رئيس مجلس الادارة : محمد حبوشة
رئيس التحرير : أحمد السماحي

“الفوكس” إبن “شهيد عبدالله” يفوز بالأوسكار!     

طارق عرابي

بقلم الدكتور: طارق عرابي

ما أجمل أن تجتهد وتناضل بشرف ونزاهة من أجل تحقيق ذاتك وأهدافك الشخصية الخاصة ، ولكن الأكثر جمالاً هو أن تفعل ذلك من أجل حرية وحقوق المجهول عليهم من حولك لينالوا فرصة الشعور بالأمان في مجتمعهم وبالقدر الذي يحررهم من مخاوفهم ويكفل لهم العدالة الاجتماعية المبنية على مبدأ المساواة في الحقوق المدنية والعيش بكرامة إنسانية لائقة دون أي تمييز على أساس الدين أو العِرق أو الجنس ، وهو الأمر الذي إن تحقق بأي مجتمع فإنه كفيلٌ بأن يحرر طاقاتهم وقدراتهم ويغرس في وجدانهم ولاءً حقيقياً وحافزاً قوياً ليساهموا بكل إيمان وحب وإخلاص في بناء وتقدم وازدهار أوطانهم.    

بعدما شارك الشاعر والكاتب الروسي (التركي الأصل) “ناظم حكمت” في نضال الحركة الوطنية التركية التي أسسها الزعيم التركي مصطفى كمال أتاتورك (مؤسس الدولة التركية الحديثة) انقلب وعارض لاحقاً نظام “أتاتورك” بعدما أصبح رئيساً للجمهورية التركية، وذلك عندما ارتأى “ناظم حكمت” أن “أتاتورك” خالف بعضاً من مباديء وأهداف الحركة الوطنية التي شارك فيها ، وقد أدى ذلك إلى اعتقال “ناظم حكمت” ووضعه في السجون التركية حتى عام 1950 إلى أن تمكن من الهروب إلى موسكو والحصول على الجنسية الروسية وعاش هناك حتى تاريخ وفاته في عام 1963 .

خاض “ناظم حكمت” رحلة طويلة من النضال ضد الظلم التركي ولم يوقفه السجن عن الاستمرار في نضاله بأشعارٍ وكلماتٍ أقوى من كل السيوف وذلك من أجل الانتصار للفقراء والضعفاء ، وقد جاء تبريره للتضحية من أجل الناس عظيماً في البلاغة اللغوية والنبل الإنساني حيث اختصر فكرته حول حتمية النضال من أجل حرية وحقوق الآخرين قائلاً : “إذا أنا لم أحترق وإذا أنت لم تحترق وإذا نحن لم نحترق فمن ذا الذي سيضيءُ شمعةً للآخرين؟!”.

بنفس مفهوم “ناظم حكمت” خاض المناضل الأمريكي من أصول أفريقية “مارتن لوثر كينج” رحلة كفاح ونضال فكري داخل أمريكا من أجل المساواة في الحقوق المدنية ومحاربة العنصرية والتمييز العرقي بأي شكلٍ من أشكاله ، وكان “لوثر كينج” يفضل “الاحتراق” من أجل الحقوق المدنية العادلة على طريقته الخاصة دون أي نوعٍ من أنواع العنف مهتدياً في ذلك بنهج الزعيم الهندي “غاندي” في رحلة نضاله ضد الاستعمار الإنجليزي لتحقيق استقلال الهند دون استعمال أي نوعٍ من أنواع العنف.

منذ العام 1955 أصبحت حركة “لوثر كينج” للمساواة في الحقوق المدنية هي أمل كل أمريكي ملون سواء الأمريكيين الأفارقة أو الأمريكيين الأصليين (الهنود الحمر) ليحصلوا على كامل حقوقهم المدنية والإنسانية مثلهم مثل أي أمريكي أبيض أو قوقازي العِرق ، وعلا صوت “كينج” بعدما أصبح رئيساً لمؤتمر القيادة المسيحية الجنوبية SCLC من أجل منح كامل الحقوق المدنية للمواطنين الأمريكيين دون أي تمييز ودون تفضيل لونٍ على آخر.

