كتب : أحمد السماحي
بعد أن صال وجال فى دور “منصور بك التابع”، وقدم أدائا ساحرا مليئ بالمتناقضات البشرية ما بين حب وكره، ضعف وقوة في مسلسل “الخوابي” الذي عرض في شهر رمضان 2020، يستعد النجم العربي الكبير، وفارس الدراما الأردنية “محمد العبادي” لتقديم أكثر من عمل درامي لشهر رمضان 2021، أول هذه الأعمال التى سيتم تصويرها بعد أجازة عيد الأضحى المبارك بعنوان “يلاقي عندك شغل”، والذي يخوض من خلاله تجربة التمثيل الكوميدي لأول مرة، رغم مشواره الطويل في عالم الدراما التليفزيونية، وهو حلقات متصلة منفصلة عن يوميات أسرة أردنية معاصرة.
المسلسل الثاني “ثمن الجديلة” من تأليفه وبطولته، وإخراج “محمد طواله”، وإنتاج تليفزيون الكويت، وهذا العمل كان من المقرر إنتاجه لشهر رمضان “2020” لكن ظهور فيروس “كورونا” المستجد، فرض تجميد مختلف الأنشطة الفنية في العديد من الدول حول العالم، لهذا تم تأجيل تصويره وعرضه للعام القادم، ومن المعروف أن “العبادي” ليس غريبا عن الكتابة فقدم من قبل العديد من الأعمال الفنية من تأليفه التى حققت نجاحا كبيرا، مثل “باب العمود، حدث في المعمورة، والسقاية” وغيرها.
المسلسل الثالث هو “جلمود الصحاري” الذي انتهى من تصويره بالفعل، وكان من المقرر عرضه في رمضان الماضي، لكن لظروف خارجة عن إرادتهم رأت الشركة المنتجة – عصام حجاوي – تأجيله لرمضان القادم، ويجسد فيه “العبادي” دور الشيخ “طراد” شيخ القبيلة الذي يرفض دخول الكهرباء قبيلته حتى لا تتغير معالمها، ويصر على أن يبقيها على حالها، فى الوقت الذي يقتل ابنه بالخطأ من إحدى القبائل المجاورة، فتتأزم الأمور بين القبيلتين، ويطالب بثأره، ومقابل مقتل ابنه يزوج ابنه “جلمود” لـ”صحاري” بنت شيخ القبيلة الأخرى التي قتلت ولده، هذه الفتاة المتعلمة التى تجد نفسها مغصوبة على الزواج من “جلمود” كشرط من شروط الصلح بين القبيلتين حسب التقاليد والعادات البدوية، فالعادات والتقاليد حسب “الغرة” تقول أنه لابد أن تتزوج واحدة من القبيلة التى تسببت فى القتل شاب من القبيلة الأخرى حتى تنجب له ولدا بديلا عن الشاب أو الرجل الذي قتل، وتدور باقي الأحداث التى تشهد كثير من الأحداث المتلاحقة الساخنة.
المسلسل الرابع بعنوان “لعبة الإنتقام” التى تدور أحداثه ما بين القرية والمدينة ويجسد فيه “العبادي” دور رجل ثري يمتلك شركة كبيرة في عمان، هذه الشركة تديرها ابنته المحامية، وتدور أحداث كبيرة داخل هذه الشركة ما بين تجارية وإجتماعية.
الفنان الأردني الكبير “محمد العبادي” أكد لـ “شهريار النجوم” سعادته البالغة بهذا النشاط الفني، وبالأعمال الجيدة التى سيقوم ببطولتها، والتى يخوض في أحداها تجربة الكوميديا لأول مرة.
وأعرب عن قلقه وخوفه من خوض تجربة الكوميديا، لكن هذا الشعور، يعطيه حافزا قويا لخوض التجربة، وبإذن الله يحقق العمل نجاحا كبيرا، وتلتف حوله الأسرة العربية التى يعبر عنها مسلسل “يلاقي عندك شغل”.
جدير بالذكر أن آخر أعمال “العبادي” كان فى شهر رمضان الماضي من خلال مسلسل “الخوابي” إنتاج “عصام حجاوي”، تأليف “وفاء بكر”، إخراج “محمد علوان” وشاركه البطولة النجم “إياد نصار، عبير عيسى، سهير فهد، محمد الضمور”، وغيرهم من نجوم الدراما الأردنية.
