سؤال أجاب عنه فيلم (السفيرة عزيزة)
بقلم : سامي فريد
الصدفة.. أم أزمة الشقق.. أم الحظ عندما يتعثر كان هو السبب فيما حدث لبطل فيلمنا هذا الذي ومن بدايته يقدم لنا صورة واقعية، فالبطل هنا هو المدرس الذي يحمل أخلاقه ومبادئه ويحاول أن يعيش بها في مجتمع قد يسيطر عليه الجهل الغشوم والقسوة المفرطة ولغة القوة.. وهذا هو الطرف الثاني في هذا الحي وهذه الحارة.
بطل القصة المدرسة هو (شكري سرحان) الذي يبحث عن شقة يسكنها تكون قريبة من المدرسة التي انتقل للعمل بها.. والطرف الثاني هو (سلطان الجزار) الجاهل الضال الذي لا يعبأ بمخلوق.. وهو وبالمصادفة سيكون جار المدرس.. فالشقة تواجه الشقة والمحرمات هنا كثيرة.. فالخروج بحساب والدخول بحساب والأبواب والنوافذ مغلقة، لكن يظهر الطرف الثالث في القفص وهى (السفيرة عزيزة) الشابة الجميلة شقيقة الجزار وجارة المدرس الشاب لتبدأ أحداث القصة.. هادئة في البداية، لكنه الهدوء الحدث الذي سرعان ما ينقلب إلى مواجهة بين طرفين لا يقفان على نفس المستوى، فأحدهما وديع غير مقاتل.. والثاني هو الشر والجهل والظلم ذلك كله عندما يتقدم البطل لخطبة (السفيرة عزيزة) لتكون زوجته، لكنه يضع نصب عينيه كل المحاذير التي عرفها عن المعلم الجزار وأهل بيته وسطوته وكلمة في المنطقة، لكنه أمام جمال السفيرة يرضخ ويحاول أن يعيش بعيدا عن الشر وملاحقات الشر وكل همه أن يتجنبه ما أمكن.
لكن ما كان يحلم به البطل يبدأ يتكشف لنا أنه احتمال بعيد.. فالمواجهة واقعة واقعة طال الزمان أم قصر، وذلك عندما تطلب الزوجة الشابة الجميلة من زوجها أن يأتي لها من شقيقها الباطش بالورقة التي تحمل إمضاءها له، والذي يعني انتقال ميراثها من المرحومة أمها إليه، وهو بيت تريد استرداده.. وتدخل الزوج هنا تدخلا بين شقيقين في شأنه لا علاقة له به، لكن الزوجة الشابة تضغط بجمالها مرة.. وصراحة مرة.. ثم يصل الأمر إلى حد الوقوع في الخطأ الذي يثير أعصاب الزوج عندما تتهمه بأنه “ليس رجلا” ولا يستطيع أي يأتي لها بحقها الضائع”.
ويحاول الزوج أن يشرح لها لتفهم.. ولكنها تصر على عدم الفهم ومعها زوج لا يستطيع حمايتها والوقوف موقف التحدي أمام شقيقها.. فتبدأ القضية بين الزوجين.. في البداية بشكل خفيف وضاحك ينتهي بهجر فراش الزوجية.
لكن الزوج يحاول بهدوء المثقف مع الشقيق الغبي لجاهل فيواجه بلغة لم يكن يتوقعها.. والأخطر بسكين مشرعة تكاد تنفذ إلى بطنه.
ويتراجع الزوج حرصا على الكرامة أو ما تبقى منها فلا يجد الزوجة في شقة الزوجية، وهنا تبدأ تهل علينا مقدمات المواجهة التي ستحسم كل شيء.
يرتفع صراخ الزوجة التي لجأت إلى شقة شقيقها تاركة شقة الزوجية، وهو أمر يمس رجولة الزوج في الصميم فيذهب إلى شقة الشقيق ليعيدها إلى شقته.. ومع صراخها واستغاثاتها التي تسمعها كل الحارة.. ويسمعها الشقيق ورغم تدخل “الأستاذ حكم” مدرس اللغة العربية بالمدرسة وصديق الزوج والذي قام بإبلاغ الشرطة وهو ما كان الشقيق قد أدركه وحسب حسابه فيأمر أعوانه بافتعال مشاجرة كبيرة في الحارة لتنشغل بها الشرطة ويصعد هو لتأديب الزوج الذي لا يجد مفرا وحلا إلا المواجهة.. مواجهة هذا الجاهل الغاشم الظالم والذي أفسد عليه حياة هادئة كان يحلم بها، فيتحول الزوج الوادع إلى مقاتل صفقت له كل جماهير الصالة وهو يواجه المعلم.. بل وينتصر عليه ويعيد إلى زوجته التي كانت قد اتهمته بعدم الرجولة.. يعيد إليها “حجة” البيت وقد أنهى إليها قراره بطلاقها لها لتبدأ وتبحث لها عن زوج يكون رجلا يليق بها.
وكعادتنا في النهايات السعيدة تعرف الزوجة خطأها وتعتذر عنه لتعود إلى زوجها ويعود الحب إلى شقة الزوجية السعيدة.. وينتصر المبدأ.. وتنتصر الأخلاق.. وتنتصر الإرادة عند اللزوم على الجهل وظلم الظالمين مهما كانت شراستهم أو سطوتهم لأنه.. وكما قال الإمام علي كرم الله وجهه:
“من صارع الحق صرعه”.. وهنا ما كان عدما انتصر الحق على الباطل..
بقي أن نقول أن أبطال الفيلم هم (عدلي كاسب وشكري سرحان وسعاد حسني) .. ولن ننسى وداد حمدي التي وجدت حلا لتعيش في هذا الجو الملبد بالشر.