قام “لوثر كينج” ومناصروه بتنظيم احتجاجات سلمية في ولاية آلاباما ضد العنصرية والتمييز ، وعظمت الاحتجاجات وامتدت إلى العاصمة الأمريكية واشنطن ، وهي الاحتجاجات التي ألقى خلالها خطابه الشهير بعنوان “لديَ حُلْم” ، وقد ظلت هذه العبارة ” I Have a Dream ” هي الأكثر إلهاماً لأجيال متعاقبة من الأمريكيين السود وغير السود.

واتسعت احتجاجات “لوثر كينج” ومناصريه وذاع صيته بجميع أرجاء الولايات المتحدة الأمريكية ، وقد أضاف لقائمة احتجاجاته محاربة الفقر والرأسمالية ومعارضته لحرب فيتنام ، وقد تعرض على إثرها لحملات تشويه وتحقيقات وصلت إلى حد اتهامه بالعمل لصالح الشيوعية المعادية للبلاد من قبل سلطات المباحث الفيدرالية الأمريكية ، وعندما قرر وأعلن عام 1968 عن عزمه القيام هو وأنصاره بحملة احتجاجية ضخمة في العاصمة واشنطن تحت اسم “حملة الفقراء” تم اغتياله يوم 4 أبريل من نفس العام (1968) في مدينة “ممفيس” بولاية “تينيسي” الأمريكية .

فاز كينغ عام 1964 بجائزة نوبل للسلام لنضاله ومقاومته السلمية ضد التمييز والعنصرية العرقية ، وقد مُنح بعد وفاته “وسام الحرية الرئاسي” و”ميدالية الكونغرس الذهبية” ، كما تم تخصيص يوم احتفالي باسم “مارتن لوثر كينج” كعطلة رسمية في جميع أنحاء الولايات المتحدة منذ عام 1971 وإلى يومنا هذا ، وقد تم تشريع هذا اليوم رسمياً بقرار وقعه الرئيس الأمريكي “ريجان” في عام 1986 ، وتم إطلاق إسم “مارتن لوثر كينج” على مئات الشوارع في الولايات المتحدة الأمريكية تخليداً له ولذكراه وتكريماً لنضاله ضد العنصرية والتمييز والفقر ، كما تم إطلاق إسمه على مقاطعة تابعة للعاصمة واشنطن وتم كذلك تأسيس نصب تذكاري له عام 2011 في المركز التجاري الوطني بالعاصمة واشنطن.

استحق المناضل العظيم الراحل “مارتن لوثر كينج” أن اذكره هنا قبل حديثي عن نجم هذا المقال لأن كل الأمريكيين الأفارقة يدينون بكل نجاحاتهم وتألقهم لهذا المناضل النبيل الذي لولا تضحيته لما كان هناك “باراك أوباما” كأول رئيس أسود لأمريكا ولما سمعنا عن النجومية والشهرة العالمية لأيٍ من “ويل سميث” أو “مورجان فريمان” أو “دينزل واشنطن” أو “صامويل إل جاكسون” أو “كوبا جودينج جونيور” أو “كريس روك” أو أيٍ من النجوم السود الذين تفوق بعضهم في أجره ونجوميته على النجوم البيض ، وبالتأكيد لولا نضال وتضحية الراحل “مارتن لوثر كينج” ما كنا لنسمع عن موهبة التمثيل الطاغية للنجم الأسمر البارع “جيمي فوكس”.                               

“الفوكس” إبن “شهيد عبد الله” متعدد المواهب  

جيمي فوكس مع تومي ديفيدسون في الفيلم الكوميدي الرومانسي Booty Call عام 1997
جيمي فوكس في مشهد من فيلم Held Up عام 1999

وُلد “إريك مارلون بيشوب” (جيمي فوكس لاحقاً) Jamie Foxx في شهر ديسمبر من عام 1967 في مدينة “تيريل” Terrell بولاية تكساس الأمريكية ، والده هو “داريل بيشوب” الذي اعتنق الإسلام وغير إسمه ليصبح “شهيد عبد الله” وكان يعمل سمساراً ببورصة الأوراق المالية.

