يا ليل يا عين .. سبب تكوين فرقة رضا

كتب : شهريار النجوم

يعتبر العرض الإستعراضي الغنائي “يا ليل يا عين”  الذي قدم عام 1956 من العروض الفارقة فى تاريخ المسرح المصري، والذي تحقق فيه للفنان الشعبي المصري الأصيل القادم من كفور مصر ونجوعها وقراها أن يعتلي أول مرة خشبة مسرح دار الأوبرا مشاركا مع فناني العاصمة، ومع كل الظروف الصعبة التى قابلها ذلك العرض، فإنه يعتبر البداية الحقيقية لتاريخ نشأة فرق الفنون الشعبية فى مصر.

وقد تم تقسيم هذا العمل الاستعراضي الكبير إلى ثلاث لوحات فنية، وتلك اللوحات قسمت وفق الخريطة الفولكلورية الشعبية لمصر، اللوحة الأولى تمثل صعيد مصر، وتقدم فيها الفنون الشعبية المنتمية إلى الوجه القبلي، اللوحة الثانية تمثل أحياء القاهرة الشعبية، وتدور أحداثها حول مواكب الصوفية وحلقات الزار وألعاب الأرجواز وخيال الظل وفرقة أبوالغيط ورقصة عرائس المولد، اللوحة الثالثة تمثل المناطق الساحلية والدلتا، وتقدم فيها الفنون الشعبية لمجتمع الصيادين والفلاحين.

جاءت فكرة العرض عندما أرادت الدولة إرسال فرقة فنية إلى الصين لتقدم فنونها الشعبية من رقصات وأغان وأزياء وموسيقى، فقامت مصلحة الفنون والتى كان يرأسها الكاتب الكبير ” يحيي حقي”، وتم اختيار القصة الأسطورية “يا ليل يا عين” لتوظيفها فنيا في استعراض مسرحي غنائي للفنون الشعبية يمثل مصر في الصين،  وقام ببطولة العرض “نعيمة عاكف، ومحمود رضا” ووضع كلمات الاستعراضات ” مرسي جميل عزيز، وفتحي قوره”، ووضع الألحان والموسيقى “إبراهيم حجاج وعبدالحليم نويره، وحالت الظروف دون عرض العمل.

 لكن شاركت مصر بهذا العرض فى مهرجان الشباب بموسكو عام 1957 ، وحقق الاستعراض نجاحا فنيا كبيرا، ولاقى إعجابا من الجماهير، وخاصة تابلوه “عروس النيل” فكان لهذا العرض المبهر، والذي يعبر عن التقاليد والعادات المصرية الأصيلة، وقد أهتمت جميع الوفود المشاركة فى هذا المهرجان بالبعثة المصرية.

جدير بالذكر أن النجاح الذي حققه “يا ليل يا عين” أدى إلى فكرة إنشاء أول فرقة للفنون الشعبية المصرية، وهنا كانت بداية الفنان “محمود رضا” عندما فكر فى تأسيس أول فرقة للفنون الشعبية فى مصر، والتى قدمت أول عرض لها في أغسطس عام 1959.