نزار قباني يكتب أبيات خصيصا لنجاة فى “أسألك الرحيلا”
المطرب الحقيقي يمتلك حساً استثنائياً بالكلمة التي يغنيها، فهي لابد أن تتسرب إلى أعماقه، وتذوب في وجدانه، ويجب ألا تكون زائدة، أو مكررة ،أو ثقيلة على الأذن، وإلا رفضها على الفور وطلب من الشاعر مؤلف الأغنية تغيير هذه الكلمة أو ذلك المقطع، فى هذا الباب سنتوقف مع بعض الأغنيات التى تم تغيير بعض كلماتها، أو حذفها.
كتبت: سما أحمد
كانت قصيدة “أسألك الرحيلا” للشاعر السوري الكبير “نزار قباني” آخر الأعمال الغنائية التى جمعت بين السيدة “نجاة” وموسيقار الأجيال “محمد عبدالوهاب”، وحققت وقت طرحها وحتى الآن نجاحا كبيرا، وتعتبر تتويج لمشوار هؤلاء العظماء الثلاثة الذين أثروا الأغنية المصرية والعربية بالعديد من الروائع الخالدة، مثل “أيظن، ماذا أقول له؟!، متى ستعرف كم أهواك؟”.
ولم ينس “نزار” لنجاة أنها كانت السبب في الشهرة العريضة التى حققها في كل العالم العربي عندما غنت له لأول مرة قصيدته الشهيرة “أيظن”، لهذا كان يثق في اختياراتها، وعندما تطلب منه تغيير أو تبديل فى بعض الكلمات كان ينفذها لها على الفور، خاصة وأنه كانت تحترم كلماته جدا ولا تبدل أو تغير فيها إلا للضرورة، فمثلا لم تقترب من كلمات “أيظن” و”ماذا أقول له”، و”متى ستعرف”، لكنها غيرت مع الموسيقار “محمد عبدالوهاب” بعض الكلمات فى قصيدة “أسألك الرحيلا”، فمثلا تبدأ القصيدة بكلمة “لنفترق قليلا” فحذفتها وبدأت القصيدة بجملة “لخير هذا الحب”، ثم حذفت مرة أخرى “لنفترق قليلا لأنني أريد أن تراني فى محبتي، أريد أن تكرهني قليلا”، وحذفت جملة “مازال منقوشا على فمينا” لأن فيها جرأة وجعلتها “مازال منقوشنا على يدينا”، وأضافت جملة “ما زال مرسوماً بمقلتينا”، وحذفت جملة “ووجهك المزروع مثل وردة فى داخلي”، وحذفت أيضا كلمة “عذابا” واستبدلتها بكلمة “عتابا” من جملة ” كن في حياتي الشك العذابا”، وحذفت الكثير من الأبيات بداية من ” لنفترق.. ونحن عاشقان..لنفترق برغم كل الحب والحنان”.
وكتب “نزار قباني” أبيات جديدة لمطربته المفضلة غير موجودة أصلا في قصيدته المنشورة فى ديوانه “قصائد متوحشة”، حيث كتب لها أبيات بداية من “أنزع حبيبي معطف السفر” وحتى نهاية القصيدة، وجعل الحبيبة تطلب من الحبيب البقاء حتى لو “اتدلعت عليه” وطلبت منه الرحيلا!!
وإليكم كلمات القصيدة كاملة وكما نشرت فى ديوانه “قصائد متوحشة” مع كتابة الكلمات والأبيات المحذوفة باللون الأحمر:
لنفترق قليلا
لخير هذا الحب يا حبيبي وخيرنا
لنفترق قليلا
لأنني أريد أن تراني فى محبتي
أريد أن تكرهني قليلا
بحق ما لدينا من ذكرى غالية كانت على كلينا
بحق حب رائع
ما زال منقوشاً على فمينا
مازال محفورا على يدينا
بحق ما كتبته الي من رسائل
ووجهك المزروع مثل وردة فى داخلي
وحبك الباقي على شعري على أناملي
بحق ذكرياتنا “وحزننا” الجميل وابتسامنا
وحبنا الذى غدا أكبر من كلامنا، أكبر من شفاهنا
بحق احلي قصه للحب في زماننا
أسألك الرحيلا
لنفترق احباباً فالطير كل موسم تفارق الهضابا
والشمس يا حبيبي تكون احلى عندما تحاول الغيابا
كن في حياتي الشك والعتاباــ العذابا ــ
كن مرة اسطورة، كن مرة سرابا
كن سؤالا في فمي لا يعرف الجوابا
من اجل حب رائع يسكن منا القلب والأهدابا
وكي اكون دائما جميلة
وكي تكون اكثر اقترابا
أسألك الذهابا
لنفترق.. ونحن عاشقان..
لنفترق برغم كل الحب والحنان
فمن خلال الدمع يا حبيبي
أريد أن تراني
ومن خلال النار والدخان
أريد أن تراني..
لنحترق.. لنبك يا حبيبي
فقد نسينا
نعمة البكاء من زمان
لنفترق..
كي لا يصير حبنا اعتيادا
وشوقنا رمادا..
وتذبل الأزهار في الأواني..
كن مطمئن النفس يا صغيري
فلم يزل حبك ملء العين والضمير
ولم أزل مأخوذةً بحبك الكبير
ولم أزل أحلم أن تكون لي..
يا فارسي أنت ويا أميري
لكنني.. لكنني..
أخاف من عاطفتي
أخاف من شعوري
أخاف أن نسأم من أشواقنا
أخاف من وصالنا..
أخاف من عناقنا..
فباسم حبٍ رائعٍ
أزهر كالربيع في أعماقنا..
أضاء مثل الشمس في أحداقنا
وباسم أحلى قصةٍ للحب في زماننا
أسألك الرحيلا..
حتى يظل حبنا جميلا..
حتى يكون عمره طويلا..
أسألك الرحيلا..
انزع حبيبي معطف السفر
وابق معي حتي نهايات العمر
فما انا مجنونه كي اوقف القضاء والقدر
وما انا مجنونه كي اطفئ القمر
ماذا انا لو انت لا تحبني
ما الليل ما النهار ما النجوم ما السهر
ستصبح الايام لا طعم لها
وتصبح الحقول لها لون لها
وتصبح الاشكال لا شكل لها
ويصبح الربيع مستحيلا
والعمر مستحيلا
ابق حبيبي دائما كي يورق الشجر
ابق حبيبي دائما كي يهطل المطر
ابق حبيبي دائما كي تطلع الوردة من قلب حجر
لا تكترث بكل ما اقول يا حبيبي
في زمن الوحدة او وقت الضجر
وابق معي اذا انا سألتك الرحيلاَ