منذ طفولته المبكرة عاش “جيمي فوكس” مع جده “مارك تالي” وجدته “إيستر ماري” عاملة النظافة بالحضانات والمنازل ، وهما جداه لأمه بالتبني (الأب والأم اللذان تبنا والدته منذ طفولتها) ، وقد تحدث “فوكس” بعد أن صار نجماً كبيراً عن جدته “إيستر ماري” كأحد أهم وأعظم أسباب نجاحه ، وعاش “جيمي فوكس” مع جديه في الجزء المعزول عنصرياً من مدينة “تيريل” بولاية تكساس والمخصص للسود فقط والذي كان معروفاً بوصفه “الربع الأسود” The Black Quarter من مدينة “تيريل”.

بدأت موهبة “فوكس” منذ طفولته بميوله إلى الكوميديا وإطلاق النكات الضاحكة لدرجة أن أستاذه بالمدرسة الابتدائية كان يشجع تلاميذ فصله على الالتزام وآداء فروضهم على أن تكون مكافآتهم هي عرض كوميدي ونكات مضحكة من التلميذ “إريك بيشوب” (جيمي فوكس).

إلتحق “جيمي” بعد ذلك بمدرسة “تيريل” الثانوية ومارس فيها رياضة كرة السلة ، ولعب كظهير رباعي لفريق المدرسة لكرة القدم الأمريكية (العنيفة) وقد حقق سجلاً لم يحققه أي طالب من قبله حيث مر ممسكاً بالكرة لمسافة أكبر من 1000 ياردة وكانت أعظم أمنيات “جيمي فوكس” هي أن يحترف كرة القدم الأمريكية مع فريق “دالاس كاوبويز” ، وعندما تخرج “فوكس” من مدرسة “تيريل” الثانوية بتفوق كبير حصل على منحة دراسية مجانية لدراسة الموسيقى والفنون التمثيلية بجامعة الولايات المتحدة الدولية United States International University  

جيمي فوكس في حلقاته التلفزيونية الكوميدية The Jamie Foxx Show من عام 1996 إلى عام 2001

يملك “فوكس” مواهب متعددة فهو بارع في فنون الارتجال الكوميدي والتمثيل والغناء ، ويجيد العزف على البيانو الذي بدأه وعمره خمس سنوات ، ويجيد أيضاً الكتابة للعروض الكوميدية والأعمال التلفزيونية ، وعندما بدأ مسيرته المهنية عام 1989 بتقديم عروض كوميدية حية (لايف) على مسارح النوادي الليلية اكتشف أن هناك تحيز جماهيري وأفضلية لأسماء النساء اللاتي يعملن في هذا المجال فقرر تغيير إسمه إلى “جيمي فوكس” الذي رأى أنه إسم يتسم بالغموض إلى حدٍ ما ويثير الفضول لدى الجمهور ، وقد اختار “جيمي” لقب “فوكس” بسبب إعجابه بالكوميديان الأمريكي الأسمر “ريد فوكس” .

بدأ “جيمي فوكس” مسيرته السينمائية منذ عام 1992 بمشاركته الهامشية في فيلم Toys وظل يشارك في أعمال تلفزيونية وسينمائية حتى عام 1996 ولم يكن حتى هذا التاريخ قد حقق نجاحاً حقيقياً في السينما بينما بدأت أعماله التلفزيونية الكوميدية تقدمه للجمهور الأمريكي بشكلٍ جيد ، حتى جاءته فرصة البطولة السينمائية المشتركة مع الممثل الأسمر “تومي ديفيدسون” في الفيلم الكوميدي الرومانسي Booty Call والذي أثبت فيه “فوكس” أنه ممثل بارع الآداء وأن لديه حس كوميدي رائع.

بدايةً من عام 1996 حتى 2001 قدم “جيمي فوكس” عرضه التلفزيوني The Jamie Foxx Show والذي ساهم أيضاً في كتابة 100 حلقة منه وأخرج حلقتين من حلقات موسم عام 2000 وقد حقق له هذا العرض الخاص شهرة واسعة في الولايات المتحدة الأمريكية وأصبح “جيمي فوكس” معروفاً لكل الأمريكيين.

