سر صحبة “حليم” لكمال الطويل فى فيلم “إسماعيل ياسين”!
كان بين الفنانيين زمان علاقة أقرب إلى الأخوة الصادقة، يعيشون طوال أيام التصوير علاقات صداقة بريئة، وزمالة محترمة، بعيدة عن المصالح الضيقة، والمنافع المؤقتة، والشوائب المكدرة، علاقة قائمة على الثقة والمودة والبساطة، أساسها الصدق وفروعها الكلمة الطيبة وإحسان الظن والألفة، لهذا كانوا يجتمعون دائما فى بداية أي فيلم أونهايته ليأخذون مع بعضهم صورة تذكارية أو ” سيلفي” بلغتنا الآن.
كتبت : صبا أحمد
كانت العلاقة بين المطرب الراحل “عبدالحليم حافظ”، وملك الكوميديا “إسماعيل ياسين” علاقة خاصة جدا، مليئة بالحب والاحترام، والتقدير، ورغم أنهما لم يلتقيا في أية أعمال فنية، لكن كان كلا منهما يقدر موهبة الآخر، لهذا كان العندليب ضيفا دائما فى معظم حفلات عيد ميلاد “ياسين” إبن “إسماعيل ياسين”، وتقديرا لفن وجماهيرية “إسماعيل ياسين” وحرصه على أن يعلم الجميع مقدار حبه لنجم مصر الكوميدي وافق “حليم” أن يكون ضيف شرف فيلمه “إسماعيل ياسين بوليس سري”، إخراج “فطين عبدالوهاب”، خاصة أن البعض كان يردد وقتها أن “العندليب” يستبعد “إسماعيل” من أفلامه لأنه كان عنصرا مشتركا في أفلام منافسه “فريد الأطرش”.
لهذا عندما طلب منه المخرج “فطين عبدالوهاب” الظهور كضيف شرف فى الفيلم رحب على الفور لأنه وجدها مناسبة ليؤكد للجميع حبه لـ”سمعه”، وليس هذا فقط فقد سمح له أن يغني في الفيلم أغنيته الشهيرة “في يوم من الأيام” وبالتحديد “الكوبليه” الأول منها، وبعد هذا “الكوبليه” يقدم “إسماعيل” مجموعة من النكت، وفى هذا جرأة من العندليب، لأن البعض يمكن أن يعتقد أن “إسماعيل ياسين” يسخر من الأغنية الدرامية التى كانت أغنية الموسم فى هذا الوقت، خاصة أن المخرج “فطين عبدالوهاب” صور البنات فى الملهى الذي يغني فيه “إسماعيل” وهن يبكون ويمسحون دموعهم بالمناديل، كما تفعل كثيرات منهن فى الواقع عندما يغني “حليم”.
المثير والرائع أن يوم تصوير الفيلم أصطحب العندليب صديقه وملحن الأغنية الموسيقار “كمال الطويل” ليشرف بنفسه على تسجيل المقطع الأول للأغنية الذي يغنيه الفنان الكوميدي حتى يغنيها بصورة صحيحة وسليمة، ورفض “الطويل” الظهور في الفيلم، فأحضر “فطين” النجم “أحمد مظهر” والفنان القدير “محمد توفيق” وجلس الثلاثة فى الملهى يستمعون إلى غناء “إسماعيل”.
والصورة التى ننشرها اليوم فى باب “سيلفي النجوم” يظهر فيها إسماعيل ياسين، وعبدالحليم حافظ، وكمال الطويل، وفطين عبدالوهاب، هكذا كان الفن زمان، مجاملات وروح جميلة بين النجوم، وفي نفس الوقت حرص على دقة العمل، لهذا عاشت معظم الأعمال القديمة ومازالت فى أذهان ووجدان الجمهور.