كتب : مروان محمد
ربما عبر (معتصم النهار) عن عدم رضائه الكامل عن مسلسل (أحلى أيام) على الرغم من أنه قدم لوحات كوميدية لطيفة إلى حد ما، حيث اعتمدت على التلقائية والبساطة، لكن اتضح لي من المشاهدة أن لديه كل الحق، فقد شاب الأحداث قدر كبير من السذاجة، جراء قصة غير متقنة من جانب بطل العمل (طلال مارديني)، وربما لظروف التصوير في ظل كورنا أخفق المخرج (سيف شيخ نجيب) في وضع معايير منضبطة للتحكم في أداء فريق عمل غير متجانس، خاصة أنه قام بالبطولة (معتصم النهار، طلال مارديني، مديحة كنيفاتي، روجينا، عمرو عبد العزيز، يامن الحجلي، خالد حيدر، حازم زيدان، مازن عباس، رولا شامية، ووائل زيدان) وغيرهم من نجوم يشكلون خليطا من سوريا ومصر ولبنان، لكن يبقى هنالك مشهد يعتبر (ماستر سين) في هذا المسلسل، وهو محاولة التباطوء من جانب (أبو درغام) في الصحراء لمنح صديقه (لوئ) فرصة الانفراد بصديقته الروسية، وقد جاء المشهد على النحو التالي:
تعمد (يامن الحجلي) الذي يلعب دور (يزن) أو (أبو درغام) أن يضلل أصحابه في صحراء أبو ظبي في أثناء رحلة السفاري التي قاموا بها حتى يخلو الجو لـ (معتصم النهار) الذي يجسد شخصية النصاب الكبير (لؤي) في بيت (غسان) الممثل الذي يلعبه (طلال مارديني) بعد أن تحايل على زوجته (مقبولة) التي تلعب دورها (مديحة كنيفاتي).
بعد أن توقفت السيارات في أحد الأماكن الصحراوية المجهولة اقترب (غسان) من أبو درغام متسائلا قائلا : أبو درغام طمني؟
(أبو درغام) يرد : ياسلام هاي هى القرنة اللي بدي إياها.. قلبي انشرحلها !.
غسان : أيوه بس بدي اسألك سؤال: ازاي نقعد هون .. كلها رمل؟
أبو درغام موجها كلامه لغسان : يا (أبو شام) انت لاتناقشي في هاي التفاصيل .. أنا في الصحاري باعرف أكتر منك.. هون الأرض رطبة .. يعني مافي حييايا (ثعابين) ولا عقارب .. هونيك والله بياكلونا أكل (يقصد المكان الذي تركوه، ولا يعلم غسان أنها خدعة من أبو درغام في إطار فخ المتاهة الذي نصبه مع لؤي حتى يخلو له الجو).
رامي مدير أعمال غسان والذي لعب دوره (عمرو عبد العزيز) موجها كلامه لأبو درغام : لو سمحت عندي سؤال واحد رفيع : من الآخر .. حنقعد هنا ولا حنمشي من هنا؟
يرد أبو درغام بعصبية : أنا شو صارلي ساعة باقول؟
يتدخل فريد (منذر أبو رواس) : ياشباب لو سمحتوا حبيباتي مش قدام النسوان!
تسأل مقبولة أبو درغام : يعني هيك مرتاح ..هنقعد هون هلا.. نفرد أغراضنا؟
يرد أبو درغام: أيو افردوا أغراضكم.
رامي : حاضر حاضر .. حنجيب الأغراض.
أبو درغام : يلا ظبطولنا اللحمة.
الأستاذ عدنان (وائل زيدان) : حابب أقول كلمة بهالمناسبة السعيدة: يلا كلكم انطلقوا في هالمكان!.
أبو درغام : يلا أستاذ عدنان .. يلا.
تنتقل الكاميرا إلي دمشق حيث يجلس (طارق) أستاذ الجامعة الذي لعب دوره (حازم زيدان) ليرد على موبايل (رشا) الطالبة النصابة التي تجسدها (جيانا عنيد)، في محاولة لابتزازه بطلب مليوني ليرة سوري لحل أزمة والدها الذي سيمنعها من الاستمرارفي الجامعة هى وشيقيها بحسب ادعائها!.
طارق لرشا : ألو شو فيه قلقتيني.. لك انتي وينك مخفية صارلك كام يوم؟
رشا ترد على طارق: من شان الله طارق لاتزيدها على .. المصايب راح تنزل فوق راسي.
طارق : خير شو فيه؟
رشا : مابقدر أحكيلك هلا .. باخاف أحد عم يسمعني.. أنا خلاص لازم أترك الجامعة ، ثم بصوت خفيض وفي تحايل واضح تقول بأن والدها سيجبرها على ترك الجامعة: أهلى واقعين في مشكلة وبدي مليونين ليرة سوري لحل المشكلة!
طارق : شو مليونين .. ليش مليونين .. قديش معك وقت حتى تأمنيهم .. أسبوع كيف تقدري تأمنيهم في أسبوع .. خلاص أنا باعطيك اياهم.. أنا بأمنهم لك.
ثم تنتقل الكاميرا إلى بيت غسان حيث ينعم (لوي) بوقته مع صديقته الروسية، حتى تظهر (رولا) فجأة مقتحمة المنزل وتسأل عن صديقتها مقبولة فتربك كل خططه، فيرد عليها (لؤي) بارتباك : مو موجدة .. راحت تعمب سفاري مع زوجها وباق الأصحاب.
تجلس رولا قائلا : انت لوحدك هون .. جميل كده نقضي السهرة مع بعض، أنا ماصدقت انك وحدك هون.
لؤي يأخدها ويدفع بها في غرفة (أبو درغام)، ويعطيها منوم حتى لا تكشف أمره في الاختلاء بصديقته الروسية.
تعود الكاميرا إلى رحلة السفاري، حيث يجلس الجميع مشغولا بالشواء بينما يشكو الأستاذ عدنان قائلا : ياريت كنت جبت معي ساندويشة بطاطا .. يا جماعة والله جوعان .. بدي أكلها نية .. اعتبروني بسه (قطة) .. الله يخليكم جوعان.
يصرخ أبو درغام في غسان : اعطيه سيخ أحسن ما احط هالسيخ في عينه.
في خلفية المشهد يشكو كل من (فريد ورامي) جوعهما أيضا فقد تأخر الشواء كثيرا، وهم لا يعلمون جميعا أن خطة خبيثة من (أبو درغام) لتعطليهم أكبر وقت ممكن بحسب اتفاقه مع لؤي.
أبو درغام ينشغل بالشواء في بطئ شديد لاكتساب مزيد من الوقت، بينما غسان يقدم سيخا من الذرة الساخنة لزوجته مقبولة في محاولة لاحتواء غضبها جراء تلك الرحلة.
وفي النهاية يقرر الجميع مغادرة المكان والعودة ، لكن (أبو درغام يصر) على التأخير في محاولة لكسب مزيد من الوقت طالبا براد شاي يشربه، ثم يقرر فجأة برغبته في المغادرة فيتهلل الجميع فرحا وكأنه فك أسرهم جميعا فيعودون ليكتشفوا مأساة رولا التي راحت في غيبوبة بسب المنوم الذي أعطاه إياها الشرير (لؤي) الذي ظل ينصب ويحيك المؤامرات طوال الوقت بخبث ودهاء.