مؤامرة سيد إسماعيل حققت شهرة “عايدة الشاعر”!
كتب : أحمد السماحي
بعد نكسة يونيو 1967 كانت الحاله النفسيه للشعب المصري في وضع حرج للغايه، حيث تجرع الجميع مرارة الهزيمه والانكسار، ولكن سرعان ما ظهرت القوي الوطنيه بالبحث عن ما يعيد البسمه والثقه في النفس، وبدأت اتجاه عام فى الفن نحو تقديم الكوميديا فى المسرح والسينما، والسماح بإذاعة الأغنيات الخفيفة التى تبث الفرحة والأمل للمصريين، وفى هذه الفترة كانت المطربة الشابة “عايدة الشاعر” تتلمس خطواتها الأولى بعد أن آمن بموهبتها الموسيقار الكبير “رياض السنباطي” ولحن لها.
ونظرا لقلة الشغل بالنسبة للمطربة الجديدة فى هذا الوقت، حيث اقتصر نشاطها الفني على تسجيل أغنيات للإذاعة المصرية، طلب منها زوجها الموسيقار والمطرب الكبير “سيد إسماعيل” – الذى حكي لي هذه الواقعة فى حوار صحفي بيننا نشر في مجلة (الأهرام العربي) – الاعتزال والتفرغ للبيت، لكنها غضبت من كلامه، واشتكته لصديقه الموسيقار “علي إسماعيل” الذي كانت تجمعهما صداقة وطيدة منذ كانا طالبين في معهد الفنون المسرحية في منتصف الأربعينات، وجاء “علي إسماعيل” لمنزلهما واقترح على صديقه “سيد إسماعيل” أن تعمل معه “عايدة الشاعر” فى “فرقة رضا”، وبالتحديد أن يستعين بصوتها فقط! لترقص عليه بنات الفرقة فى الاستعراضات التى تقدمها الفرقة، وبهذا الاقتراح يكون قد أرضى الطرفين، وحقق للزوجين ما يسعيان إليه، بمعنى أنه حقق لصديقه وجود زوجته طول الوقت في البيت بمعنى إنها اعتزلت لكن بشكل غير رسمي، خاصة أن عدد المترددين لمشاهدة “فرقة رضا” يوميا أعداد بسيطة لا تقارن بجمهور التليفزيون أو السينما أو حتى المسرح، وفى نفس الوقت أشبعت المطربة الشابة هوايتها فى الغناء، حيث ستقوم بصفة منتظمة بتسجيل أغنيات لـ”فرقة رضا”.
وعندما وافق “سيد إسماعيل” على هذا الاقتراح الذي اعتبره مؤامرة مع صديقه “علي إسماعيل” على زوجته “عايدة الشاعر”، نادى “سيد” على “عايدة” وطلب منها عدم الاعتزال وليس هذا فقط، ولكنه سمح لها بالغناء مع “فرقة رضا” فسعدت الزوجة بهذا الحل، وشكرت زوجها وأيضا صديقه “علي إسماعيل” الذى لجأت إليه، وأنقذها من شبح الاعتزال.
وقال لي “سيد إسماعيل”: سعدت جدا بإقتراح صديقي “علي إسماعيل” وأعتبرت “عايدة” اعتزلت الغناء بهذا الإقتراح، حيث سيقتصر وجودها فى الفرقة على صوتها فقط الذى تسجله مرة كل شهر أو شهرين حسب بروجرام الفرقة والأغنيات الجديدة التى تقدمها، وبدأت “عايدة” تعمل مع “فرقة رضا” التى كان يقودها ويلحن لها استعراضاتها “علي إسماعيل”، وبعد أسابيع من ظهور صوت “عايدة” معهم، غنت من كلمات زوجته الشاعرة “نبيلة قنديل” وألحانه أغنية “الطشت قالي يا حلوة يلي قومي استحمي”، وأحدثت الأغنية انفجارا مدويا فى الشارع المصري، وأصبحت حديث مصر كلها، وزاد الإقبال على “فرقة رضا” التى كانت تعمل أيام معينة فى الأسبوع فأصبحت تعمل يوميا بفضل الأغنية، وكانت الناس تردد كلمات الأغنية ولحنها في كل مكان، وبعض المثقفين والصحافيين اعتبروها عنوانا للمرحلة التى تعيش فيها مصر، وليس هذا فقط فقد بدأ بعض كتاب الأعمدة في الجرائد اليومية يتحدثون عن أغنية المرحلة وهى “الطشت قالي”.
وبدأت وسائل الإعلام كلها سواء صحافة أو تليفزيون أو إذاعة أو سينما أو مسرح يبحثون عن مطربة “الطشت قالي”، وأصبحت “عايدة الشاعر” بين يوم وليلة حديث مصر كلها، ويومها كان المخرج “حسين كمال” يجهز لتصوير فيلمه “ثرثرة فوق النيل” قصة الأديب العالمي “نجيب محفوظ” فطلب تقديم الأغنية فى الفيلم وظهور “عايدة الشاعر” وهى تغني الأغنية.
ويواصل “سيد إسماعيل” كلامه قائلا: رغم الشهرة الكاسحة التى حققتها الأغنية فى الشارع المصري رفضت الإذاعة إذاعتها لهبوط مستواها الفني على حد تعبيرهم، لكن كانت الأغنية انتشرت انتشار النار في الهشيم خاصة بعد عرض فيلم “ثرثرة فوق النيل”، يومها قلت صدق من قال من حفر لأخيه حفرة وقع فيها، ففي الوقت الذى تأمرت فيه مع صديقي على إخفاء زوجتي وتفرغها في البيت إذ بأغنية “الطشت” تحقق لها نجاحا مدويا والكل يريد أن تغني له “عايدة الشاعر” سواء في الأفراح أو الحفلات أو حتى الأعمال الفنية!.
تقول كلمات الأغنية
الطشت قال لى يا حلوة ياللى، قومى استحمى
قلت له: مش ح استحمى يا ويكا، إن لم خطبنى بالمزيكا
ويتعمل لى ليلة انتيكا، واغنى للى هواه شاغلنى!!
الطشت قالي ..يا حلوة يالي قومي استحمي
حلفت ما استحمى يا بيه، إلا أن جابولي فستان لاميه
أمشي وأتمختر ليك يابيه، وأغني للي هواه شاغلني
الطشت قالي الطشت قالي يا حلوة