* كان فوزي ومديحة يسري فى أحسن حالاتهما فى فيلم (بنات حواء)
* الأبياري هو الذي غير شخصية محمد فوزي وجعلها كوميدية
* قدم فوزي في هذا الفيلم استعراضين من أجمل استعراضاته الغنائية وهما (الزهور والأزياء)
* قصة الفيلم فيها سم قاتل بالنسبة لحقوق وجمعيات المرأة
كتب : أحمد السماحي
من الأفلام الكوميدية الغنائية المتميزة للغاية من حيث الأغنيات والضحك فيلم (بنات حواء)، هذا الفيلم المليئ بخفة الظل والأغنيات المبهجة التى تدعو إلى الحب والتفاؤل مثل: (أنا بنت حلوة، لقيته، يا جارحة القلب بعيونك، استعراض الأزياء، إستعراض الزهور، تعب الهوى قلبي)، وفى نفس الوقت يحتوى على سم قاتل بالنسبة لموضوعه الذي كتبه بمهارة شديدة الكاتب والسيناريست والشاعر المتميز (أبوالسعود الإبياري)، والذي كان أكثر الكتاب غزارة في عام 1954 حيث قدم 11 فيلما متنوعا، هى (بنات حواء، تاكسي الغرام، العمر واحد، أربع بنات وضابط، شرف البنت، عفريتة إسماعيل ياسين، الظلم حرام، الحقوني بالمأذون، الأستاذ شرف، عزيزة، إنسان غلبان).
لماذا ذكرنا أن الفيلم فيه سم قاتل؟!، لأن موضوعه رغم تنبأه بدخول المرأة البرلمان الذي بدأ بها الفيلم كحلم من أحلام (عصمت) الفتاة الجميلة الكارهة للحب والزواج، لكنه يرجع ويهدم كل الأفكار المتطورة التى تحدث عنها فى البداية، والتى تطالب بمساوة المرأة والرجل، وحلم بطلة الفيلم (عصمت) بدخول المرأة البرلمان لتقتنع في النهاية بالزواج والبعد عن حقوق ومطالب المرأة المصرية، كما أن الكاتب جعل كل أعضاء الجمعية التى تديرها عصمت من العوانس والسيدات الدميمات!
قصة الفيلم
تدور أحداث الفيلم حول عصمت وجدى (مديحه يسرى) صاحبة محلات (الصبا والجمال) للأزياء والمستلزمات النسائية، التى لا تشغل لديها غير النساء فقط، وتأخذ موقفا متشددا من الرجال حتى أنها أضربت عن الزواج، رغم العرسان الذين أحضرهم لها عمها الشيخ رجب (عبدالحميد بدوى)، ولكنها كانت تصيب كل منهم بعاهة مستديمة، مما أثار حنق شقيقتها الصغرى حكمت (شادية) التى تود الزواج من أناناس (إسماعيل ياسين) بعد زواج أختها عصمت.
قامت عصمت بتأسيس جمعية لمناهضة الرجل أسمتها “المرأة تساوى الرجل” وقد انضم للجمعية كل النساء غير المتزوجات واللواتي أطلق عليهن لفظة (العوانس)، وأثناء ذهاب عصمت لحضور أحد اجتماعات الجمعية تصدم بسيارتها راكب الدراجة الرسام وحيد (محمد فوزى) الذى كان يحمل لوحة فنية ليشترك بها فى المعرض الفنى، ولكن اللوحة تمزقت، وطلب من عصمت أن يقوم برسمها عوضا عن اللوحة التى فقدها، وإلا ذهب للبوليس بسبب التصادم.
وتتطور العلاقة بين (وحيد وعصمت)، مما يجعلها تعينه فى محلها (الصبا والجمال)، ويقع وحيد فى حب عصمت، لكن حكمت شقيقة عصمت المخطوبة لأنانس تقع في حب وحيد، وتتعقد الأمور، وهنا تحدث الكثير من المفارقات الكوميدية حتى يتم الزواج بين عصمت ووحيد، وحكمت وأناناس!.
