إحسان الجزايرلي.. تطرد ماري منيب من فرقتها!
بقلم : سامي فريد
“الليلة تعود إليكم إحسام الجزايرلي في دور “أم أحمد” بعد عودتها من خارج القطر المصري”..
كانت هذه اللافتة التي أمرت الفنانة (إحسان الجزايرلي) الشهيرة بتمثيل دور “أم أحمد” في فرقة والدها الفنان فوزي الجزايرلي، والذي كان الجمهور يظن أنها زوجته والحقيقة أنها كانت ابنته!.
كانت هذه اللافتة سببا في طرد الفنانة (ماري منيب) من فرقة الجزايرلي بعد أن أحست إحسان الجزايرلي أنها قد بدأت تسحب البساط من تحت قدميها بسرعة وبشدة ولم تسمع إحسان كلام والدها لتستمر راقدة في فراش الإصابة بعد أن سقطت على المسرح في إحدى ليالي العرف لتصاب بكسر في ساقها نظرا لبدانتها.
وكان الحل الذي أسرع الفنان علي الكسار لتقديمه لصديقه فوزي الجزايرلي هو أن ينصحه بضم الفنانة ماري منيب إلى فرقته، وكانت ماري في ذلك الوقت مجرد فنانة ناشئة لكنها واعدة.
ولم تشعر إحسان الجزايرلي بخطورة ماري منيب فإحسان هى أم أحمد بطلة الفرقة وبطلة كل العروض ومحبوبة جمهور السينما والمسرح حتى أصيبت بالكسر في ساقها وأمر الطبيب بأن ترقد في الفراش لمدة ثلاثة أشهر، وأمر والدها بأن تعلب ماري منيب دورها كأم أحمد وبدأ إقبال الجمهور على المسرح والإيرادات تزيد، فأحست إحسان الجزايرلي بالخطر وأمرت فورا بكتابة هذه اللافتة وتعليقها على باب المسرح.. بل وأكثر من هذا فقد أمرت بطرد ماري منيب من عملها بالفرقة أيضا!!
البداية كانت عام 1917 عندما أنشأ الفنان فوزي الجزايرلي فرقته المسرحة في شارع عماد الدين وضم إليها زوجته وابنه فؤاد الجزايرلي وابنته إحسان “البدينة” وكانت تبلغ من العمر 12 عاما فقط، لكنها وبخفة دمها وعشقها للفن نجحت بسرعة فضمها والدها إليه في أفلام السينما لتلعب أمامه 11 فيلما بدأت بفيلم “المندوبان” ثم توالت بعد ذلك الأفلام وكان أشهرها (البحار والدكتور فرحات والمعلم بحبح وأبو ظريفة ومبروك وليلة العمر وخلف الحبايب والباشمقاول والفرسان الثلاثة وليلة في العمر).
كما عملت في عدد من الأفلام مع بعض الفنانين مثل بشارة واكيم في فيلم “لو كنت غني” وشاركها في الفيلم زوجها في ذلك الوقت الفنان محمد الديب والفنان عبدالفتاح القصري والوجه الجديد يحيي شاهين.. وكذلك فيلم “خلف الحبايب” مع الفنانة عقيلة راتب و”الستات في خطر” مع تحية كاريوكا وغيرها مثل أفلام “الصياد، ومظلوم يا وعدي، وده شرفي، وكوني ضاحكة، واللي ما يشتري يتفرج”.
كذلك مثلت إحسان الجزايرلي أمام محمود ذو الفقار في فيلم “مصنع الزوجات، وابن الصحراء” مع روحية خالد.
وقد لا يعرف الكثيرون أن إحسان الجزايرلي مع فرقة والدها قد مثلت فيلما سينمائيا من أوائل أفلام السينما المصرية وكان صامتا مدته ثلاث دقائق وكان باسم “مدام لوريتا” عام 1919 من إخراج “الفييزي أدرفانيللي” صاحب أول ستوديو للتصوير والإخراج والإنتاج وحتى التحميض في مصر.
أما شقيقها فؤاد الجزايرلي فقد عمل فترة في فرقة سلامة حجازي كمنولوجست ثم انتقل للعمل في فرقة رمسيس ثم أصبح بعد ذلك نقيبا للسينمائيين في مصر.
ويظل أغرب ما يحكى عن فرقة فوزي الجزايرلي والد إحسان أنها كانت تجوب القطر حاملة معها الديكورات وملابس الفنانين وكل ما يخصهم في مركب شراعي كبير ينتقل بهم من بلد إلى بلد خصوصا في الصعيد ليحطوا رحالهم ويبدأوا في توزيع التذاكر وإقامة ليالي العرض، وقد نجحت هذه الرحلات حتى تعرضوا لحادث نصب كبير من أحد المسئولين في إحدي مديريات الصعيد عندما باع المسئول كل التذاكر لحسابه ولم تقبض الفرقة مليما واحد، حتى انتهي العرض بالقبض عليهم دون أن يعرفوا السبب حتى اكتشفوا أن البعض قد أقاموا غرزة لتدخين الحشيش بجوار شادر الفرقة، وقد تدخل المسئول للإفراج عنهم مقابل أن يغادروا المديرية ورضخ فوزي الجزايرلي لذلك العرض إنقاذا للفرقة.
وبعد مرض طويل مع التيفود تنتهي حياة الكوميديانة خفيفة الظل عن عمر 38 عاما في ريعان شبابها فيتوقف نشاط والدها ويهجر نشاطه الفني كاملا حزنا على ابنته التي تركته وحيداً.