فريد الأطرش يرثي حبه لشادية في (حكاية غرامي) !
* دلوعة الشاشة هى الوحيدة التى طلبها المطرب العاطفي للزواج!
* شقيقه فؤاد يرسل له في باريس ما يؤكد عدم حب شادية له
* كرامة شادية حالت دون الزواج من فريد الأطرش
* مجلة الموعد توتر العلاقة العاطفية وتكتب متى تشاور شادية على فريد وتقول خطيبي أهه؟!!
* صديقة شادية نصحتها بعدم انتظار عودة فريد من باريس!
كتب : أحمد السماحي
لم يصدق المطرب الكبير فريد الأطرش نفسه أخيرا سيتزوج، لقد وجد فتاة أحلامه فوق ظهرالأرض ليست كما تصورها سرابا ووهما، بل هى واقع شحما ولحما ودما، لكن يبدو أن الزمن استكثرها عليه وكتب عليها ألا يراها واقعا.
تعالوا بنا نستكمل نهاية قصة حب (فريد الأطرش لشادية) ونعرف أسباب عدم زواجهما رغم حبهما الكبير، قال (فريد لشادية): سأجي إلى الإسكندرية، حيث سأستقل باخرة من مارسيليا فأذهبي وحدك وانتظريني لن يعلم أحد بهذا الموعد، وسوف نتزوج فى الإسكندرية وننتقل إلى القاهرة عروسين فنقطع دابر كل حديث، ونضع كل الناس أمام المفاجأة المذهلة!، ولم يتبين فريد صوت شادية وهى تجيب حيث كانت الأحوال الجوية سيئة في باريس، ورفعت صوتها وهى تسأل ولكن متى تعود؟! .. هى أيام، سأقول لك بعد يومين!
كانت شادية هى أول مخلوقة يقولها لها سوف أتزوجك، حيث يقول مع الكاتب فوميل لبيب الذي كتب مذكراته: ( شادية هى الوحيدة التى طلبت أتزوجها، فأيام سامية جمال لم أكن مقتنعا بالزواج، وأيام ليلي الجزائرية وضعت الشرط أولا حب بلا زواج!، وأيام ناريمان نما التفكير فى رأسي واستقر ولكني لم أعلنه، لم أذهب إليها وأقل لها لأن أمها قطعت كل الوشائج قبل هذا).
فؤاد يطيح بشادية
فى أحد الأيام بعد عودته مع أصدقائه من إحدى سهراته فى ملاهي باريس، وجد حزمة صحف ومجلات فنية وصلته من شقيقه فؤاد، وعندما قرأها وجد فيها أحاديث صحفية وأخبار عن شادية وفى كل هذه الأحاديث والحوارات تؤكد فيها شادية أن علاقتها بزميلها فريد الأطرش مجرد زماله عادية!، ولا يوجد أي عاطفة من ناحيتها، وتوقف عند خبر صدمه يقول: صرحت شادية بأنها أنهت كل علاقتها بفريد الأطرش قبل أن يطير إلى باريس، وأن فريد طار إلى باريس فى رحلة نسيان!.
وقال فريد لنفسه : (أكيد فؤاد يظلمها، أنا أعرف قدر لهفتها على مكالماتي، وأعرف كم تحبني)، وقلب الصحف مرة أخرى وسأل نفسه: ولكن لماذا تنشر أخبارها فى كل الصحف، بحيث إذا وضعت خبرا بجانب خبر وصلت إلى نتيجة واحدة وهى أن فريد الأطرش لا شيئ بالنسبة لشادية، وقال لنفسه مرة أخرى: طالما لم تسمع مني عرض الزواج قبل أن أطير إلى باريس فقد رأت أن تعتني بشئونها، ومن هذه الشئون مثلا أن تعود لزوجها السابق عماد حمدي، أو أن تحب شاب جديد.
حملة خسيسة
ظل فريد يتقلب في فراشه وطار منه عينيه النوم، وسأل نفسه: هل يمكن أن تكون كثرة الأخبار عني وعن شادية عملية مدبرة ومؤامرة خسيسة!، هل من أحد أوحى لأصدقائه فى هذه الجرائد بأن ينشروا خبرا هنا، وخبرا هناك ويكون المجموع عملية تشوية شاملة لشادية!، ونهض من السرير وأعاد قراءة الأخبار المنشورة، وظل يقظا حتى الصباح، وقرر العودة إلى مصر قبل انتهاء أجازته!
