بقلم : محمد حبوشة
قوبل انتشار صور الفنانة الكبيرة فيروز مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، بعاطفة وذهول، وهو ما يناقض حضورها المكثف في يوميات الناس عبر أغانيها التي تخاطب الروح والوجدان على المستوى الوطني والعاطفي، وتبدو جوانب العاطفة هنا كنوع من التعويض عن غيابها الشاسع عن حضور لافت لها عبر مسيرة فنية تمتد لأكثر من 70 عاما في ساحة الغناء، ولذلك كانت هذه الصور كافية لتحرك سيل من العواطف الجياشة في نفوس اللبنانين، تلك النفوس المتعبة بفعل الانقسامات الحادة بين طوائف المجتمع على صخرة الفساد السياسي الذي فاحت رائحته مع انتشار القمامة التي تملء الشوارع، فهذه تعد المرّة الأولى التي يرى فيها المتابعون صورة واضحة للفنانة منذ سنوات، بعدما عمدت إلى اختيار سياسة إعلامية تحيطها بالغموض طوال عمرها الفني المديد.
زيارة ماكرون، قسمت الرأي العام اللبناني بين من اعتبرها خدعة علاقات عامة من الرئيس الفرنسي، وبين من قال إن فيروز هي من تكرم زائرها باستقباله في بيتها العائلي، البعيد عن العيون وعن عدسات الكاميرا، والدليل على ذلك أنه فور نشر صور اللقاء عبر حسابات فيروز الرسميّة على مواقع التواصل، اختفى ماكرون من المشهد كلياً، كأنه بات شخصية هامشية، بينما راح الناس يقصونه من الصور، ويشاركونها معلقين على كل تفصيل فيها: ثوبها المزخرف بالذهب، الابتسامة من خلف القناع الصحي الشفاف، الوشاح الأسود المطرّز، الأريكة المنقوشة بالزهور، اللوحة التشكيلية والأيقونات الأرثوذوكسية، وصور العائلة الرحبانية.
ولعلنا الآن وبعد 48 ساعة من زيارة الرئيس الفرنسي التي أشعلت موقع التواصل الاجتماعي، وأسعدت نجوم الفن في العالم العربي من حيث الشكل الظاهري، لابد أن نقف ونطرح عدة أسئلة تلوح في الأفق: هل تعتبر هذه الزيارة نداء وحنين قديم من (ماكرون) لمطربة تابعها وشغف بها وبفنها الراقي، وهى التي رسمت بصوتها على مدار سنوات طويلة صورة جميلة لبلدها (لبنان الأخضر الحلو) على حد تعبيرها في أول أغنية غنتها على مسرح (بعلبك) في بداية ظهورها قبل ما يقرب من 70 عاما؟، أم أنها تعد نوعا من غزو سياسي جديد لكيفية استثمار القوي الناعمة في تجميل صورة المستعمر؟، وترتيبا على ما فات: هل أحب الرئيس الفرنسي أن يستغل جماهيرية فيروز الطاغية وحب اللبنانيين لها باعتبارها رمزا للوحدة الوطنية، كما جسدت ذلك في تجاربها الإبداعية عندما غنت لكل طوائف الشعب اللبناني من الفلاحيين والعمال والبنائين والموظفين وغيرهم، حتى الكرامون (صانعي الأحذية) كان لهم نصبيب من غنائها أيضا في نسيج اللحمة الوطنية.
ثم أخيرا وليس آخرا: هل أراد ماكرون مخاطبة اللبنانين بكافة طوائفهم وانتمائتهم السياسية لارسال رسالة معينة يستهدف من خلالها قادة الداخل اللبناني والعرب الغائبين عن المشهد السياسي المرتبك، ما يعد ذلك دورا جديد للفن في ملعب السياسة؟، واستكمالا لنفس التساؤل: ما سر زيارته تلك في عدم وجود شخصية رسمية تمثل الحكومة اللبنانية، فقد عمد إلى زيارتها بمفرده والوفد الخاص به فقط؟.