فيما يلي سنمر على بعض أهم أعمال “جيمي فوكس” السينمائية:

جيمي فوكس مع ويل سميث في فيلم Ali عام 2001

في عام 1999 يشارك “فوكس” في عملين سينمائيين ، الأول الفيلم الكوميدي Held Up مع الممثلة السمراء “نيا لونج” حيث يلعب شخصية “مايكل” الذي تكتشف زوجته أثناء قضاء أجازتهما في جنوب غرب أمريكا أنه ينفق المال المخصص لمنزلهما على سيارة كلاسيكية وتبدأ سلسلة من المشاكل بينهما وتهجره زوجته أثناء الأجازة ، ويقوم أحد المجرمين باستغلال وجود “مايكل” داخل أحد المتاجر ويسرق سيارته الكلاسيك ، وتتطور الأحداث عبر مواقف كوميدية متعاقبة.

ويختتم “فوكس” العام 1999 بعمله الثاني مع كلٍ من النجم الكبير “أل باتشينو” و”كاميرون دياز” و”دينيس كويد” و”جيمس وودز” وذلك في الفيلم الدرامي الرياضي Any Given Sunday حيث يجسد “فوكس” شخصية “ويلي بيمن” الظهير الرباعي لفريق “ميامي شاركس” Miami Sharks لكرة القدم الأمريكية المملوك للسيدة “كريستينا بانياتشي” (كاميرون دياز) والذي يدربه الكوتش “توني داماتو” (آل باتشينو) . ولم يكن آداء شخصية الظهير الرباعي “ويلي بيمن” صعباً على “جيمي فوكس” الذي كان بالفعل محترفاً في هذه اللعبة أثناء مشاركته بفريق مدرسته في مسابقات المدارس الثانوية الأمريكية لكرة القدم.    

في عام 2000 يشارك “فوكس” في فيلم Bait ويجسد فيه شخصية “إلفين” المسجون بسبب جريمة سرقة والذي يريد الخروج من السجن ليبدأ حياة جديدة مع حبيبته “ليزا” (الممثلة السمراء “كيمبرلي إليس”)

جيمي فوكس مع يونيون جابرييل في فيلم Breakin’ All the Rules عام 2004
جيمي فوكس مع توم كروز في فيلم Collateral عام 2004

في عام 2001 يشارك “فوكس” النجم “ويل سميث” والممثل القدير “جون فويت”  في فيلم Ali الذي يجسد فيه “ويل سميث” شخصية نجم الملاكمة الأسطوري والعالمي “محمد علي كلاي” ويجسد “جيمي فوكس” شخصية “درو بونديني براون” الحقيقية والذي كان المدرب المساعد للملاكم “محمد علي كلاي” ومساعده الخاص بركن الحلبة بين جولات الملاكمة. ترشح “ويل سميث” عن هذا الفيلم لجائزتي الأوسكار وجولدن جلوب كأفضل ممثل في دور رئيسي ، وفاز عن نفس الفيلم بجائزة BAFTA كأفضل ممثل في دور رئيسي ، كما ترشح الممثل القدير “جون فويت” عن هذا الفيلم لجائزتي الأوسكار وجولدن جلوب كأفضل ممثل في دور مساعد. جدير بالذكر أن الممثل القدير”جون فويت” هو والد النجمة المتألقة “أنجيلينا جولي”.

جيمي فوكس في شخصية المغني الشهير راي تشارلز في فيلم Ray عام 2004
جيمي فوكس وجائزة الأوسكار عن فيلم Ray في حفل الأوسكار عام 2005

عام 2004 هو عام المجد العظيم للنجم “جيمي فوكس” حيث بدأه بالفيلم الرومانسي الكوميدي Breakin’ All the Rules والذي يجسد فيه شخصية “كوينسي واتسون” المحرر الصحفي الذي يمر بوقتٍ عصيب بعدما هجرته خطيبته “هيلين” (الممثلة بيانكا لوسون) ، ويقرر ترك وظيفته كمحرر ويقرر تأليف كتاب حول كيفية إنهاء العلاقات العاطفية ، وعندما يصدر الكتاب بالأسواق يحقق أعلى مبيعات ويكتسب الكتاب شهرة واسعة بالمجتمع الأمريكي وهو ما يتسبب في جلب المشاكل له حيث تصبح أفكار كتاب “واتسون” ملهمة لابن عمه “إيفان” (الممثل موريس تشاستنَت) الذي يهجر حبيبته “نيكي” (الممثلة السمراء الحسناء “يونيون جابرييل”) التي تقع لاحقاً في علاقة حب مع “واتسون”.

