عائشة بن أحمد .. تونسية تألقت في سماء القاهرة
كتبت : سدرة محمد
أحببت القاهرة من اللحظة الأولى التي وضعت فيها قدماها على أرضها، فقد كانت تسمع دائماً عن مصر وجمالها وسحرها وأماكنها الخلابة منذ صغرها، وحينما جاءت القاهرة كانت في قمة سعادتها وهى تشاهد أمكانها السياحية، فلا تنسى زياراتها للأهرامات، والتسوق في خان الخليجي والجلوس في الحسين وتناول الأطعمة من هناك، خاصة أنها عاشقة لكل الأطعمة المصرية، ودائماً ما تطلب الكشري والطعمية، وربما كان جلوسها في مصر سببا في أن تعشق الطعام.
إنها الفنانة التونسية (عائشة بن أحمد) التي عرفها الجمهور بوجهها الملائكي الجميل الأبيض، وهى لم تكن صاحبة شهرة كبيرة في مجال التمثيل في السنوات الماضية، لكن اختلف الأمر كثيرًا بعد أن ظهرت في العديد من الأعمال الفنية المصرية، وتميزت خلال السباق الرمضاني 2018 من خلال شخصية (ليلى)، التي قدمتها أمام محمد رمضان ضمن أحداث مسلسل (نسر الصعيد)، فلم تقف اللهجة الصعيدية عائقاً أمامها بل تعلمتها بشكل كبير، واستكمالًا لمشوار النجاح، خاضت تجربة من أصعب التجارب على حد قولها بعضويتها في لجنة تحكيم مسابقة آفاق السينما العربية بـ (مهرجان القاهرة السينمائي الدولي) في دورته الأربعين، وأكدت أن الخطوة لم تكن سهلة عليها لأنها المرة الأولى، وأن هناك هجوماً كبيراً عليها بسبب هذه التجربة، لكنها تعلمت منها الكثير.
ولدت (عائشة بن أحمد) مطلع الثمانيات من القرن الماضي بتونس العاصمة، ودرست الرسم في كلية الفنون والديكور في تونس، حيث حصلت على شهادة البكالوريوس في الفنون، لتبدأ بعد ذلك طريق الدراسات العليا بدبلوم الفنون التصويرية والإعلانات، بعدما أنهت دراستها وتحضير الدبلوم في الفنون التصويرية والإعلانات، عملت في المجال الصحفي، حيث انضمت لوكالة (الحدث) التونسية الإخبارية، ومن ثم فلديها الكثير من المواهب مثل عشقها لرقص البالية والاستعراضي منذ طفولتها حتى أثناء دراستها الجامعية.
حصلت على لقب أجمل النساء ضمن استفتاء أجراه موقع (تروكاديرو) التونسي، وكانت من ضمن 10 نساء في تونس، وكانت هى في المرتبة الثانية، وأصبح عدد متابعيها على الإنستجرام مليون ونصف متابع، ومن هنا فقد دخلت عالم عروض الأزياء، حيث ذاع صيتها في أرجاء تونس كموديل أزياء، ثم بدأت بالظهور كممثلة عام 2011م، عندما قدمها المخرج نوري بو زيد وندى المازني في أعمالهم السينمائية، ليكون أول عمل بطولي لها في (حكايات تونسية).
ظهرت عام 2012م في فيلم (صديقي الأخير) للمخرج جود سعيد وسوار زركلي، وتأليف جود سعيد، وتدور أحداثه في إطار درامي بوليسي تغلفة حبكة التشويق حيث قصة حياة طبيب لم يقرر التخلص من حياته يأسا منها عقب فعل ارتكبه، ومع البحث والتحري، وبعد معاينة المكان والأحداث يرفض الضابط المحقق التسليم بانتحار الطبيب ويفتح تحقيق يكشف من خلاله قصة حياة الطبيب وأسباب رغبته في إنهاء حياته، كما يشرح الفيلم حكاية الوطن سوريا لتلخص لنا قصة الفيلم الألم وأفراح وشكل المجتمع السوري في دمشق في بداية 2011 وما قبلها .
وفي نفس العام أيضا ظهرت في (لأجل عيون كاترين ونجوم الليل)، وفي 2013 قدمت فيلم (خميس عشية) رؤية سينمائية جديدة تضع التفكك النفسي والاجتماعي للعلاقات العائلية تحت المجهر تراجع المشاعر الإنسانية أمام طغيان المادة وتفكك العلاقات العائلية ليفتح الباب أمام الانتهازية والطمع في الاستحواذ على قدر أكبر من المال مما يتسبب في قتل المشاعر الإنسانية ويحول أفراد الأسرة الواحدة إلى أعداء، من تأليف طارق بن شعبان، وإخراج محمد دمق، وفي عام 2013 أيضا لعبت دورا هاما في مسرحية (زنقة النساء)، وشاركت بالعمل التليفزيوني (نجوم الليل) في الجزء الرابع من المسلسل، ولكنه لم يحقق النجاح المرجو منه، غير أنها ندمت على المشاركة في هذا المسلسل كثيرًا، لأنها لم تحب الجو العام الذي تم تصوير العمل من خلاله .
