سر محاولة نجوم “شيطان الصحراء” الفتك بيوسف شاهين
كتب :عمر أحمد
تحت عنوان “مقالب الإخراج والإحراج”، أجرت مجلة “الكواكب” عام 1954 تحقيق مع بعض المخرجين عن المواقف المحرجة التى قابلوها أثناء إخراجهم، وكان هؤلاء المخرجين هم “حسن الإمام، كمال الشيخ، أحمد ضياء الدين، ويوسف شاهين”، حيث بدأت التحقيق على النحو التالي:
كثيرة هى المواقف المحرجة التى تصادف المخرجين، خلال تصوير مشاهد أفلامهم… وتشترك القصص التى نسوقها فيما يلي فى أن رواتها كلهم من المخرجين، وفى أن حوادثها جميعا جمعت بين الإحراج والإخراج فى آن واحد.
وعن أحد المواقف الإخرجية المحرجة التى صادفته يقول المخرج يوسف شاهين تحت عنوان “كلهم شياطين الصحراء”: فى أثناء تصوير فيلمي “شيطان الصحراء” حدث أن قصدت إلى منطقة جبل الجيوشي بصحراء العباسية، ومعي عدد ضخم من الممثلين لتصوير مشهد هجوم على القلعة، وكان الوقت صيفا والجو قائظا، وأضعت وقتا طويلا فى تكرار تصوير المشهد المثير دون جدوى، وأخيرا انتهزت فرصة شعور الممثلين بالظمأ وأفهمتهم أنني سأصرف لهم ماء الشرب من السيارة المزودة “بفناطيس” المياه، إذا أجاد كل منهم دوره على الوجه المطلوب.
وحفزهم هذا الوعد على بذل قصارى جهدهم لانجاح المشهد، فلما تم التقاطه التف حولي الممثلون يطالبونني بأن أبر بوعدي، وناديت السائق وكلفته بفتح “الفناطيس” وصرف المياه، وهنا حدثت المفاجأة، فقد أخبرني السائق أن “الفناطيس” خالية من الماء، وأنه كان ينتظر أمري لكي يذهب ويملأها، وشعرت بأن الممثلين جميعا قد تحولوا إلى شياطين الصحراء، وتطاير الشرر من أعينهم، وتحفزوا لتمثيل مشهد طبيعي لهجوم خاطف لا على القلعة وإنما على شخصي الضعيف، ولم ينقذني من هذا المأزق سوى عاصفة مفاجئة تمكنت أثناءها من الهرب، والاختباء فى أحد الكهوف ولم أظهر إلا بعد عودة السيارة وبها الماء!.
فيلم “شيطان الصحراء”، سيناريو وحوار حسين حلمي المهندس، بطولة عمر الشريف، مريم فخر الدين، توفيق الدقن، حمدى غيث،عبدالغنى قمر، صلاح نظمي، عدلي كاسب، فردوس محمد، سعد أردش.