محمد، إبراهيم حموده، نازك) وغيرهم، وفى الفترة الأخيرة قامت بغنائها المطربة (درصاف الحمداني)، ولم يقتصر الأمر على هذا فقد قام الموسيقار أحمد صدقي بتلحين كلمات القصيدة التى كتبتها (ليلى العفيفة) مرة أخرى بلحن مختلف تماما عن لحن الموسيقار محمد القصبجي للمطربة أسمهان، وقامت بغناء لحن صدقي المطربة زينب يونس.
تقول كلمات القصيدة التى كتبتها ليلى العفيفة ولحنها محمد القصبجي، وحاربتها الحكومة المصرية:
آه آه آه آه
ليت للبراق عيناً فترى ما ألاقي من بكاءٍ وعنا
عذبت أختكم يا ويلكم بعذاب النكر صبحاً ومسا
غللَّوني، قيَّدوني ضربوا جسمي الناحل مني بالعصا
غلِّلوني، قيِّدوني وافعلوا كل ماشئتم جميعاً من بلا
فأنا كارهة بغيكم ويقيني الموت شيء يرتجى
آه آه آه آه آه آه.