محمود قاسم .. والعلاقة بين الأبياري وفوزي
قام الباحث والناقد السينمائي محمود قاسم بعمل فصل كامل من كتابه عن (أبوالسعود الأبياري) بعنوان (كوميديا الإبياري وموسيقى محمد فوزي) جاء في بعض منه : كان محمد فوزي هو المطرب الثاني الذي كان سببا في ازدهار سينما الكوميديا الموسيقية من خلال كتابات أبوالسعود الأبياري بعد فريد الأطرش، وهناك نقاط عديدة تجمع بين التجربتين منها أن فريد الأطرش وفوزي كانا ملحنيين لأغانيهما، وأن كل منهما كان منتجا لأفلامه، أي أن اختيار المؤلف نابع من قناعات المطرب المنتج، كما أن كلا منهما كان يتمتع بخفة ظل ملحوظة وحضور طاغ فى مجال الكوميديا على الشاشة، كما أن فوزي عمل مع نفس أو بعض فريق العمل الذي ظهر في أفلام (الأطرش والإبياري) ومنها على سبيل المثال المطربة صباح وإسماعيل ياسين.
ولو نظرنا إلى أفلام محمد فوزي قبل أن يتعامل مع الأبياري عام 1950 فسوف نجد الكثيرمنها مأساويا، لا يعكس بالمرة خفة ظل الفنان الذي عهده الناس بها، وقد بدأ التعاون بين (فوزي والإبياري) من خلال المخرج حلمي رفله، الذي كان السبب الأساسي فى إلقاء الضوء على الإبياري وموهبته من ناحية، كما أنه استفاد من النصوص التى بين يديه فى تغيير دماء أبطاله أو جعلهم أبطال كوميديا فى المقام الأول، وحسب الإحصاء فإن أربعة أفلام كتبها الإبياري لفوزي أخرج منها اثنين حلمي رفله، وهى على التوالي (يا حلاوة الحب) لحسين فوزي عام 1952، حيث كتب الإبياري القصة والحوار، (فاعل خير) لحلمي رفلة 1953 ، ثم (بنات حواء) لنيازي مصطفى عام 1954 ، (كل دقة في قلبي) لأحمد ضياء الدين عام 1959 .
وهناك ثلاث بطلات يقفن أمام فوزي، ومن المهم أن نتوقف عند نقطة البطلات هنا، فماري كويني لم تكن طيلة حياتها ممثلة كوميدية، لكن المقالب التى دبرتها لزوجها فى الفيلم، من صنع الإبياري قد جعلتها تشارك في صياغة الضحك فى صالات السينما.
وهنا نجمتين شاركتا فوزي في فيلمين شكلتا معه ثنائيا الأولى هى زوجته مديحة يسري التى عملت معه فى 7 أفلام، وكان الاثنان فى أحسن حالاتهما معا عام 1954 فى فيلم (بنات حواء)، أما النجمة الثانية التى شاركت فوزي أهم أفلامه التى تنتمي إلى الكوميديا الموسيقية فغنيا معا وتحابا معا على الشاشة فكانت صباح.
ولا شك أن كتابات الإبياري كانت هى صانعة الضحك والبهجة بصرف النظر عن المخرج الواقف وراء الكاميرا، كما أن الأغنيات التى كتبها كانت من النوع الفكاهي سواء التى يشدو بها محمد فوزي أو إسماعيل ياسين أو شادية.
……………………………………………………………………………………………………………………….
أحداث سينمائية
* قفز الإنتاج السينمائي عام 1954 إلى 66 فيلما، ورغم غزارة الأفلام لم يظهر سوى مخرجين جديدين فقط، هما “إسماعيل حسن” الذي قدم “فالح ومحتاس” وتحول “إحسان فرغل” من المونتاج إلى الإخراج بفيلم “العمر واحد”.
* شهد العام عرض عدد من الأفلام التى تعد علامات هامة فى تاريخ مخرجيها مثل “الوحش” لصلاح أبوسيف، “صراع في الوادي” ليوسف شاهين، “جعلوني مجرما” لعاطف سالم، “الآنسة حنفي” لفطين عبدالوهاب، وغيرها.