ثم يشارك “فوكس” النجم “توم كروز” في فيلم Collateral الذي تألق فيه “فوكس” بآدائه لشخصية “ماكس” سائق التاكسي الذي يتورط مع القاتل المأجور “فنسنت” (توم كروز) في رحلات داخل المدينة لتنفيذ عمليات قتل متسلسلة لأشخاصٍ محددين سلفاً ، حتى يأتي موعد “فنسنت” لقتل المدعية الفيدرالية “آني فاريل” (الممثلة “جادا بينكيت سميث” زوجة النجم “ويل سميث”) التي تمثل المدعي العام للولايات المتحدة عن منطقة وسط كاليفورنيا ، وهي التي كانت قد تعرفت من قبل إلى “ماكس” وأعجبت به وبذكائه عندما كان يقلها إلى عملها بسيارة التاكسي ، ويتفانى “ماكس” من أجل إنقاذ “آني” وينجح في نهاية الأمر . ترشح “جيمي فوكس” عن آدائه البارع بهذا الفيلم لجوائز الأوسكار وجولدن جلوب و BAFTA كأفضل ممثل في دور مساعد. تكلف إنتاج هذا الفيلم 65 مليون دولار وجمع عالمياً أكثر من 220 مليون دولار.     

ثم يختتم “جيمي فوكس” عام 2004 بواحدٍ من أفضل أدواره على الإطلاق في عمل سينمائي مأخوذ عن القصة الحقيقية لحياة الموسيقي والمطرب الأمريكي الشهير والكفيف “راي تشارلز” وذلك في فيلم Ray ، ويتألق “فوكس” في آداء تلك الشخصية الأسطورية وتتألق كذلك الممثلة السمراء “شارون وارين” في آداء شخصية “أريثا روبنسون” والدة “راي تشارلز” الذي فقد بصره وهو في التاسعة من عمره ، وهو الذي شاهد في طفولته شقيقه وهو يموت غرقاً ولم يستطع أن ينقذه ، وتدعمه والدته وتحاول أن تحرره من الشعور بالذنب تجاه أخيه الذي مات غرقاً ، ويناضل “راي” في مجال الموسيقى والغناء ليحظى بالفرصة الصحيحة التي تقدمه للجمهور الأمريكي ويبدأ تألقه وإبداعه في مجال الموسيقى والغناء من مدينة “سياتل” الأمريكية وتتسع شهرته عاماً بعد عام حتى أصبح ملك موسيقى الروح Soul Music وملهماً لأجيال الفنانين الأمريكيين ، ولكنه أثناء مشوار صعوده الفني يتورط في إدمان المخدرات ويصبح نضاله للتخلص من هذا الإدمان هو المعركة الكبرى ، وينجح في نهاية المطاف في معركته ضد الإدمان بدعم وحب من زوجته الوفية والصبورة “ديللا” (الممثلة السمراء “كيري واشنطن”) . ترشح هذا الفيلم لست جوائز أوسكار ، وقد فاز “جيمي فوكس” عن آدائه الرائع بهذا الفيلم بجوائز الأوسكار وجولدن جلوب و BAFTA كأفضل ممثل في دور رئيسي. تكلف إنتاج هذا الفيلم 40 مليون دولار وجمع عالمياً حوالي 124 مليون دولار.