منذ عام 2015 وهى تختار أدوارها بدقة كبيرة، لكي لا تدخل عملا فاشلا، بل بدأت الوصول لشهرة كبيرة عربيا، وحققت نجاحا كبيرا مع الوقت، شاركت في بطولة فيلم (عزيز روحو) الذي يتحدث عن ممثلة شابة تدعى (هند) في تجربة مسرحية جديدة مع زوجها توفيق، وهى مسرحية تستند إلى التجارب الشخصية التي مرت بها هند فعليًا خاصة مع شقيقها الأصغر مهدي المطرب المعروف ذو الميول المثلية، والذي عاش صراع قوي بين حبه لرجل آخر وبين اضطراره للزواج من امرأة، لكنها نالت نجاحا كبيرا بعدما قدمت دور (قمر الزمان) في المسلسل الخيالي المصري (ألف ليلة وليلة).
أول عمل سينمائي مصري ظهرت به (عائشة بن أحمد) كان في فيلم (الخلية) عام 2017م مع الممثل أحمد عز الذي لعب دور (سيف) ضابط عمليات خاصة، يتصدي لإرهابي اسمه (مروان)، وأثناء هذه العملية يستشهد ضابط العمليات الخاصة (عمرو)، ويصاب (سيف) نتيجة انفجار قنبلة بجانبه، فيقسم (سيف) أن يعود ليثأر لحق (عمرو)، وعلى جانب آخر يعمل الضابط (صابر) على نفس ملف هذا الإرهابي، فيذهب (سيف) إليه لكي يطلب منه مساعدته.
وتألقت (عائشة) من خلال عدة مسلسلات مصرية في موسم رمضان 2018، حيث شاركت في مسلسل (نسر الصعيد)، بطولة محمد رمضان، ولعل النجاح الكبير الذي حققته المسلسل قد وضعها في مكانة جديدة على طريق النجومية، وكان بمثابة نقلة فنية لها بمصر، وقالت منذ قبولي هذا الدور وأعلم منذ البداية أنه شهادة ميلادي، وسوف يكون نقلة جيدة لمسيرتي الفنية؛ لذلك كنت أقول لنفسي إنه لا يجوز لي الفشل، ويجب أن أستذكر الدور جيداً حتى أصل إلى ما أريده، خاصة أنني أؤدي دوراً صعيدياً، ويجب أن أكون مقنعة للمشاهد، وأن يصل هذا الإحساس للناس، ويتم التعاطف مع الشخصية من خلال المشاهدين.
وفي عام 2019 تألقت أكثر في مسلسل (أبو جبل) بطولة مصطفى شعبان، وذلك بتجسيدها شخصية (مريم)، وأشارت إلى أنها خلال قراءتها سيناريو المسلسل، وجدت كمية نكد كبيرة، قائلة: “صعبت عليا أوى ودى حاجة خلتني أحبها أكتر لأن الناس تعاطفت معايا وهذا بالطبع كان فى صالح المسلسل”، مضيفة أن أداء دور الشخصية كان صعب، لأنها تجربة مختلفة والشخصية تمر بمواقف صعبة ومشكلات كثيرة، مضيفة أن أصعب مشهد كان “حريق المنزل” الذي أكل الأخضر واليابس ولم يبقى لها شيئا سوى حقد أشقاء زوجها المتوفي.
يعرض حاليا للفنانة (عائشة بن أحمد) فيلم جديد اسمه “توأم روحى”، والتى تشارك فى بطولته مع حسن الرداد وأمينة خليل وبيومى فؤاد، وعن هذا الفيلم قالت: أعشق السينما جدا، وتعتبر نفسها ابنة السينما لأن معظم أعمالها السابقة فى تونس كانت سينمائية أكثر من الدراما، وعن تجربتها في هذا الفيلم قالت إنها سعيدة بتلك التجربة ونجاحها، وسعيدة بالتعاون لأول مرة مع الفنان حسن الرداد، وقالت إنه فنان موهوب وقريب من القلب، والعمل معه ممتع، أما التعاون مع أمينة خليل الذى يأتى للمرة الثانية، حيث شاركت معها فى فيلم “الخلية”، قالت هى شخصية جميلة وفنانة رقيقة ومجتهدة، معبرة عن إرتياحها بالعمل معها، وتتمنى تكرار التعاون معها في أعمال أخرى مقبلة، ونفت عائشة الأقاويل التى ترددت عن وجود مشاكل بينهما، معلقة: “مفيش أى مشاكل أو نفسنة بينا”، لقد وجدت منها كل تعاون وإيجابية أثناء التصوير وهذا يؤكد صدق مشاعرها.