تلك الأسئلة وغيرها ألحت على وعلى كثيرين غيري من مراقبي الشأن اللبناني عن كثب، خاصة أن العظيمة فيروز نأت بنفسها عن الأضواء منذ سنوات طويلة، لكنها تبقى حاضرة في السجالات الدائمة بين تيار يؤمن بحقها في العزلة، وتيار يلومها على البعد، فمنذ ألبومها الأخير 2017، والذي كان يحمل عنوان (ببالي) كانت أرفقته بحملة إعلاميّة خجولة، وظهرت في فيديو قصير وهى تسجل إحدى أغانيه، لكنّ الألبوم الذي تستعيد فيه أغان أجنبية – تحديدا فرنسية – وتعرّبها، خلف في حينه وقعا سلبيا على جمهورها المحب، وفضل متابعوها الأوفياء نفيه إلى خانة النسيان، لكن صورها الجديدة مع ماكرون جاءت لتدخلنا جميعا إلى بيتها المتواضع للغاية، إلى مساحتها الحميمة، بفضل سياسي فرنسي محظوظ، جاء يقلدها وساما رفيعا يحمل أكثر من معنى سياسي في طياته، وفجأة، رأيناها في ثمانينها، رأيناها تضحك، ورأيناها بصحّة جيدة.
من جانبه لم يتحفظ الرئيس الفرنسي في الكشف عما دار في لقاءاته مع السياسيين في لبنان والتلويح بفرض عقوبات على الساسة الفاسدين، لكنه آثر في الوقت نفسه الحفاظ على أسرار لقائه بفيروز، قائلا إنه يحترم (السر) الذي تحيط به (جارة القمر) نفسها، وكأن حديثا خاصا دار بينهما في الشأن اللبناني، ويقيني أنه عكس الحقيقة بحكم معرفتي الجيدة لفيروز التي عاشت طوال عمرها البالغ حاليا 85 عاما كشخصية بسيطة للغاية، فهى لاتعي أو تعرف حدود السياسة، رغم أن أسرار حياتها اكتنفت بالغموض طوال الوقت، وربما كان الأخوين رحباني هما عراباها نحو الشهرة والمجد وتكوين شخصيتها الأسطورية حتى أوصلوها إلى أن تصبح ذات رمزية خاصة يجتمع عليها الجمهور اللبناني بصفة خاصة والعربي بصفة عامة، وهى التي غنت لكل الدول العربية وأطربت شعوبها بمزيج من الغناء الوطني والعاطفي.
في مؤتمر صحافي بقصر الصنوبر في بيروت، الثلاثاء، في ختام زيارة استمرت يومين انهمرت أسئلة الصحافيين على ماكرون للحديث عما دار في اللقاء ليل الاثنين، فحرص الرئيس الفرنسي على الإجابة فقط عما يتعلق به شخصيا، وقال: (فيما يتعلق بفيروز اسمحوا لي أن أحافظ على خصوصية هذا اللقاء، أستطيع أن أقول ما شعرت به وما قلته لها شخصيا، أنا قلت إنني أشعر بالرهبة أن أكون أمام (ديفا) مثل فيروز.. هذه الفنانة الوطنية وأن أرى جمالها وهذا السحر الذي تتمتع به، وهذا الوضوح السياسي والوعي السياسي، ولست أدري – مثل كثير من اللبنانين الذين علقوا على هذه الزيارة – عن أي وعي سياسي تتمتع به فيروز يوازي أسطورتها الفنية، حتى تحدث هذا الرجل الفرنسي بطريقته الناعمة تلك؟ وهو الذي أجاد العزف على أوتار السياسة اللبنانية منذ عدة أسابيع ومازال يسير على نفس اللحن الذي يفرض نوعا من الوصاية على اللبنانين في ظل أزمتهم الحالية؟.
