سر رفض”صلاح أبوسيف” العمل مع عبدالحليم حافظ !
كان بين الفنانيين زمان علاقة أقرب إلى الأخوة الصادقة، يعيشون طوال أيام التصوير علاقات صداقة بريئة، وزمالة محترمة، بعيدة عن المصالح الضيقة، والمنافع المؤقتة، والشوائب المكدرة، علاقة قائمة على الثقة والمودة والبساطة، أساسها الصدق وفروعها الكلمة الطيبة وإحسان الظن والألفة، لهذا كانوا يجتمعون دائما فى بداية أي فيلم أونهايته ليأخذون مع بعضهم صورة تذكارية أو ” سيلفي” بلغتنا الآن
كتبت : صبا أحمد
في حياة كل منا “وهم كبيرة اسمه الحب الأول: “هذه الجملة هى مفتاح رواية “الوسادة الخالية” التى نشرت كحلقات مسلسلة فى مجلة “روزاليوسف” عام 1955، وناقش فيها الكاتب الكبير “إحسان عبدالقدوس” قضية “الحب الأول” فى حياة كل منا، ونالت الرواية إعجاب العندليب الأسمر “عبدالحليم حافظ”، كما نالت أيضا إعجاب المنتج السينمائي الشهير “رمسيس نجيب” فقام بشرائها من كاتبها، لتكون باكورة أعمال زوجته الوجه الجديد “لبنى عبدالعزيز” خريجة الجامعة الأميريكية، ومذيعة الأطفال الشهيرة فى البرنامج الأوروبي.
وذهب بها المنتج إلى المخرج “صلاح أبوسيف” لكنه اعترض على بطولة “حليم” للفيلم لأن بطل الرواية يتمتع بجسد رياضي، كما أنه يشرب ويسكر كتيرا، كما أنه أيضا يشتغل مهندس، وبالتالي لا يصلح “حليم” لهذا الدور، لأنه لا ينطبق عليه مواصفات بطل الرواية، كما أن الدور لا يحتاج للغناء، وحليم لابد أن يعني ويسعد جمهوره الذي دخل السينما خصيصا من أجل الاستماع إليه.
لكن “حليم” أصر على تقديم الرواية وقال لـ”أبوسيف”: يا أستاذ “صلاح” حضرتك عمرك ما غنيت وأنت واقف أمام المرايا بتحلق ذقنك، فقال له: بيحصل ساعات!، فقال له: مالك ومال الغناء أنت مخرج؟! ففهم “أبوسيف” ما يقصده المطرب الشاب، الذي أستكمل كلامه قائلا: الدكاترة أو المهندسين كلهم وهم مع زملائهم وأصدقائهم بيغنوا، وهم فى ساعات صفوهم بيغنوا، وهم في الحمام بيغنوا، فالغناء ليس حكرا على المطربين فقط، ده احنا أقل ناس بتغني في بيوتنا!
استطاع “حليم” بذكائه أن يقنع “أبوسيف” بوجهة نظره، وبدؤا جلسات عمل تجهيز الفيلم، وعزمهم الكاتب “إحسان عبدالقدوس” فى منزله وكانت هذه الصورة التى ننشرها اليوم في باب “سيلفي النجوم” وهى تجمع بين “إحسان عبدالقدوس، والعندليب الأسمر، وصلاح أبوسيف، ولبنى عبدالعزيز، وزهرة العلا” أبطال فيلم “الوسادة الخالية”.
جدير بالذكر أن هذا الفيلم كان بداية التعاون بين “حليم” والموسيقار العبقري “بليغ حمدي” فى لحن “تخونوه”، كلمات إسماعيل الحبروك، والذي كان مقررا أن تغنيه القيثارة “ليلى مراد”، لكن “المطرب الشاب” بمجرد الاستماع إليه قرر حجزه لنفسه وتأميم الملحن الشاب “بليغ حمدي”، الذى استأذن الست “ليلى مراد” بسحب اللحن منها، وأعطاه للعندليب الأسمر.
وعرض الفيلم في شهر أكتوبر عام 1957 وحقق نجاحا كبيرا، ومازال واحد من أنجح أفلام العندليب الأسمر، وكان سببا فى دخول “لبنى عبدالعزيز” عالم الفن، وغنى فيه “حليم” مجموعة جميلة من أغنياته مثل (أول مرة تحب يا قلبي، مشغول وحياتك، تخونوه، في يوم من الأيام).