أحمد خالد صالح .. شبل أسد تاجر السعادة
كتب : مروان محمد
(ابن الوز عوام) .. جملة تنطبق بحذافيرها عليه، ولأنه تربى في بيت يشع بالنجومية، حيث كان والده – رحمة الله عليه – مدرسة في التمثيل الاحترافي البارع، لذا فقد حاول قدر الإمكان أن ينهل من تلك المدرسة المتميزة جدا في الأداء، ولكنه لم يكن محظوظًا بالقدر الكافي الذي يمكنه من اللحاق بوالده في التمثيل في أثناء وجوده، لكن القدر اختاره كي يكمل مسيرته وحيدًا في معركة الحياة والفن، ولايملك إلا سلاحة الوحيد هو موهبته، ودرعه هو إيمانه بنفسه وبقدراته الإبداعية، ليبدأها بمسلسل (30 يوما)، ثم ظهور أكثر لمعانا وأكبر حضورا في (نسر الصعيد)، وغيره من مسلسلات آخرها (الاختيار والفتوة) ليصبح رقما صعبا في معادلة الدراما المصرية.
إنه الفنان الشاب (أحمد خالد صالح) الذي استطاع بشخصيته الجادة الوصول بسهولة ويسر إلى الجمهور، ودون عناء أصبح من أهم الوجوه الشابه على الساحة الفنية، فهو فنان بالفطرة التى أخذها عن والده الفنان الراحل خالد صالح، حتى ذاع صيته مؤخرا، واستطاع أن يثبت نفسه بجدارة بعيدا عن جلباب والده، من خلال أدائه المميز وحضوره الطاغي الذي جعل منه شخصية فريدة لم تتأثر بنجومية والده، بل على العكس تماما فقد وضعه في تحد مع نفسه في محاولة لإثبات قدراته التي تمنى كثيرا أن يكون والده موجودا كي يرى مراحل تطوره في الأداء.
وما لا يعرفه الكثيرون عن (أحمد خالد صالح) الذي يكاد يشبه والده في شبابه كثيرا، لم يدخل عالم الفن والتمثيل من فترة كبيرة، بل ظهر بعد وفاة والده في برنامج (معكم منى الشاذلي)، الذي تحدث فيه عن والده بشكل عاطفي وجميل، وكيف كانت الحياة بعد وفاته وكيف تأثر كثيرا به، كان ذلك عام 2014م، من وقتها وبدأ الكثير من المنتجين والمخرجين يعرضوا عليه أن يقوم بالتمثيل وأن يكمل ما ابتدأه والده، خاصة أنه درس المسرح في الجامعة الأمريكية، وهو من مواليد 29 نوفمبر عام 1992 ودرس في الجامعة الأمريكية (سياسة واقتصاد) وكان محبا للتاريخ، وعندما بدأ دراسة السياسة والاقتصاد وجد الدراسة نظرية فقط، ووجد نفسه لا يطبق ما درسه على أرض الواقع فاتجه للتمثيل الذي لم يكن في حساباته، ولكنه قرر أخذ كورس مسرح في الجامعة.
اكتشف (أحمد خالد صالح) حبه للتمثيل عندما رأى والده يقوم بأداء أحد المشاهد فى فيلم (ابن القنصل) مع الفنان أحمد السقا وكان مبهور جدا بالأحداث، ومن هنا كانت البداية، وعلى الرغم من أن الفنان خالد صالح كان رافضا أن يدخل ابنه هذا المجال لصعوبته وكثرة مشاكله، حتى أنه لم يحضر مسرحيه ابنه الأولى لرفضه التام الاقتراب من هذا المجال، ورغم ذلك فقد ورث (أحمد) التمثيل عنه، وأهم صفة ورثها عن والده هى القلق، وأنه كان دائما خائفا من رد فعل الجمهور عندما يعرض له عمل جديد، وقد أكد في أكثر من مناسبة بأن والده كان ناقدا لاذعا بطريقة مخيفة.