جيمي فوكس مع نجمة الغناء بيونسيه في فيلم Dreamgirls عام 2006

في عام 2006 يشارك “فوكس” كلٍ من النجم الأسمر الكوميدي “إدي ميرفي” ونجمة الغناء العالمية “بيونسيه” والممثلة السمراء “جينيفر هَدسون” في فيلم Dreamgirls ويجسد فيه “فوكس” شخصية “كورتيس تايلور” المدير الناجح والمبدع مع فرقة Dreamettes الموسيقية الغنائية والمكونة من ثلاث نساء هن “دينا” (بيونسيه) و”إيفي” (جينيفر هَدسون) و”لوريل” (أنيكا نوني روز) ، وينجح مدير الفرقة “تايلور” (جيمي فوكس) بالوصول بهن (الثلاث فنانات) إلى دائرة الشهرة والأضواء حتى يصبحن فرقة الغناء الاحتياطية والبديلة لنجم أمريكا “جيمس إيرلي” (إدي ميرفي) ، والرسالة الواضحة من الفيلم هي أن الشهرة لها جوانبها السيئة ولها ثمن مؤلم وهو أن نجوم جدد تدخل المجال الفني لتُخرج نجوماً سابقين. ترشح هذا الفيلم لثماني جوائز أوسكار فاز منها بجائزتين الأولى للممثلة “جينيفر هَدسون” كأفضل ممثلة في دور مساعد والثانية لأفضل مكساج صوتي ، وجاء النجم “إدي ميرفي” ضمن ترشيحات الأوسكار كأفضل ممثل في دور مساعد ، كما فازت “جينيفر هَدسون” عن هذا الفيلم بجائزتي جولدن جلوب و BAFTA كأفضل ممثلة في دور مساعد ، وفاز “إدي ميرفي” بجائزة جولدن جلوب كأفضل ممثل في دور مساعد . تكلف إنتاج هذا الفيلم 70 مليون دولار وجمع عالمياً أكثر من 155 مليون دولار .

جيمي فوكس مع النجم الفلسطيني العالمي أشرف برهوم في فيلم The Kingdom عام 2007

في عام 2007 يشارك “فوكس” كل من “جينيفر جارنر” و”كريس كوبر” و”جيسون بيتمان” والممثل الفلسطيني العالمي “أشرف برهوم” في فيلم The Kingdom والذي يؤدي فيه “فوكس” دور العميل الأمريكي “رون فلوري” الذي يختار فريقاً متخصصاً للذهاب إلى المملكة العربية السعودية وتدمير خلية إرهابية مقرها “الرياض” ويلعب التباين الثقافي دوراً في إعاقة مهمة “رون فلوري” وفريقه إلا أن الضابط السعودي قائد شرطة الرياض العقيد “فارس الغازي” (أشرف برهوم) يتعاطف مع “فلوري” وفريقه ويقدم لهم دعماً غير متوقع لإتمام مهمتهم هناك.

في عام 2009 يشارك “فوكس” الممثل “جيرارد باتلر” في فيلم الأكشن Law Abiding Citizen والذي يؤدي فيه “جيمي فوكس” دور المدعي العام الجديد “نِك رايس” الذي عقد صفقة الشهادة مع أحد قتلة زوجة وإبنة “كلايد شيلتون” (جيرارد باتلر) الذي كان رجلاً مسالماً قبل مقتل إبنته وزوجته ولكنه تحول إلى منتقم شرس بعدما فشلت العدالة في القصاص من قتلة أسرته ، وبعد عشر سنوات يتم العثور على جثة القاتل الشاهد الذي عقد الصفقة مع المدعي العام “نِك رايس” ، تلك الصفقة التي أهدرت دمِ إبنة وزوجة “شيلتون” دون عقاب ، ويبدأ “شيلتون” بتهديد المدعي العام “رايس” ومنصبه ، وأن عليه تحمل عواقب نظام قانون العدالة المختل والذي يتحتم عليه إصلاحه . تكلف إنتاج هذا الفيلم 50 مليون دولار وجمع عائداً عالمياً يقترب من 130 مليون دولار.   

