* قبلته لفاتن حمامه فى “صراع فى الوادي” كانت سببا في زواجه منها
* البعض اتهمه بالفسق والفجور بسبب قبلة سعاد حسني
* وقبلته لـ “باربرا سترايسند” كادت تسحب جنسيته المصرية
كتب : أحمد السماحي
نحتفل اليوم بالذكرى الخامسة لرحيل النجم المصري العالمي عمر الشريف، الذى رحل عن عالمنا فى مثل هذه الأيام وتحديدا يوم العاشر من يوليو عام 2015.
عمر الشريف الذى كان ملء سماء مصر والعرب، روحا وجسدا وفنا،على مدى 60 عاما، فلا يموت من يبقى فى ضمائر وذاكرة الناس، كيف يموت الفن الذى يعبر عن حياتنا، عن فرحنا وحزننا، عن آمالنا وطموحنا، عن إيماننا وجهادنا، عن قضيتنا ونضالنا، عن حبنا وآهاتنا ، ونجمنا كان بشخصيته وأعماله كل هذا.
ولأن حياته ومشواره الفني والإنساني حافل بالعديد والعديد من المشاهد والمشاعر، فقد قررنا أن نتوقف عند بعض المشاهد المؤثرة في حياته الفنية والإنسانية، فتعالوا بنا نقلب ونستعرض هذه المشاهد.
قبلة فاتن حمامه
عام 1967 تحدثت فاتن حمامه فى حوار نادر لمجلة “الكواكب” عن زواجها الثاني من النجم العالمي “عمر الشريف”، وقبلته الشهيرة لها التى كانت سببا في زواجه منها، فقالت: كان فيلم “صراع فى الوادي” ينتهي بقبلة طويلة حارة بيني وبين “عمر”، قبلة تتلاقى فيها الشفاه أطول مدة تسمح بها الرقابة السينمائية، وكان من المفروض أن أرفض مثل هذه القبلة، فقد اعتدت ألا أسمح لأحد أن يقبلني على الشاشة قبلة مباشرة، أي قبلة في الفم.
وحدث أن أقنعني مخرج الفيلم “يوسف شاهين” بضرورة هذه القبلة، وأهميتها وأقتنعت بأن أترك عمر يقبلني، بل اقتنعت بأن أكون أنا البادئة بالقبلة، وكانت قبلة بريئة، لكن بعض محرري الصحف نشروا صورة القبلة، وكانت فضيحة كبرى، وخلال يوم واحد أصبح “عمر” الرجل المدنس الذى أهان مثلهم الأعلى، كل مصري أحس بالغضب الشديد وأنه قد خدع بهذه القبلة، وعرض الفيلم، وأثارت القبلة ضجة كبرى، وإيرادات خيالية لمنتج الفيلم، وعديدا من التقولات والتكهنات، سواء فى الشارع المصري أو من بعض الزملاء والزميلات فى الوسط الفني، وبدأ الجميع يؤمنون حقا أن ثمة حبا يجمع بيني وبين “عمر”، وقد كان مثل هذا الحب قد أصبح قائما بالفعل، خاصة إنني كنت مطلقة، وبدأت أفكر فعلا فى أن أستجيب لهذا الحب، ومضت الضجة التى صاحب عرض الفيلم، وبعدها قررنا أنا و”عمر” أن نتزوج.
قبلة سعاد حسني
إذا كانت قبلة “فاتن حمامه” قادته إلى الزواج منها، فقبلته لـ”سعاد حسني” فتحت عليه النار حتى أن البعض اتهمه بالفسق والفجور، ففى نهاية عام 1959 كان يمثل أمام “سعاد حسني” فيلمه الكوميدي الشهير “إشاعة حب” إخراج “فطين عبدالوهاب”، حيث جسد شخصية شاب متزمت لا يجيد معاملة الفتيات، وليس لديه أي علاقات عاطفية، وتطلبت الأحداث أن يقبل “سميحة” إبنة عمه أو “سعاد حسني”، فقام بتقبيلها بطريقة عنيفة تؤكد إنه لا يجيد الحب.
وأثناء الدعاية للفيلم، وزع منتجه “جمال الليثي” صورة القبلة بين “حسين وسميحة”، وانهالت السهام على “عمر”، وقامت كثير من الصحف والمجلات بالهجوم عليه، واتهمه البعض بنشر الفسق والفجور، ورفض نجمنا الكبير الرد أو التعليق على هذا الهجوم الشديد، لكن الصورة اتضحت تماما عندما عرض الفيلم، واكتشف الجميع أن القبلة ليس فيها أي حرارة، ولكنها مجرد قبلة خاطفة لا تتعدى مدتها الثواني، وأنه انتزعها خلسة من البطلة، وأثارت ضحك الجمهور فى صالة العرض.!
