ويتنهي سؤال فاتن “أشكي لمين؟”
بقلم : سامي فريد
لكننا كنا نحبها رغم كل ذلك.. رغم ما قد يعتقده البعض من سهولتها.. أو من تسطيحها للأمور.. أو لكتابة قصص بعض أفلامها وكل موافقتها تعتمد على الصدفة وكأنها الحل المعجزة.. ومع هذا كله كنا نحبها لصراحتها ووضوحها، ولأنها سينما كانت تعلى شأن الهدف الأخلاقي وتجعله ينتصر في النهاية.. ودائما لينتصر معه المظلوم وينكسر قلب الظالم.
من هذه السينما.. سينما الأربعينات والخمسينات حتى مطلع الستينات كان هذا الفيلم “أشكي لمين” قصة وسيناريو وحوار وإخراج.. وبل وبعض التمثيل فيه أيضا.. كل هذا للفنان إبراهيم عمارة.
وأسأل أي متفرج من جمهور هذه السينما من فيلم فيلم يكون أبطاله فاتن حمامة وشادية وعماد حمدي ومحسن سرحان وفريد شوقي وعبدالعزيز أحمد ومني.. ولا ننسى أن نضيف أن مع فريد شوقي ولابد ستكون راقصته وكبارية وبعض المساعدين الأشرار.
أسأل أيا من جماهير هذه السينما كيف سيكون مضمون هذا الفيلم وعلى الفور سيتوقع وسيحكي لك عن ذلك الصراع بين الظالم والمظلوم.. بين الحق والباطل وبين الخير والشر..
الخير مع فاتن حمامة وشادية عماد حمدي وحسن سرحان وعبدالعزيز أحمد رغم أنه كان أحد معاوني فريد شوقي في الكبارية لكن هذا لا يهم.. ثم إبراهيم عمارة في دور خال البطلة الشيخ الوقور..
والشر.. مع فريد شوقي والراقصة والمساعدين الأشرار ومني التي تصدق فريد شوقي وتقع في براثنه.. ثم يبدأ الصراع..
لابد إذن أن تلخص الفيلم بسرعة لنرى أن الشر سيستمر يلعب اللأعيب.. وينصب شباكه ثلاثة أرباع وقت الفيلم لينتصر الخير في ربع الفيلم الأخير انتصارا ينتظره الجمهور، بل ويهتف ويصفق له مع كشف حقيقة الشرير ولكمات محسن سرحان وعمارد حمدي وخطة عبدالعزيز أحمد للإيقاع باللص والمزور فريد شوقي.
الآن إلى الفيلم:
فريد شوقي بدير أحد كباريهات القاهرة ويفرض على فاتن حمامة أن تجالس الزبائن لتشرب معهم كما هي العادة في مثل هذه الأفلام رغم أن الدور كان غريبا عليها وعلينا.. وتستعطفه فاتن فلا يستجيب حتى تقرر الهرب ويساعدها في هذا عبدالعزيز أحمد فثأر قديم بينه وبين حامد حسن (فريد شوقي) الذي غرر بابنته حتى انتحرت فأضمر الانتقام من فريد حتى يأتي الوقت المناسب..
ويساعد نادية (فاتن حمامة) في الذهاب إلى مكتب أحد المحامين ليقيم لها الدعوى على فريد شوقي بتهمة تحريضها على الفجور.. ويكسب المحامي الشريف الطيب (محسن سرحان) القضية تبرعا بأجره وتقضي المحكمة بحبس فريد شوقي 6 شهور مع غرامة 500 جنيه تدفع لنادية.. وينصحها المحامي أن تبتعد عن القاهرة عند أي من أقاربها فتتذكر خالها (إبراهيم عمارة) إمام المسجد في إحدي قري كفر الشيخ ويتذكرها الرجل الطيب بعد غياب 15 عاما عندما خالفته شقيقته المرحومة على الزواج من حامد.
ثم نبدأ في استقبالنا لأول مصادفات الفيلم.. ففي عربة القطار المسافر إلى كفر لاشيخ تلتقي نادية بعماد حمدي وهو من كفر الشيخ بل وياللعجب من نفس قرية إبراهيم عمارة خال فاتن وهو أحد مريدي الشيخ..فيبدأ التعارف والإعجاب بفاتن وخالها وهذه هي المصادفة الثانية.
ومحسن سرحان هنا هو الصديق الصدوق لعماد حمدي (رؤوف) وخطيب شقيقته شادية ليلتقي الجميع في كفر الشيخ ثم يخطب عماد حمدي فاتن بعد رفض استمر مرحلة بسبب إصابته في حرب 48 وطلاق زوجته التي رفضت أسرتها أن تستمر زوجه لرجل مريض.. لكن الأمور تتعدل مع توالي المصادفات.. وفي حفل زفاف فاتن حمامة وعماد وبحضور المحامي صديقه تخشى فاتن من المحظور أن يكشف محسن سرحان سرها مع زوج أمها وعملها في الكبارية لزوجها ليلة فرحه، لكن المحامي الشريف يدس لها ورقة تقرأها يقول فيها إن المحامي الشريف لا يكشف سر المهنة مطلقا عن أحد من موكليه فيعود الاطمئنان إلى نادية..
ثم يخرج حامد حسن (فريد) من السجن ليبدأ بحثه عن فاتن حتى يجد صورة زفافها على عماد حمدي (روؤف) فيسرع إلى اغتنام الفرصة لإفساد العلاقة بين فاتن وزوجها الثري لكن خطيب شادية محامي فاتن (نادية) يتدخل ليوقف شر حامد حسن ويبدأ صراع التحدي والكلمات أمام جمهور يكاد يموت انتظارا لانتصار المحامي الشريف القوي على حامد الشرير الوغد..
وينتصر الخير ولابد أن ينتصر.. وينتصر الحب على الفساد والشر ويظهر في الوقت المناسب عبدالعزيز احمد ما كان يخفيه ويعده من أوراق تحمل توقيع فريد شوقي وكلها تدينه ليعود إلى السجن مرة أخرى فلا تنفعه علاقته بالراقصات ولا شلة الأشرار يفرح جمهور السينما سعيدا في النهاية بهذه النهاية السعيدة.
والفيلم من إنتاج آسيا.. أما مساعد المخرج هذا الفيلم فكان ويا اللعجب المخرج أو مساعد المخرج في ذلك الوقت حسن الصيفي.