جيمي فوكس مع جيرارد باتلر في فيلم Law Abiding Citizen عام 2009
جيمي فوكس مع أشتون كوتشر في فيلم Valentine’s Day عام 2010

في عام 2010 يشارك “فوكس” كلٍ من “جوليا روبرتس” و”برادلي كوبر” و”جيسيكا ألبا” و”جيسيكا بيل” و”جينيفر جارنر” و”آن هيثواي” و”كوين لطيفة” والممثلتين القديرتين “شيرلي ماكلين” و”كاتي بيتس” والممثلة الصاعدة آنذاك إبنة شقيق النجمة جوليا روبرتس “إيما روبرتس” وذلك في الفيلم الرومانسي الكوميدي Valentine’s Day ويلعب فيه “فوكس” دور المراسل الرياضي “كيلفن موور” الذي أبدت مسئولة الدعاية لأحد نجوم كرة القدم “كارا موناهان” (جيسيكا بيل) اهتماماً به ، وبينما “كارا” تنظم حفلها السنوي المعتاد بعنوان “أنا أكره عيد الحب” I Hate Valentine Day  كان “كيلفن” مكلفاً من رئيسته في العمل “سوزان موراليز” (كاتي بيتس) بعمل تقرير عن “عيد الحب” ، وهو الذي يشارك “كارا” في كراهية “عيد الحب”. تكلف إنتاج هذا الفيلم 52 مليون دولار وجمع عالمياً أكثر من 216 مليون دولار.

جيمي فوكس مع كريستوف وولتز في فيلم Django Unchained عام 2012
جيمي فوكس مع شانينج تيتام في فيلم White House Down عام 2013

ويستمر “فوكس” في تألقه وتنوع أدواره السينمائية حيث يقدم عام 2011 دوراً كوميدياً رائعاً رغم أن ظهوره على الشاشة محدود وذلك في الفيلم الكوميدي Horrible Bosses والذي يشارك في نسخته الثانية عام 2014.

جيمي فوكس في الفيلم الكوميدي Horrible Bosses الجزء الثاني عام 2014
جيمي فوكس في مشهد من فيلم Annie عام 2014

وفي عام 2012 يقدم “فوكس” واحداً من أدواره الرائعة في فيلم Django Unchained مع المخرج والكاتب العبقري “كوينتين تارانتينو” وبمشاركة كلٍ من “ليوناردو دي كابريو” و”كريستوف وولتز” و”صامويل إل جاكسون” و”كيري واشنطن” وهو الفيلم الذي ترشح لخمس جوائز أوسكار فاز منها بجائزتين إحداهما كانت للممثل “كريستوف وولتز” كأفضل ممثل في دور مساعد والأخرى كانت لسيناريست الفيلم “تارانتينو” كأفضل سيناريو ، كما فاز “كريستوف وولتز” عن هذا الفيلم بجائزتي جولدن جلوب و BAFTA كأفضل ممثل في دور مساعد وكذلك فاز “تارانتينو” بنفس الجائزتين كأفضل سيناريو ، وقد تكلف إنتاج الفيلم 100 مليون دولار وجمع عالمياً أكثر من 425 مليون دولار. ثم يؤدي “فوكس” عام 2013 شخصية الرئيس الأمريكي “سوير” المهدد بالقتل إثر هجوم إرهابي على البيت الأبيض بمشاركة النجم الشاب “شانينج تيتام” والممثل القدير “جيمس وودز” وذلك في فيلم White House Down وهو الفيلم الذي تكلف إنتاجه 150 مليون دولار وجمع عالمياً أكثر من 205 مليون دولار.

جيمي فوكس مع كيفِن سبيسي في فيلم Baby Driver عام 2017
جيمي فوكس في مشهد من فيلم Robin Hood عام 2018

وفي 2014 يشارك “كاميرون دياز” في فيلم Annie ثم في 2017 يلعب شخصية “فنسينت” في فيلم الأكشن Sleepless ، ويشارك بنفس العام النجم “كيفن سبيسي” في فيلم Baby Driver ثم يقدم فيلم Robin Hood عام 2018 .

جيمي فوكس في فيلم Just Mercy عام 2019
شخصية جو التي يؤديها جيمي فوكس بصوته في فيلم الأنيميشن Soul إنتاج 2020

وفي عام 2019 يلعب شخصيتين مختلفتين في فيلم Just Mercy ، وينتظر جمهور “فوكس” فيلمين جديدين له هذا العام ، الأول هو فيلم Project Power والثاني فيلم الأنيميشن Soul الذي يشارك فيه بصوته ، وقد إنتهى “فوكس” من تصوير الفيلم الأول وتسجيل الصوت للفيلم الثاني وأصبحا جاهزين للعرض.

Dr.TarekOraby@gmail.com

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.