لقد صدق ماكرون حقا في قوله عن السيدة فيروز: (أعتقد أنها تحمل بشكل ربما واقعي أو غير واقعي جزءا من لبنان الحلم، وصوتها مهم للغاية بالنسبة لكل الأجيال التي رافقتها)، وتابع قائلا: إن صوت فيروز لا يزال مهما، ثم أضاف: (لن أتحدث عنها بالتأكيد لأنني أعتقد أن هذا جزء من الحلم والسر الذي تحيط نفسها به، هذا السر هو جزء من فيروز)، وفي عبارة تعكس عمق اللقاء والحرص على الحفاظ على أسراره – كما يدعي ماكرون – ختم تصريحاته للصحافيين قائلا (لقد تحدثنا.. وأيضا صمتنا)، وظني أن الصمت كان كثيرا عن البوح والكلام في ظل اللقاء الذي ظل محاطا بهالة من السرية إلى أن نشرت الصفحة الرسمية الخاصة بفيروز على منصة فيسبوك صورا عن اللقاء الذي استمر ساعة وربع الساعة.
ظهرت فيروز في الصور بإطلالة بسيطة تعكس طبيعتها وابتسامة الخجولة وبجوارها ماكرون في منزلها الواقع في منطقة الرابية في إنطلياس جبل لبنان، والتزاما بقواعد وإجراءات الوقاية من فيروس كورونا، وضعت الفنانة اللبنانية قناعا شفافا لم يستطع أن يحجب ابتسامتها المحببة لقلوب عشاقها، وارتدت أرزة لبنان المشرقة عباءة سوداء مطرزة وغطت مقدمة رأسها بمنديل أسود تراثي في إشارة لأصالتها، وبدت سعيدة بعد أن قلدها ماكرون وسام (جوقة الشرف)، وهو أرفع وسام في فرنسا، وأظهرت الصور الفوتوغرافية منزل فيروز الذي يزدان بصور عائلتها وزوجها الراحل عاصي الرحباني، وأيقونات أثرية ودينية لقديسين على الجدران ولوحات إحداها يصور وجوها متعددة لفيروز بريشة الفنانة الكرواتية (جوستينا سيسي توماسيو سرسق) تعود لعام 1980.
ويبدو لي ولغيرى من المراقبين أنه لاتزال هنالك علامات استفهام ودلالات كبرى قصدها ماكرون جراء تلك الزيارة التي يراها كثير من اللبنانين مريبة في حد ذاتها، فعقب اللقاء قال ماكرون لإحدى القنوات التلفزيونية، إن فيروز (جميلة وقوية للغاية، تحدثت معها عن كل ما تمثله بالنسبة لي .. عن لبنان نحبه وينتظره الكثير منا.. عن الحنين الذي ينتابنا)، وهنا تساءل عدد كبير من الكتاب والمفكرين وحتى السياسيين عن ذلك الحب والحنين الجارف الذي ينتاب الرئيس الفرنسي في تلك اللحظة الفاصة في عمر وطن تمزقت أوصاله على يد أبنائه، ليس اليوم فقط، بل على مدار الخمسة عشرة عاما الماضية والأحوال تزداد سوءا يوما تلو الآخر حتى وصل إلى نهاية النفق المظلم حاليا، أين كانت فرنسا وغيرها من الدول المحبة لبنان من هذا الواقع المر؟
الثابت أن فيروز على مدى تاريخها الحافل، نالت كفنانة إعجاب رؤساء فرنسيين آخرين، فقد منحها الرئيس فرانسوا ميتران وسام قائد الفنون والآداب عام 1988، ومنحها الرئيس جاك شيراك وسام (فارس جوقة) الشرف في عام 1998، والأخير هو نفس الوسام الذي منحه لها (ماكرون)، وتربط فيروز بالدولة الفرنسية علاقات صداقة متينة توطدت في عام 1975، عندما ظهرت للمرة الأولى على شاشة التلفزيون الفرنسي ضمن برنامج (سبيسيال ماتيو) الذي كانت تقدمه صديقتها الفنانة الفرنسية (ميراي ماتيو)، وقدمت هناك أغنية (حبيتك بالصيف)، وطرحت هذه الأغنية قبل دخول لبنان في أتون حرب أهلية استمرت بين عامي 1975 و1990، وهى فترة كان لا يزال فيها هذا البلد العربي مشهورا بلقب (سويسرا الشرق الأوسط)، حيث كان يجتذب مشاهير هوليوود إلى مطاعمه وشواطئه البديعة.