قبلة باربرا
أما القبلة الثالثة فكادت تسحب منه جنسيته المصرية، وعن هذه القبلة يقول عمر الشريف فى كتابه “الرجل الخالد” للكاتبة الفرنسية ماري تيريز الذى ترجم لعدة لغات: فى عام 1967 كنت أعمل فيلم “ذهب ماك كينا”، وتعودت أن أتناول غذائي يوميا فى “كانتين” الاستديو.
ويوميا كان المنتج راي ستارك، والمخرج وليام ويكر يتناولان الغذاء أيضا على مائدة بجانبي، حيث كانا يستعدان للبدء فى تصوير فيلم “فتاة مرحة”، وكانا يقومان باختيار الممثلين، وكانت “باربرا سترايسند” تلعب نفس القصة على المسرح كمسرحية فى “برودواي”، وتم ترشيحها لبطولة الفيلم، ووقعا المنتج والمخرج فى حيرة بسبب عدم عثورهما على البطل المناسب الذى يلعب دور البطولة أمام “باربرا”.
ولم يكن العثور على النجم الذى يشارك فى بطولة الفيلم مسألة سهلة، فالسيناريو بنى حول “باربرا”، ونظر لي المنتج “ويكر” كثيرا وسرح وسأل المخرج: لماذا لا يكون “عمر الشريف”؟!، وقد سبب هذا السؤال الذى أطلقه المنتج صدمة للمخرج وبعض العاملين فى الفيلم، وقالوا جميعا على استحياء: أنها فكرة لم لا؟ وتم كل شيئ بسرعة، وكان منتج فيلم “فتاة مرحة” هو نفسه منتج فيلمي “ذهب ماك كينا”، لهذا سارع بإنهاء التصوير حتى يبدأ تصوير فيلم “فتاة مرحة”.
وبعد توقيعي العقد ومرور أيام قليلة حدثت حرب يونيو 1967، كان المال المستثمر فى إنتاج الفيلم مال يهودي والجو العام فى الاستديو أثناء التصوير فى صف إسرائيل، والمنتج والمخرج والبطلة يهود، وفجأة سيطرت على المكان موجة من الفزع، ويومها قالت “أم باربرا”: لن تمثل ابنتي أمام مصري!، وهدد منتج الفيلم “راي ستارك” بفسخ عقدي، أما “باربرا” فقد أجلت التصريح برأيها.
لكن مخرج الفيلم تضامن معي وقال: يا جماعة إننا فى أمريكا بلد الحرية وأنتم بتصرفكم تجعلون من أنفسكم مذنبين بنفس الأسباب التى نقف ضدها، وأن يمثل مصري معنا ليس كارثة، وهدد المخرج قائلا: إذا لم يمثل “عمر” هذا الفيلم فإنني لن أخرجه أيضا، ووافق الجميع على مضض.
ومرت أيام التصوير بسلام حتى جاء اليوم الذى كان علينا أن نقوم فيه ببروفة موقف غرامي بيني وبين “باربرا”، وطيرت صحيفة فى نيويورك صورة لي وأنا أقبل “باربرا” ووصلت الصورة إلى الصحافة المصرية وتم مهاجمتى بقوة، وطالب البعض بسحب جنسيتي المصرية لأننى خائن وأقبل فتاة يهودية أقامت مهرجانا لتجمع فيه مالا لإسرائيل.
ولم يكن أحد يعلم شيئا عن موضوع الفيلم، لكن البعض اعتبر الفيلم دعاية لإسرائيل، وانتقل الهجوم ومنع دخولي من مصر إلى بعض الدول العربية، ويومها سألتني وكالة أنباء “أسوشيتد برس” ما رأيك فى المقالات المصرية التى طالبت بسحب الجنسية المصرية منك بسبب فيلم ” فتاة مرحة”؟ فقلت: إننى لا أسأل أي فتاة قبل أن أقبلها عن جنسيتها أو وظيفتها أو ديانتها سواء كان ذلك على الشاشة أو بعيدا عن الشاشة!.
رحم الله نجمنا العالمي الذي كان فخر لنا جميعا كعرب، ورسول محبة وسلام في السينما الأجنبية.