إليسا لا تقدر الشعراء والملحنين الذين يتعاونون معها
كتب :أحمد السماحي
في غياب غناء عربي راقي أمام سطوة الأعمال المبتذلة والمقززة التى نسمعها يوميا، والحبلى بالكلمات (الهابطة) والمضامين (الفجة) التي يرتفع إيقاعها وصداها في زمن الهبوط هذا الذي سادت فيه الجرأة وقلة الحياء، وظهرت فيها المضامين والعبارات غير اللائقة، فضلاً عن طريقة الأداء وما تتخلله من إيحاءات قبيحة، وتحمل ضمن ما تحمله الكثير من الرسائل المزعجة، وفي ظل استسهال بعض كبار المغنيين وتقديمهم لأغنيات لا تحمل أي قيمة ولا مضمون!
يأتي ألبوم “إليسا” الجديد “صاحبة رأي” ليكون بمثابة طوق النجاة الذي ينقذنا من كل هذا العبث الغنائي الذي يحيط بنا من كل حدب وصوب، خاصة وأنه جاء مليئا بالجمال والاختلاف والرقي والذوق محملا بالمشاعر الجميلة، والمفردات غير المستهلكة، وقد طرحت المطربة اللبنانية ألبومها الغنائي أول أيام عيد الأضحى لتعيد به على جمهورها فى كل أنحاء العالم العربي، وليس كما يدعي البعض إنها طرحته وقت انفجار بيروت يوم 6 أغسطس!.
ورغم جمال الألحان والكلمات وعذوبة ورقة صوت “إليسا” إلا إنها وقعت للمرة الثانية فى خطأ قاتل، وهو الإهمال عمدا للشعراء والملحنيين والموزعين الذين تعاونوا معها، حيث تجاهلتهم تماما فى كتابة أسمائهم على موقع الفيديوهات الشهير “اليوتيوب”، فلم تكتب أسمائهم قبل أو بعد الأغنية التى تغنيها، واكتفت بكتابة أسمائهم أسفل شاشة “اليوتيوب”، باللغة الإنجليزية!!، وكأن كل جمهور المطربة من طبقة “الإليت” أو الراقية التى تجيد اللغات الأجنبية، أو كأن المطربة تغني فى الخارج وليس في العالم العربي!، وذلك على الرغم من أن كلمات الأغاني تأتي مصاحبة للصور المعروضة على الشاشة بلغتها العربية.
وبحكم أنها مطربة كبيرة ولها اسمها فكان يجب أن تحترم أولا اللغة التى تغني بها وهى اللغة العربية الأصيلة، ثانيا أن تفتخر وتسعد بكل العاملين معها، خاصة إنهم نجوم كبار فى مجال الكلمة واللحن والتوزيع، وأي مطرب يفتخر أن يكون فى ألبومه أغنية من كلمات الأساتذة الكبار “بهاء الدين محمد، نادر عبدالله، أمير طعيمة، أيمن بهجت قمر” وغيرهم، ونفس الحال بالنسبة للملحنيين فالعالم العربي لا يوجد فيه غير “وليد سعد” واحد، وكذلك الأمر بالنسبة لـ “محمد رحيم، ومحمد يحي” وغيرهم من الملحنيين الذين تعاونت معهم، ونفس الأمر ينطبق على الموزعين الذين تعاونوا معها خاصة أن “أحمد إبراهيم، وأحمد عبدالسلام، وكميل الخوري” قدموا توزيعات عالمية فى هذا الألبوم!.
فى البداية وبعد طرح الألبوم بأيام أعتقدت أن ما حدث هذا تقليد من الشركة المنتجة، بحكم أنها تريد أن تصل بالمطربة إلى العالمية!! عن طريق كتابة أسماء فريق العمل باللغة الإنجليزية!!، لكن نفس الشركة طرحت منذ أيام قليلة ألبوم المطربة الشابة “جنات” وأسماء الشعراء والملحنيين والموزعين مكتوب باللغة العربية، وهنا تأكدت أن الشركة بريئة من هذا التجاهل لفريق عمل “إليسا” براءة الذئب من دم سيدنا يوسف.
جدير بالذكر أن هذه هى المرة الثانية التى تتعمد “ملكة الإحساس” أن تتجاهل أسماء من تعاونت معهم، وإن كانت هذه المرة كتبت أسمائهم على استحياء باللغة الإنجليزية، حيث فعلتها منذ حوالي خمس سنوات فى ألبومها “حالة حب”، حيث لم تذكر أي من الشعراء والملحنين والموزعين إطلاقا على “اليوتيوب”، وكتبت أسمائهم بخط رفيع وصغير جدا باللون الأبيض، على غلاف الألبوم “الروز/ البمبي”، وبالتالي كان يحتاج مجهر أو عدسة مكبرة حتى تقرأ أسماء الشعراء والملحنيين والموزعين.
إليسا حبيبتي اسمعيني من فضلك، فقبل أن أكون صحفيا أو ناقدا موسيقيا، أنا واحد من عشاق صوتك واختياراتك الجيدة لأغنياتك، ومن ثم فإن الشعراء والملحنيين والموزعين الذين تتجاهلين أسماءهم – الله أعلم بقصد أو بدون قصد – هم سبب نجاحك وشهرتك، وليس هنالك أي شك في ذلك، وأنظري عزيزتي ماذا كان يفعل العندليب الأسمر؟! وخذي منه العبرة والمثل والقدوة، حيث كان عندما يصعد على “المسرح – الإستيدج” يذكر أسماء كل من تعاون معه فى الأغنيات التى يقدمها للجمهور، وليس هذا فقط ولكنه كان يذكر أسماء كل الفرقة الموسيقية التى تصاحبه أو العناصر البارزة منها على الأقل.
هذه ملاحظة أوليه تتعلق بالشكل، ولنا لقاء آخر في تحليل مضمون الألبوم الجميل “صاحبة رأي”.