سر عدم تعاون فؤاد المهندس مع يوسف شاهين؟!
كان بين الفنانيين زمان علاقة أقرب إلى الأخوة الصادقة، يعيشون طوال أيام التصوير علاقات صداقة بريئة، وزمالة محترمة، بعيدة عن المصالح الضيقة، والمنافع المؤقتة، والشوائب المكدرة، علاقة قائمة على الثقة والمودة والبساطة، أساسها الصدق وفروعها الكلمة الطيبة وإحسان الظن والألفة، لهذا كانوا يجتمعون دائما فى بداية أي فيلم أونهايته ليأخذون مع بعضهم صورة تذكارية أو ” سيلفي” بلغتنا الآن.
كتبت : صبا أحمد
يعتبر شهر سبتمبر هو شهر ميلاد ووفاة الفنان الكبير فؤاد المهندس (6 سبتمبر 1924 / 16 سبتمبر 2006 )، ورغم رحيله منذ حوالي 14 عاما، لكن سيظل هو الأستاذ والمعلم صاحب الأسلوب المميز فى سرقة الضحكة من القلوب، وفي زرع المواقف الكوميدية على خشبة المسرح، هو صاحب شعار “الضحك للضحك” لأنه يرى أن الفن متعة الحياة.
ولد المهندس فى حي العباسية، وأبصر الحياة على بيت أشبه بقلعة من قلاع الحفاظ على اللغة العربية، فوالده هو العلامه الدكتور “زكي المهندس” الذي كان عميدا لكلية “دار العلوم”، وعضوا في مجمع اللغة العربية، كانت طفولته غاية في الشقاوة والتعلق بالتمثيل، وتقليد المدرسين ما بين الحصة والآخرى، وبمجرد التحاقه بكلية التجارة جامعة القاهرة صحى حلم التمثيل بداخله، خاصة بعد لقائه بالفنان الراحل “نجيب الريحاني” الذي أخرج لـ “المهندس” مسرحية أثناء تمثيله فى الجامعة، وتتلمذ على يده.
وفي عام 1953 التحق بفرقة “ساعة لقلبك”، وأصبح إسم “محمود” الذي كانت تطلقه الفنانة “خيرية أحمد” من أشهر العبارات التى يرددها جماهير الإذاعة المصرية فى هذا الوقت، ولمع اسم “المهندس” مما دفع القائمين على بدء الإرسال التليفزيوني لأن يكون من أوائل الملتحقين به، فيقدم مع الفنانة “سناء جميل” برنامج “وراء الستار”.
وتأتي الفرصة الكبرى والخطوة الحقيقية للانطلاق من خلال الصدفة القدرية عندما يسافر “السيد بدير” المرشح لبطولة مسرحية “السكرتير الفني” فيحل بدلا منه “الأستاذ” ويقف لأول مرة أمام الوجه الجديد “شويكار”، لينطلق “المهندس” من خلال شخصية “ياقوت أفندي” بسرعة الصاروخ بعد أن ذاع صيته وأصبحت صوره تتصدر صفحات الجرائد والمجلات، ويتنقل من نجاح إلى نجاح فيقدم رائعته الفنية “سيدتي الجميلة” التى كانت بمثابة حدثا فنيا انطلق فى سماء القاهرة.
وما لبث قليلا حتى فاجأ جماهيره بتحفة فنية جديدة بالاشتراك مع النجمة التى ولدت على يديه مسرحيا فيقدما معا مسرحية “أنا وهو وهى” ليصبح اسم “فؤاد المهندس وشويكار” فوق أي أفيش لعمل فني هو بمثابة ضمان لجماهيرية ونجاح هذا العمل، ويسارع صناع السينما والإذاعة في مصر لاستثمار هذا النجاح الكبير، فيقدم هو والزوجة ورفيقة المشوار “شويكار” العديد من الأعمال الفنية المشتركة في الإذاعة والسينما.
ولم يقتصر عطائه على العمل الفني فكانت كلماته الحكيمة والعظيمة من خلال برنامجه اليومى “كلمتين وبس” بمثابة طاقة نور للبسطاء والمستضعفين، ولأن الطفل بداخله ينافس الرجل فقدم لأطفال مصر لسنوات طويلة “فوازير عمو فؤاد”.
هذا الأسبوع قررنا في باب (سيلفي النجوم) التوقف عند صورة جميلة جدا جمعته بمجموعة كبيرة من النجوم من أجيال مختلفة هم (يوسف شاهين، ليلى فوزي، نور الشريف، يسرا، إلهام شاهين)، وقد يتساءل البعض عن سر عدم تعاون المهندس وشاهين، والسبب أن (جو) لم يكن يجيد صناعة الفيلم الكوميدي الذي كان يتزعمه فؤاد المهندس، وبالتالي اقتصرت علاقتهما على الصداقة فقط.