كانت أول تجارب (أحمد خالد صالح) فى التمثيل في 2017 بمسلسل (30 يوم)، بطولة آسر ياسين، باسل خياط ونجلاء بدر، تأليف أحمد شوقي ومصطفى جمال هاشم وإخراج حسام علي، حيث قدم أول أدواره بالدراما التلفزيونية من خلال شخصية (يوسف) وقد درات قصة المسلسل حول دكتور نفسي اسمه (طارق حلمي)، الذي يأتيه إحدى المرضى (توفيق المصري)، الذي يريد عمل تجربة نفسية تقوم على شخص معين ويتم إجراء عليه تجارب متعبة كل يوم ولمدة 30 يوم تجعله يتمنى الموت، وبعد هذا كله يخبر توفيق المصري الدكتور طارق حلمي بأنه هو من سيقوم عليه هذه التجارب، وبعدها يدخل طارق في متاهة من الكوارث والأحداث الفارقة في حياته لمدة ثلاثين يومًا .
وشارك (أحمد خالد صالح) فى فيلمين يعتبران من أهم الأعمال التى شارك بها وهما الأول ( عودة يونس)، والذي كانت تدور أحداثه حول شاب داعشى ينتمى الى جماعه إرهابيه ولديه تفكير معكاس، والعمل الثاني هو الجزء الثانى من فيلم (الفيل الأزرق)، حيث قام بدور زوج الغجرية، تصنيف الفيلم رعب وإثارة حيث شارك مع الفنان الكبير كريم عبد العزيز ونخبة من الفنانين الشباب.
وكان العمل الثاني لـ (أحمد خالد صالح)، والذي حقق فيه نجاحا كبيرا، وهو دور (منصور فخر) في مسلسل (نسر الصعيد)، وقد عرض العمل لأول مرة في رمضان 2018م، تدور أحداثه عن الصراع الدائم بين الخير والشر، زين الضابط المثالي ابن بلد وشجاع وصاحب شخصية قوية تجبر الجميع من حوله على احترامه مثلما كانوا يحترمون والده، لكن دائما ما يوجد شر وسط الخير لمحاربته، وهو (هتلر) الذي قتل والده وأصبح يحارب زين بكل قوة، بطولة محمد رمضان وعايدة رياض ومحمد عز ووفاء عامر، سيد رجب ومؤمن نور ومحمد حاتم وباسل الزارو وعماد زيادة .
ويعتبر أول عمل سينمائي شارك به (أحمد خالد صالح) في دور ضابط الصيدلية (تراب الماس)، وهو فيلم مصري من نوع الجريمة و الغموض تم عرضه في أغسطس 2018، من بطولة: آسر ياسين، عزت العلايلي، منة شلبي، وماجد الكدواني ومحمد ممدوح وإخراج مروان حامد وتأليف أحمد مراد، عن قصة يعيش فيها (طه) حياة باهتة رتيبة، حيث يعمل كمندوب دعاية طبية في شركة للأدوية، يتمكن طه بلباقته الكبيرة ومظهره الجيد في أن يستميل أكبر الأطباء للأدوية التي يروج لها، في المنزل يعيش (طه) بصحبة أبيه القعيد، عندما تحدث جريمة قتل غامضة، يتداعى عالم طه بأكمله إلى الأبد، ويبدأ هو في اكتشاف الكثير من الأسرار التي تدخل به إلى عالمٍ جديد قوامه الجريمة والفساد .
في عام 2019 شارك بشخصية (فادي) في (أبو جبل)، وهو محامي وشقيق زوجة أبو جبل، وقدم دور قوي حيث إنه كان المتسبب الأساسي والأول في كل ما أصاب حسن أبو جبل، قدم دورا قويا جدا وأعجب به الجمهور والنقاد، ووصفوه بوالده بسبب قدرته على التمثيل وتوصيل شخصيته وتجسيدها بشكل كبير ورائع، وأثبت أنه ممثل قوي وله مستقبل كبير وقوي وقد يأخذ مكان والده في المستقبل .
وفي نفس العام أيضا شارك في بطولة مسلسل (زودياك)، بطولة مجموعة من الفنانين الشباب، وهم أسماء أبو اليزيد وهند عبد الحليم، وخالد أنور ومي الغيطي، وسيناريو محمد حربي وإخراج محمود كامل، والمسلسل مقتبس من رواية حظك اليوم للكاتب الراحل أحمد خالد توفيق، قصته عبارة عن مجموعة صحفيين تطاردهم لعنة بسبب فضحهم لأحدى المشعوزين، مما جعلهم يقعوا في لعنة تنذرهم بالموت .