كرامة شادية
كان فريد يحب شادية حبا ملك كل مشاعره، كان يعطيها من اهتمامه وحنانه ما يجعلها تحس أنها ضرورة لحياته، تسبق ضرورة الزواج، وانتظرت شادية أن ينفذ ما وعدها به فى آخر مكالمة بينهما، لكن تقاعس عن تنفيذ الوعد، ومع مرور الأيام بدأ يحس أنها ليست شادية قبل سفره إلى باريس، وبدأت الكرامة تدخل بينهما فإذا لم يسأل لا تسأل، وإذا لم تكن مرتاحة لضيف موجود فى بيته فإنها تنصرف فى دقائق دون أن تتردد، وإذا دعيت إلى حفلة لا تسأله كما كانت تفعل من قبل أتذهب أو لا تذهب، كانت تقبل أوترفض دون أن يعرف، وبدأت تلغي الكثير من عاداتهما الصغيرة التى كانت تعرف تمسكه بها وسعادته بها كأن تسأله مثلا عن ساعات نومه أو أكله أو تفاصيل يومه.
خطيبي أهه
كان فريد يجتر كل ما يحدث فى ألم، وفى الوقت الذي كان محتاجا فيه إلى مزيد من حبها لكي يعدل عن تردده ويمضي في تنفيذ وعده، وجدها تتصرف بكرامة، والكرامة وجهة نظر من زاوية واحدة، زواية شادية، أما بالنسبة له فمن حبه، ومن تواتر الوشايات حولهما كان ينظر إليها على أنها لم تعد تحبه، ولم تعد تعتني به، وأنها بهذه الكرامة تنسف كل الجسور التى بينهما!
وأصبحت أكثر الأمور تعقيدا أن يسمعوا حديث زواج، حتى ولو بين الأصدقاء، فإنه يدفع إلى رأسها أفكارا مضنية تنعكس عليها عنادا أو إهمالا شديدا له، وما وتر العلاقة أكثر أن مجلة (الموعد) اللبنانية كتبت موضوع عنوانه مشتق من إحدى أغنياتها الناجحة فكتبت (متى تشاور شادية على فريد وتقول خطيبي أهه؟!).
شجاعة الزواج
ما كان يضيق المطرب العاشق من حبيبته المطربة الدلوعة عندما ينشر خبر كذب عن علاقتها بزميل لها، فلم تكن تكذبه، وكان فريد يجن بسبب هذا، فهو يحبها من كل قلبه وإذا كان لا يملك شجاعة الزواج فإن هذا لا يعني أنه لا يحبها، وإنها كل أمله، وعندما يسألها لماذا لم تنفي الخبر الذي يربطك بفلان؟! ترد بعدم اكتراث: كيف أرد على أخبار كاذبة لو رددت سأثبت الكذبة!!، وسيطر العناد عليهما، هى في حركاتها الصغيرة التى تعذبه والتى كان يحز في نفسه ما تفعله، فكان هو الآخر يتمسك بالكرامة مثلما تتمسك ولا يفاتحها ولا يراجعها ولا يعاتبها، حيث كان يعلم جيدا أنها تحاول وتتعمد اغاظته وترك الغيرة تنهش فى صدره!
باريس والحب
حتى يأخذ هدنة، ويبتعد عن أقاويل شقيقه فؤاد الأطرش التى يبثها في أذنه عن شادية، قرر فريد السفر مجددا إلى باريس، وفى خلوته بنفسه بعيدا عن الأخبار المسمومة والشائعات المفتراة، فى لحظات التأمل كان يواجه نفسه ويقف أمام مرآة قلبه ويتذكر كل ما فعله هو وما فعلته هى فتوصل إلى أنه ظلمها وأنه الذي استهان بعواطفها، وأنه هو الذي بذل وعدا لم ينفذه، وقطع عهدا وتنحى عنه.
وفى الصباح اتصل بها وبث لها أشواقه وزادت جرعة العواطف فى حديثه حتى صاحت: يظهر أن باريس فقط هى التى تشحن قلبك بالعواطف، فقال لها : في البعد أعرف قيمتك، قالت متهكمة: ومتى تعرف قيمتي وأنا قريبة؟!، فقال وكأنه يقسم: صدقيني يا شادية!
فريد يرثي غرامه
خطأ فريد القاتل الذي خافت منه شادية أنه لم يبذل لها وعدا بالزواج، ولم يقل لها موعدا للعودة، وعندما حكت لإحدى صديقاتها فقالت لها: سيبك منه ده بيتسلى بيك، والعمر بيعدي!، وأرادت أن تعالج الجرح الذى أصابها، فتزوجت قبل عودته من رحلته من المهندس “عزيز فتحي”، وحزن فريد على انتهاء علاقته بـ”شادية” وحاول لسنوات نسيانها، لكنه لم يستطع فغنى لها أغنية “حكاية غرامي”، وأثناء تسجيل الأغنية التى كانت ضمن أغنيات فيلمه “من أجل حبي” بطولة ماجدة وليلى فوزي عام 1959 كان يبكي بمرارة.