واتخذت العلاقة بين فرنسا وفيروز شكلا أعمق خلال الحرب اللبنانية عندما أقامت فيروز حفلا ضخما في الأولمبيا بباريس عام 1979 وغنت (باريس يا زهرة الحرية)، ونادرا ما تتحدث فيروز لوسائل الإعلام رغم إذاعة أغنياتها عبر موجات الأثير من الرباط وحتى بغداد، ومع ذلك فقد وجهت انتقادات حادة من جانب بعض اللبنانيين للزيارة ووصفها بأنها مريبة، الأمر الذي دفع ماكرون إلى لقاء الفنانة الكبيرة (ماجدة الرومي) على هامش مؤتمره الصحفي، رغم أنها خرجت في مظاهرات سابقة تهتف ضد تدخل ماكرون في السياسة اللبنانية، وهى زيارة تأتي كذر للرماد في العيون من جانب الرئيس الفرنسي الذي يلعب على المتناقضات لإثبات حسن النوايا وكنوع من التوازن في إطار أطماع بلاده الخفية التي تروادها أحلامها القديمة طوال الوقت بخصوص دول استعمرتها من قبل في القرن التاسع عشر والعشرين.
ولذلك رأي مراقبون أن زيارة (ماكرون) الاستباقية لفيروز، إنما تأتي كنوع من توظيف القوى الناعمة في فرض وصاية جديدة على لبنان، وذلك على الرغم من أن الجميع يرفضها، وأشار هؤلاء المراقبين إلى أن شكل هذه الزيارة التي استمرت لمدة يومين يدل على ذلك، مؤكدين : نحن نرفض أية وصاية على لبنان سواء كانت فرنسية أو إيرانية أو حتى أمريكية وغيرها، ولكن يتحمل تصرف الرئيس ماكرون السياسيون في لبنان، كوننا وصلنا إلى ما نحن عليه نتيجة أعمالهم.
الكواليس التي سبقت زيارة ماكرون الخاطفة تؤكد أنه هو من وجه بتشكيل حكومة برئاسة مصطفى أديب، والذي يعد شخصية غير معروفة لدى اللبنانيين، لكنه معروف جدا لماكرون، حيث أنه متزوج من سيدة فرنسية وأبوها صديق شخصي لماكرون، وقد برز اسم (أديب) وبدأ تداوله فجأة – طبعا بإيعاز من ماكرون – عشية الاستشارات النيابية، بحثا عن خليفة لحسان دياب الذي استقالت حكومته تحت ضغط الشارع إثر انفجار المرفأ، وليس مهما هنا أنه سيواجه مهمة شبه مستحيلة بإحداث تغيير سياسي وإجراء إصلاحات ملحة لإنقاذ البلاد من أزمة غير مسبوقة، المهم أنه سينفذ الأجندة الفرنسية بحذافيرها كما أرادها ماكرون وصناع السياسة الفرنسية.
الأمر المؤكد أنه عندما يخلد إيمانويل ماكرون إلى الراحة بعد عناء رئاسته لفرنسا، الدولة العظمى، ويفتش في دفاتر الذكريات ستقع عيناه على حدث جميل سجّله من خلف ظهر الأزمات والنزاعات التي تطفو على سطح الكوكب، سيفاخر ماكرون الذي واظب على مدى زيارتيه لبيروت على (تأنيب) الطبقة السياسية اللبنانية وتوعُدها بالتأديب، بأنه خطف لقاء مع واحدة من العلامات الفارقة في تاريخ لبنان الحديث الذي احتفى بمئويته الأولى منكّساً أعلامه وأحلامه وعيونه.
