سوق السلاح.. أم سوء إدارة الفيلم؟!
بقلم : سامي فريد
ستشعر معي بالأسف ولاشك على ما انفقه محمود المليجي منتج الفيلم وصاحب شركة (أفلام النجم الفضي) رغم ما كان يعتقده وهو معذور فيه من نجاح قد يكون مذهلا بعد أن حشد لفيلمه كل ما استطاع من العناصر التي ستكون سببا مؤكد في نجاجه..
لكن.. وآه منها كلمة!!
فعنوان الفيلم مراوغ ومضلل ولا علاقة له بسوق السلاح ولا بأي سلاح أو أي سوق سوي سوق المخدرات في حارة تجار المخدرات.. فلماذا إذن الإصرار على تسميته الفيلم بهذا الاسم الذي قد ينخدع به بعض المشاهدين ظنا منهم أنه قد يكون للفيلم أي إشارات أو تلميحات تاريخية قديمة أو جديدة!!
فالفيلم قد حشد له الفنان المليجي كل من استطاع أن يثق في أسمائهم مثل جليل البنداري صاحب القصة.. وهو أيضا شريك في السيناريو والحوار مع عبدالحي أديب وبهجت قمر.
وتقول العبارة المستمدة من المثل الشعبي القديم (إنه إذا كثرت الرؤوس في المركب فهي لابد ستشرف على الغرق).
وحارة تجار المخدرات هذه التي تسمى بها الفيلم هى حارة سوق السلاح! ولعله هنا هو سلاح مكافحة المخدرات!!
وكنت أنتظر ومعي غيري بعد ما رأيت حشد الفنانين الكبار في الفيلم (هدى سلطان وفريد شوقي ومحمود المليجي ومحمد رضا وحسن يوسف وعبدالسلام محمد)، وغيرهم من كورس العصابات التقليدية التي أقرتها السينما المصرية لأمثال تلك الأفلام المكررة والمعادة أمثال هؤلاء المظاليم: (محمد صبيح ومطاوع عويس وحسين إسماعيل وبليغ حبشي وعجمي عبدالرحمن وعلي المعادن وعباس رحمي وأنور مدكور وطوسن معتمد وعبدالمنعم سعودي).. وباختصار فهم كل الحارة.. وكلهم من تجار المخدرات.
لم ينج منهم سوى “العالمة” بهية المحلاوي هدى سلطان شقيقة صلاح حسن يوسف طالب الشرطة المشرف على التخرج من كلية الشرطة ضابطا تتمنى له أن يرج هذه الحارة التي يحكمها المعلم شكورة محمود المليجي.. ثم برهومة عبدالسلام محمد وكيل أعمال بهيجة المخلص.. أما باقي الحارة فحدث ولا حرج وكلهم من أصحاب الكلمات والمطاردات لتكتمل بهجة الجمهور بفريد شوقي وهو يشبع فيهم ضربا رغم أنه قد أصبح وفي برهة من الزمن الساعد الأيمن للمعلم شكورة، رغم أنه قد وفد على الحارة حديثا يبحث عن قريبه محمد رضا تاجر مخدرات أيضا فيصطدم برجال شكورة الذي يرى في الوافد الجديد رجلا بطلا سينتفع به لينجح الفيلم!
حتى صلاح “حسن يوسف” ضابط الشرطة الطالب يتاجر أيضا في المخدرات رغم تحذير أحد كبار معاوني شكورة من تجار المخدرات له حتى لا يخوض معهم فيما هم فيه.
لكن الضابط (الذي سوف يكون) يصر على رأيه قائلا فيما يشبه التوسل، إنه يحتاج إلى هذا المال ولا تدري لماذا فلا جليل البنداري ولا عبدالحي أديب ولا بهجت عمر استطاعوا ان يقتعونا بهذا السبب الوجيه الذي يجبر الضابط الشاب على الانضمام لعصابة المخدرات هذه حتى يموت في إحدى المطاردات، عندما يبتلع كل ما كان معه من البضاعة ويرفض شكورة إسعانه خوفا من مساءلة البوليس له.
وتستمر أحداث الفيلم على ما فيه من أخطاء ساذجة من هول الحشد الذي حشدوه له.. حتى صلاح ضابط الشرط المنتظر كان شعر رأسه تماما على أحدث موضوات قصات الشعر وكلنا يعرف قصات شعر ضباط الشرطة التلامذة وهي كلها نمرة 3 “!!”..
هذه عينة من الأخطاء الساذجة التي غفلت عنها عيون الأساتذة كتاب السيناريو وعيون المخرج كمال عطية، ثم ولا أغض الطرف عن مدير التصوير مصطفي حسن حيث كان من الأفلام الغريبة في بعض المشاهد التي كانت تحتاج مصطفي حسن وكلنا يعلم ولا شك دور الإضاءة في إنجاح بعض المشاهد.. وأيضا دور الظلام في إنجاح البعض الآخر!!
حيل المطادرات في الفيلم كلها معادة ولا جديد فيها.. وكما تحسرنا على ما أنفقه المليجي على الفيلم الذي كان يتمنى نجاحه ولاشك فقد تحسرت أنا وبصفة شخصية على الدور الذي لعبه ذلك الرجل المحترم الذي لم نشاهده في كل ما سبق من أفلام سوى الشيخ العجوز الوفور لنفاجأ به في هذا الفيلم من رجال شكورة أيضا وهو الأستاذ (زكي ابراهيم)، رغم قصر المشهد الذي إلى الآن لست أدري كيف ارتضاه؟!..
وكان من الممكن أن ينجح الفيلم.. “وياريت” على رأي الفنان فريد الأطرش.. لكن يا ريت عمرها ما كانت تعمر بيت!.