وشارك في 2019 أيضا في فيلمين من أهم الأفلام التي عرضت في عيد الأضحى، الأول (عودة يونس)، حيث قدم شخصية (كاظم) شاب داعشي ينتمي لجماعة إرهابية، ويقابل شاب آخر وهى الشخصية التي يجسدها الفنان أحمد فهمي في أول عمل له يبعده عن الكوميدي، حيث تدور أحداثه حول فكرة حرب العقول في وقتنا المعاصر، أما الفيلم الثاني فكان الجزء الثاني من فيلم (الفيل الأزرق) الذي يندرج تحت نوعية الرعب والإثارة والتشويق، للفنان كريم عبد العزيز وشاركه عدد من النجوم، منهم إياد نصار وهندي صبري ونيللي كريم والفيلم من إخراج مروان حامد وكتبه أحمد مراد.
في عام 2029 تألق (أحمد خالد صالح) في مسلسلي (الفتوة والاختيار)، وفي الأول قدم شخصية (الشيخ مبروك) التي يعتبرها بصمة مختلفة وخطوة جديدة فى خطواته الفنية، لأنها كانت من الشخصيات المحببة لقلبه وجلبت ردود أفعال طيبة لدى الجمهور، خاصة أنها شخصية الأزهرية أوسطية استطتاع أن يجسدها ويتعامل معها قائلا في هذا الصدد: “بمجرد ماعرفت طبيعة دورى وأنى همثل شخصية أزهرية رجعت كتير أتابع شخصيات أزهرية وأسمع مقرئين، لكن مع اكتمال الكتابة وظهور بقية أبعاد الشخصية اكتشفت أنى مش محتاج أتابع خط الشخصية الأزهرية جداً لأن فى النهاية “مبروك” ماطلعش “مبروك”.
أما عن دوره في الاختيار من خلال شخصية (النقيب يوسف) فقد أوضح كانت مسؤولية صعبه استغرقت منه الكثير من الوقت حتى تظهر بذلك الشكل النهائي، مضيفا : “أي ممثل كان هيتقدمله الدور كان هيسعي ليظهره في أحسن شكل”، مضيفا أن الأعمال الدرامية بصفة عامة تتطلب من الممثلين تصديق الشخصية والإيمان بها حتى يجسدوها في العمل، ومن هذا المنطلق تضمن مسلسل (الاختيار) الكثير من القصص الحقيقية التي لا يوجد فيها تمثيل، وتابع : “كل العاملين بالعمل كانوا بيشتغلوا فيه وهما مقتنعين أنهم بيأرخوا لبطولات لجيلنا وللي بعدينا”.
في النهاية : يقول الفنان (أحمد خالد صالح) أنه يفتخر بوالده دائما، وكان يذهب معه إلى لوكيشن التصوير أو للمسرح وهو منبهر بكل الطاقة والحماس بالمكان، وأول مرة يكتشف حبه للتمثيل عندما كان مع والده وهو يقوم بتصوير فيلم ابن القنصل في الإسكندرية، وكان يركز كثيرا في تمثيل والده وأحمد السقا، وعندما ساله المخرج وقتها هل تريد التمثيل لمعت عينه من الحماس، كان يرفض فكرة أنه سيكون مكمل لوالده، وقال أنا (لن أعيش في جلباب أبي)، لكنه مع الوقت أصبح يعيش بداخل هذا الجلباب، بل إنه يقول: (كنت أتمنى وجود والدي بكل ثانية في حياتي) مضيفا: (كان بيحبني أكون ناجح في أي حاجة بشارك فيها في الدنيا، وعندما كنا نتحدث عن المستقبل والشغل ماكنش عنده مشاكل إني أكون أي شيء، ولكن يجب أن أكون متميز وناجح وليا بصمة في الشيء الذي أشارك به).
أما عن رأي الراحل (خالد صالح) فقد كان رافض لفكرة التمثيل له، ولم يشاهد ابنه وهو يمثل ولا مرة حتى المسرحية الأولى له لم يحضرها، وكان هذا بسبب خوفه الشديد عليه من الوسط بالأخص المقارنة التي قد تحدث باستمرار بينهم، بالفعل قد ورث هذا القلق من والده، فعندما كان يقوم بالتمثيل في نسر الصعيد أصبح خائفا من مجاملة الناس له بسبب والده .