إنه اللقاء مع السيدة فيروز التي تنافست عليها الألقاب وصار اسمها اللقب في الدلالة على السحر والحب والرقي والنبل والوجد والرفعة والشجن والوطنية، النجمة التي كبر بها لبنان وترمز إلى وحدة شعبه الذي غالباً ما يختلف على أي شيء وكل شيء، ويبدو واضحا وضوح الشمس أن الرئيس الفرنسي بدا كأنه يعيد صيانة دور بلاده كأم حنون لوطن الأرز في استعادة لما حدث قبل مئة عام يوم أعلن الجنرال الفرنسي (غورو) قيام لبنان الكبير.
أراد ماكرون دخول الوطن الذي يعاند الضياع من بوابته الأجمل، لذا كانت الساعة وربع الساعة التي أمضاها ماكرون في حضرة فيروز في الصومعة التي تحجبها كالسرّ في منزلها في منطقة الرابية شمال بيروت بمثابة حدث تاريخي يسجل له في أرشيفه، فالرئيس الفرنسي اختار أن يدشّن زيارته بلقاء مع هذه النجمة الرمز والقيمة في مفارقة عكست الكثير من (النوستالجيا) التي يحتاجها لبنان المتهالك والمرمي على أرصفة الصراع الإقليمي الدولي ومقايضاته.
ولطالما كانت السيدة فيروز، استثناء في عالم الفن، ودائما ما يظهر ما يؤكد ذلك باستمرار، وكان أحدثه جملة كتبت في جدول مواعيد زيارة الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون إلى بيروت، وهي (فنجان قهوة مع فيروز)، وهى الإنسانة الوحيدة التى يلتقيها ماكرون خارج نطاق مواعيده الرسمية، سواء كانت مع رئيس لبنان ميشيل عون أو بعض رجال السياسة؛ ما يدل على أهمية ومكانة ذلك الرمز اللبنانى الكبير، ليس للشعب اللبنانى فحسب، بل للعالم أجمع.
نعم إنها فيروز الإنسانة الوحيدة التي أجمعت عليها كل طوائف لبنان مسلمين “سنة وشيعة”، ومسيحيين (أرثوذوكس وكاثوليك)، إلى جانب (الموارنة والأرمن الكاثوليك والروم الأرثوذوكس والروم الكاثوليك)، كل تلك الطوائف تختلف فى كثير من الأمور فيما بينها، إلا أن الجميع يتفق على صوت فيروز، يجتمعون حولها فى كل أحوالهم، حتى أثناء الحرب اللبنانية كانت فيروز تجمعهم، وهنا تكمن قيمة الفن وقيمة المبدع حينما يتغلب على كل خلاف، ويلغي خانة الديانة من هويتك.
وسيظل صوت فيروز الذي وحد اللبنانيين وقت الأزمات، فكانت الطريق الوحيد الممهد حينما عانت لبنان الدمار والخراب جراء الحرب الأهلية التى استمرت 15 عاما، وخلفت وراءها تصدعا فى كل شيء، لكن بقى صوت فيروز صامدا رافضا لرفع الأشقاء الأسلحة في وجه بعضهم البعض.. فيروز الصوت الوحيد الذى يجمع أهل لبنان فى ليالى الشتاء، وحينما تهل نسمات الصيف على بلاد الأرز، فهي جارة القمر، وسفيرتنا إلى النجوم، وعصفورة الشرق، وأرزة لبنان، كل تلك الألقاب التي أطلقها عليها عاشقيها، وعلى الصعيد العربى فالسيدة فيروز هى ثانى صوت نسائى يجتمع حوله العرب بعد صوت سيدة الغناء العربى أم كلثوم.