الشيطان يجمع بين “مصطفى محمود وعبدالوهاب وشاهين”
كان بين الفنانيين زمان علاقة أقرب إلى الأخوة الصادقة، يعيشون طوال أيام التصوير علاقات صداقة بريئة، وزمالة محترمة، بعيدة عن المصالح الضيقة، والمنافع المؤقتة، والشوائب المكدرة، علاقة قائمة على الثقة والمودة والبساطة، أساسها الصدق وفروعها الكلمة الطيبة وإحسان الظن والألفة، لهذا كانوا يجتمعون دائما فى بداية أي فيلم أونهايته ليأخذون مع بعضهم صورة تذكارية أو ” سيلفي” بلغتنا الآن.
كتب : شهريار النجوم
هل الدين هو “الدروشة” والمسبحة والذقن الطويلة والزي؟ أم أن يطل علينا الدين من خلال إنسان عصري، ووسائل عصرية كالتليفزيون والإذاعة والسينما بلغة عصرية أيضا؟ هذا هو السؤال الذي تطرحه مسرحية “الشيطان يسكن بيتنا” التى كان ينوي المخرج المسرحي الكبير “نبيل الألفي” تقديمها على خشبة المسرح المصري، في منتصف السبعينات، وفي باب “سيلفي النجوم” هذا الأسبوع نتوقف عند صورة تجمع بين ثلاثة من أقطاب المسرحية المؤلف الدكتور “مصطفى محمود” وبطل ونجم المسرحية “يحيي شاهين” الذي نحتفل في نهاية هذا الشهر بعيد ميلاده، والموسيقار الكبير “محمد عبدالوهاب” الذي كان من المقرر أن يضع الموسيقى التصويرية للعمل المسرحي، والذي كان وقتها قضية الدكتور “مصطفى محمود” نفسه، حيث دخل معارك كثيرة مع من حاولوا مصادرة محاولته فى تقديم تفسير عصري علمي للدين.
وبطل “الشيطان يسكن في بيتنا” رجل صوفي عصري يعيش حياة العصر بكل متناقضاته ولا يعتصم بدينه رافضا ما حوله بعيدا عن معايشة الواقع بانحرافاته، لكنه يعيش التجربة طولا وعرضا مسلحا بإيمانه واثقا من أن محاربة الرزيلة لا تأتي فقط عن طريق الخطب الدينية، ولكن بمناقشة واقتحام كل ما طرأ على العصر من سلبيات، والمسرحية تفضح دسائس ومؤمرات الغرب ضد الإسلام التى محورها إشاعة الإنحلال وروح التفسخ والمخدرات والإباحية في العالم الإسلامي.
الموسيقار “محمد عبدالوهاب” أكد يومها اقتناعه بهذا التناول العصري لرسالة الدين، فهو يعتقد فى صحة التفكير الحر مهما كان، وأشاد النجم الكبير “يحيي شاهين” بدور البطل ويتمنى أن يعود به إلى المسرح بعد غيابه 12 عاما عن الوقوف على خشبته.