دارت أحداث المسلسل في قرية فلسطينية قبل الانتداب البريطاني وقبل وعد بلفور، حيث قدم العمل مجموعة مختلفة من قصص الريف الفلسطيني، متناولا العديد من القيم الإنسانية والتاريخية التي مر بها الإنسان العربي والأردني على الأخص.
وفي هذا العمل أمتعنا “العبادي” بتنقله الساحر بين مختلف الأحاسيس والمشاعر، وقدم الشخصية بمنتهى العناية والدقة والفهم العميق المتطور الواعي، حيث جسد دور”منصور بك التابع” الشخص القوي الذي تهابه وتحبه كل قريته، والذي لديه دائما الخطة البديلة عكس ابنه “شديد”، والذي يربي أحفاده على أن يكونوا بـ “قلب ديب وعقل تعلب”!.
ورغم قوة ومهابة “منصور التابع”، لكنه رفع الراية البيضا أمام محراب عينيي”عاج” موطن حبه وغرامه القديم، وانتظر منها كلمة “بحبك” ولم تنطقها إلا في الحلقة الأخيرة، وكانت الموسيقى والغناء عاملا جذابا، وساعدت على دخولنا فى الحالة الرومانسية الحالمة، وكانت عيون “العبادي” رائعة مليئة بالحب والدموع والندم على عمره الذي ضاع دون أن يلمس هذا الحب.
وعندما غنت “غادة عباسي” أغنية “يا زمان مر سحابة ع العمر هاته، ولا ترميني باللي مريت فيه غيره” جعلتنا هى والمخرج “محمد علوان” نشعر بأننا نشاهد مشاهد من فيلم “تيتانك”خاصة أن “علوان” صور المشهد و”العبادي وعبير” فى مركب في الجزيرة.
وأكد هذه الحالة الرومانسية المليئة بالشجن المطرب “رامي شفيق” عندما غني: “من حلم لحلم لميت جناحي، وغنيت على كل وجع ألف موال، يا شايفني بالعتمة لا تزيد نواحي، وترمي النور قدامي بألف سؤال، لو عرفت وين بلاكي بسلم جراحي، مامشيت فوق الميه أجمع لها أرض ورمال” .
ووصل “العبادي” قمة التصاعد الدرامي الرومانسي في أدائه في الحلقة 33 حيث دار بين “منصور وعاج” هذا الحوار قبل مغادرتهما الجزيرة التى كانا يعيشان فيها …
منصور: هاتي ايديك يا “عاج” قبل ما ننزل على أرض الواقع.
عاج: بدك ترجعنى للخوابي.
منصور: أيوه يا عاج.
عاج: أخيرا عاج.
منصور: خلاص أنا ما قدرت، انتي يا “عاج” معاك سلاح أنا ما قدرت عليه، “عناب” بعده عايش بعقلك وقلبك، وأنا ما قدرت، خلاص رحلة الحلم معك انتهت، ولما نوصل “الخوابي” برمي عليك الطلاق”!.
عليك أن تتأمل عزيزي القارئ في هذا المشهد، ومشاهده الأخرى الرومانسية مع “عاج” صوت وعيون “العبادي” سيتأكد لك أنه “عملاق” وعظيم!، يشعر بكل حرف، وبكل جملة، وهذا كله يتجسد فى آه، وفي لمعة عينيه، واستخدامه لصوته، والتعبير الحركي لجسده.
من المعروف أن فارس الدراما الأردنية “محمد العبادي” أحد مؤسسي الدراما الأردنية الذي بدأ معها منذ نهاية الستينات، وقدم لها العديد من الأعمال المحفورة فى وجدان وذاكرة الجمهور العربي، أهمها “باب العمود، طرفه بن العبد، شجرة الدر وضحا وابن عجلان، الزيارة، آخر المطاف، الرحيل، أبو جعفر المنصور، الحطب والنار، الدرب الطويل، نمر بن عدوان، راعي الأوله، سجون بلا محاكم، لوحة حب، الوعد، راس غليص الجزء الثاني، توم الغره، الغريبة، المطاريد، العطش والينبوع”، وغيرها الكثير.