سر رفض الرقابة لأغنيتين لـ “وداد حمدي وعبدالمنعم إبراهيم”
كتب : أحمد السماحي
في بداية عام 1958 بدأ المخرج “كمال عطية” التحضير لتصوير فيلمه الجديد “بنت 17 “الذي يعتبر ثاني أفلام النجمة “زبيدة ثروت” فى السينما المصرية بعد فيلم “الملاك الصغير”، وعرض “كمال” سيناريو الفيلم الذي كتبه “حسين حلمي المهندس” على الرقابة وأشادت الرقابة بالقصة والسيناريو لكنها توقفت عند أغنيات الفيلم الثلاثة، ولم توافق علي اثنين منهما!، ووافقت على الأغنية الجماعية التى تغنيها فرقة “الدارويش”، هذه الفرقة التى اشتهرت في مصر في منتصف الخمسينات، وكانت الأغنية بالفرقة بزبيدة على ظهر قارب كبير حملهم مع جموع طلبة الجامعة وأستاذهم الذى تولى الأشراف على هذه الرحلة إلى القناطر الخيرية.
ويقول مخرج الفيلم والشاعر الذي كتب هذه الأغنية “كمال عطية” فى كتابة “مذكرات أغنية” : تعمدت أن أكتب أغنية فرقة “الدارويش” لتعبر عن لسان الطلبة عن حال من أحوالهم الشخصية فى عالم الدراسة حتى تكون في صلب الهدف من الرحلة وهو الألفة الجماعية والترابط العاطفي والإنساني فى هذه المرحلة الدراسية التى ستبقى فى ذاكرة العمر مدى الحياة ومطلع الأغنية يدلل على ذلك والذي يقول :
الله الله يا بدوي جاب اليسرى، الله الله
من أول يوم ولآخر يوم
ما بدوقش النوم كله مذاكرة
الله الله يا بدوي جاب اليسرى
ويضيف “كمال عطية”: سمحت الرقابة لهذه الأغنية بالخروج للنور، لكنها فتحت حلقها على الآخر معترضه على أغنية “يا قلبي آيه” التى يقول مطلعها :
يا قلبي إيه خلاك م تحبش إلا ده
حيرتني وياك وده لا راح ولا جه
وطالبت الرقابة تحديد من هو المدعو “ده”، فقال لهم القصد هنا “وداد حمدي أو بطة” سيئة السمعة التى يحبها “عبدالمنعم إبراهيم أو حمادة”، فقالوا له : إذن لابد أن يشار فى الأغنية إليها بالصوت والصورة.
فعدل “كمال عطية” الأغنية ساخرا منهم قائلا :
يا قلبي إيه خلاك ما تحبش إلا وداد
حيرتني وياك وزدت الرقابة عناد
وأحب “كمال” أن يضايقهم فعرض عليهم الأغنية بشكلها الجديد فاعتبروها “مسخرة”، ورفضوا وجودها تماما، أما الأغنية الثانية فكان من المفترض أن تغنيها “وداد” وهى سكرانة لـ “عبدالمنعم إبراهيم” فى موقف غزل فتقول له :
يا واد يا حماده / يا حماده
يا أول قطفة ولادة / يا حماده
يا دلوعة ماما وبابا / يا حماده
وهشوكة حجر الدادة / يا حماده
وأنا الدادة يا حماده
تعالى على حجر الدادة / يا حماده
وأعتبرالمسئولين عن الرقابة أن كلمات الأغنية خارجة ولا يصح تقديمها لجمهور السينما، فحذفها “كمال عطية” من الفيلم الذى قام ببطولته “زبيدة ثروت، حسين رياض، محمود ذوالفقار، أحمد رمزي، وداد حمدي، عبدالمنعم إبراهيم”، وتدور أحداثه حول حب صفاء “زبيدة ثروت” الطالبة بكلية الحقوق لزميلها كمال “أحمد رمزي”، ويرغب الاثنان في الزواج، ولكن والدها إبراهيم “حسين رياض” يعارض هذه العلاقة لأن حورية “زوزو ماضي” والدة “كمال” تدير بيتها للعب القمار.
ويحاول “إبراهيم”جاهداَ قطع الصلة التي تجمع بين ابنته و”كمال”، لكن تذهب جهوده أدراج الرياح لأن الحبيبين متمسكان ببعضهما البعض، فيلجأ الوالد إلى صديقه الدكتور رفعت “محمود ذو الفقار” طالبا منه التدخل، ولكن “رفعت” ينصح الأب بألا يقف في طريق ابنته.