مختار عثمان .. ارستقراطي صغير رفض السينما!
بقلم : سامي فريد
لم يلتفت أحد إليه كممثل في فرقة رمسيس إلا عندما أفلست الفرقة وقرر صاحبها يوسف وهبي الانتحار فكتب وصية أوصى فيها بملابسه لعزيز عيد وبكتبه لمختار عثمان ثم بشهادته للاستاذة في فن التمثيل الإيطالي كيانتوني!!
من هو (مختار عثمان) هذا الذي كان يرفض العمل في السينما مفضلا عليها المسرح حتى اقنعه صديق أسرته الارستقراطية الصعيدية في ساحل سليم بأسيوط الاقتصادي الكبير (طلعت حرب) .. ثم صديقه الشخصي (أحمد بدرخان).
والآن.. وبعد مشوار47 عملا فنيا من يستطيع أن ينسى لمختار عثمان أدواره في أفلام مثل (نهارك سعيد) مع منير مراد وسراج منير وميمي شكيب، أو (بلبل أفندي) مع فريد الأطرش وإسماعيل يس وصباح، أو دوره في فيلم (حبي ودموع) مع فاتن حمامة وزكي رستم وأحمد رمزي ورشدي أباظة ؟!.
بل ومن يمكن أن ينسى دوره في فيلم العزيمة أمام (حسين صدقي وأنور وجدي وعبدالعزيز خليل وماري منيب وحسن كامل وعباس فارس وزكي رستم) .. أو دوره في فيلم (خاتم سليمان) مع زكي رستم وليلى مراد وغيرها من أفلام السينما التي كان يرفضها لأنه لم يكن يقنع إلا بالعمل المسرحي فكانت أفلام السينما هذه هي سبب شهرته بسبب وجهه الأبوي وشاربه الخفيف وصوته الذي لا تخطئه أذن.
وكان مجرد ظهور مختار عثمان على المسرح حتى ولو لم ينطق سبب في انطلاق موجه من الضحك ترج قاعة المسرح .. لذلك كان مختار عثمان يفضل المسرح لأنه يحس فيه بنبض الجمهور غير مشاهدي السينما الذين يراهم ولا يعرفهم ولا يحس بهم!.
في المسرح كانت بدايته مع يوسف وهبي في (فرقة رمسيس)، حيث شارك في مسرحية (الولدان الشريران، ثم الدكتور يويو) حتى انتقل للعمل في أوبريت (العشرة الطيبة)، حتى وقع له طلعت حرب باشا والمخرج أحمد بدرخان معا للعمل في السينما، فشارك في أفلام مثل (وداد) مع أم كلثوم ثم (عريس من استنبول وعاصفة على الريف وأولاد الفقراء والستات في خطر وشهداء الغرام وابن الصحراء) وغيرها..
كان عمه محمد محمود وزير الزراعة في ذلك الوقت في الثلاثينيات ثم رئيس الوزراء بعد ذلك، لكنه لم يذكر شيئا عن هذه القرابة ولا كان سعيدا بها لذلك رفض العمل بالسياسة كأسرته واتجه بل كيانه إلى المسرح ليسهم في تأسيس المسرح الحديث، وفي هذا يقول: “لا أحب أن أصبح وزيرا وأفضل عليه أن أمثل دور الوزير!”.
وقد لا يعرف الكثيرون أن مختار عثمان كان من أوائل من سافروا إلى إيطاليا لدراسة فن التمثيل في أحد معاهد ميلانو في نهاية الحرب العالمية الأولى، وكان المفترض أن يعود فورا إلى بلاده لكن عشقه للتمثيل دفعه إلى قرار البقاء في إيطاليا مهما كانت ظروفها السياسية حتى ينتهي من دراسته للتمثيل في المعهد هناك.
وتكون نهاية مختار عثمان في مصر بلده عام 1964 عمن عمر يناهز 66 عاما بعد أن ترك للسينما عددا من الأفلام التي أثرت تاريخ السينما المصرية.