* شاركت مصر بفيلمي “الوحش، صراع في الوادي” في مسابقة مهرجان “كان” بفرنسا.
* أصدر رئيس الجمهورية القانون رقم 427 لسنة 1954 فى 5 أغسطس بشأن منع الأحداث دون السادسة عشر من دخول دور السينما وما يماثلها لمشاهدة ما يعرض فيها من الأشرطة السينمائية وغيرها، إذا كان ذلك محظورا عليهم طبقا لما تقرره جهة الاختصاص، ويكون إثبات السن بموجب البطاقة الشخصية، وبرر وزير الشئون الاجتماعية ذلك القانون فى مذكراته الإيضاحية بأنه حماية للأحداث الذين لم يكتمل نضج عقولهم بالقدر الذي يسمح لهم بتفهم ما يعرض عليهم الفهم الصحيح.
* بلغ دور العرض 454 دارا فى نهاية العام، وصدر مرسوم بإنشاء مصلحة الإستعلامات واستحدثت مراقبة الشئون الفنية لإنتاج الأفلام الدعائية والقصيرة
……………………………………………………………………………………………………………………….
أفلام 1954
شهد العام عرض أكبر عدد من الأفلام حيث عرض 66 فيلما مصريا بعضها يمثل علامات في أرشيف السينما المصرية ومن هذه الأفلام: ( الوحش، تاكسي الغرام، انتصار الحب، كدت أهدم بيتي، مرت لأيام، ليلة من عمري، أنا الحب، العمر واحد، أثار في الرمال، أسعد الأيام، الشيخ حسن، أوعى تفكر، الحقوني بالمأذون، ارحم دموعي، جعلوني مجرما، الأستاذ شرف، خليك مع الله، الأرض الطيبة، الفارس الأسود، الحياة الحب، حلاق بغداد، العاشق المحروم، عزيزة، وعد، حياة أو موت، شيطان الصحراء، أمريكاني من طنطا، انسان غلبان، بنت البلد، علشان عيونك، بنات حواء، فتوات الحسينية، كذبة إبريل، دستة مناديل، الستات ما يعرفوش يكدبوا، دايما معاك، يا ظالمني، عفريتة إسماعيل ياسين، بنت الجيران، خطف مراتي، أربع بنات وضابط، رقصة الوداع، الظلم حرام، المجرم، حدث ذات ليلة، تحيا الرجالة، أبو الدهب، ارحم دموعي، حسن ومرقص وكوهين، الحياة الحب، رسالة غرام، المال والبنون، موعد مع السعادة، نور عيوني، شرف البنت، الملاك الظالم، مغامرات إسماعيل ياسين، عفريته اسماعيل ياسين، قلوب الناس، بنت الجيران).
……………………………………………………………………………………………………………………….
بطاقة الفيلم:
سيناريو وإخراج : نيازي مصطفى
قصة وحوار : أبوالسعود الأبياري
مساعد مخرج : محمود جلال، وأبوالسعود محمد
تصوير : وحيد فريد
مونتاج : إميل بحري
ديكور : أنطون بوليزويس
صوت : نصري عبدالنور وأسامة والي
ماكياج : محمود سماحة
موسيقى وألحان : محمد فوزي
تأليف الأغاني : أبوالسعود الأبياري، فتحي قوره، صالح جودت، عبدالعزيز سلام
غناء : محمد فوزي، شادية، وإسماعيل ياسين
إنتاج : أفلام محمد فوزي
توزيع : شركة مصر للتمثيل والسينما.
المناظر الداخلية والتحميض والطبع : ستوديو مصر
فوتوغرافيا : فتحي عزت
ريجسير : فلاديمير
تمثيل : محمد فوزي،مديحة يسري، شادية، وإسماعيل ياسين، زينات صدقي، محمد رضا، هند رستم، عبدالغني قمر، إدمون تويما، عواطف رمضان، حسن حامد، والراقصة ثريا سالم.
العرض الأول: 1 / 3 / 1954 سينما ستديو مصر.