محمد سلطان وفايزة أحمد يغيران “رسالة من سيدة حاقدة” !
المطرب الحقيقي يمتلك حساً استثنائياً بالكلمة التي يغنيها، فهي لابد أن تتسرب إلى أعماقه، وتذوب في وجدانه، ويجب ألا تكون زائدة، أو مكررة ،أو ثقيلة على الأذن، وإلا رفضها على الفور وطلب من الشاعر مؤلف الأغنية تغيير هذه الكلمة أو ذلك المقطع، فى هذا الباب سنتوقف مع بعض الأغنيات التى تم تغيير بعض كلماتها، أو حذفها.
كتبت: سما أحمد
من أجمل القصائد المغناة في حقبة السبعينات، هذه الحقبة التى احتفت بالشاعر السوري الكبير “نزار قباني”، قصيدة “رسالة من إمرأة” التى كتبها شاعرنا الكبير، ولحنها بشكل متميز جدا الموسيقار “محمد سلطان”، وأداتها بعذوبة شديدة وصدق حقيقي صوت الكروان “فايزة أحمد”، ومؤخرا أعادت غنائها مطربتنا الحساسة، صاحبة أصدق حنجرة “أنغام”.
هذه القصيدة تم تغيير وحذف كثير من كلماتها، وهذه التغييرات طالت حتى العنوان فمن المعروف أن عنوانها الأصلي “رسالة من سيدة حاقدة” كما كتبها “نزار قباني”، وقد تم كل هذه التغييرات كما صرح لي صديقي الموسيقار الكبير “محمد سلطان” بموافقة شاعر القصيدة، وأضاف “نزار قباني” إلى القصيدة جملة “يا من على جسر الدموع تركتني، أنا لست أبكي منك، بل أبكي عليك” فهذه الجملة غير موجودة فى نص القصيدة الأصلي.
واستبدل “سلطان” كلمة “ندل” فى “لا تعتذر يا ندل ولا تتأسف”، بكلمة “أبدا” وغنت”فايزة” “لا تعتذر أبدا ولا تتأسف”، وكذلك كلمة “يا دنى” فى “ماذا لو أنك يا دنى قد أخبرتنى” بـ “يا رفيق العمر” وغنت :”ماذا لو أنك يا رفيق العمر قد أخبرتنى”.
وعندما وصلت مطربتنا لجملة: “فجميع ما وشوشتنى أيام كنت تحبنى من أننى بيت الفراشة مسكنى وغدى انفراط السوسنى”، حذفت جملة :”بيت الفراشة مسكنى وغدى انفراط السوسنى”، كما حذفت أيضا جملة: “وذللتنى ونفضتنى كذبابة عن عارضيك”، وغيرت كلمة “وأهنتنى”، إلى “ونسيتنى” فى جملة :”ونسيتنى من بعد ما كنت أنا الضياء بناظريك”.
كما تم حذف الجملة التالية لجملة لا تعتذر فهى كانت “فالأثم يحصد حاجبيك” ونظرا لصعوبة غنائه وابتعاد النص الشعري عن الرومانسية الحالمة التى سادته، رغم القسوة فى الفعل ونتائجه فيه، فتم حذفه، كما تم تغيير حرف العطف “الواو” في “وخطوط أحمرها ” ليستبدل بـ”فاء” السببية، فجعلها “فخطوط أحمرها”.
وإليكم كلمات القصيدة كاملة كما كتبها الشاعر الرائع “نزار قباني”، مع تلوين الكلمات المحذوفة باللون الأحمر، كعادة هذا الباب:
لا تدخلي .. لا
وسددت في وجهي الطريق بمرفقيك
وزعمت لي، أن الرفاق أتوا إليك
أهُمُ الرفاق أتوا إليك ؟ أم أن سيدة لديك
تحتل بعدي ساعديك ؟
وصرخت محتدماً : ” قفي” !!
والريح تمضغ معطفي
والذل يكسو موقفي
لا تعتذر ، يا نذل ، لا تتأسف
أنا لست آسفة عليك ..
لكن على قلبي الوفي
قلبي الذي لم تعرفِ ..
يا من على جسر الدموع تركتني
انا لست ابكي منك، بل ابكي عليك ..
ماذا ؟ لو أنك يا رفيق العمر
قد اخبرتني أني أنتهى أمري لديك ؟
فجميعُ ما وشوشتني ..أيام كنت تحبني ..
من أنني بيت الفراشة مسكني
وغدى انفراط السوسن
أنكرته أصلا كما أنكرتني
قد بعته .. في لحظتين وبعتني
لا تعتذر .. لا لا تعتذر
فالأثم يحصُدُ حاجبيك
وخطوط أحمرها .. تصيحُ بوجنتيك
ورباطك “المشدوه” المزعورُ ..
يفضحُ مالديك .. ومن لديك
يا من وقفتُ دمي عليك
وذللتني .. ونفضتني
كذبابة عن عارضيك
ودعوت سيدةً إليك
“وأهنتني” ونسيتني ..
من بعد ما كنت الضياء بناظريك
أنا لست آسفة عليك، لكن على قلبي الوفي
قلبي الذي لم تعرفِ ..
يا من على جسر الدموع تركتني
انا لست ابكي منك، بل ابكي عليك ..
أني أراها في جوار الموقِدِ
أخذت هنالك مقعدي ..
في الركن ذات المقعد..
وأراك تمنحها يداً ..
مثلوجةً ..ذات اليدِ ..
ستُردَّدُ القصص التي أسمعتني
ولسوف تخبرها بما أخبرتني..
وسترفع الكأس التي جرعتني
كأساً بها سممتني ..
حتى إذا عادت إليك
“لترود” ــ نشوى ــ بموعدها الهني..
أخبرتها .. أن الرفاق أتوا إليك
وأضعت رونقها كما ضيعتني
أنا لست آسفة عليك ..لكن على قلبي الوفي
قلبي الذي لم تعرف،يا من على جسر الدموع تركتني
انا لست ابكي منك، بل ابكي عليك.