نكشف: بداية ونهاية شركة (فريد شوقي ورشدي أباظة ونادية لطفي) !
كان بين الفنانيين زمان علاقة أقرب إلى الأخوة الصادقة، يعيشون طوال أيام التصوير علاقات صداقة بريئة، وزمالة محترمة، بعيدة عن المصالح الضيقة، والمنافع المؤقتة، والشوائب المكدرة، علاقة قائمة على الثقة والمودة والبساطة، أساسها الصدق وفروعها الكلمة الطيبة وإحسان الظن والألفة، لهذا كانوا يجتمعون دائما فى بداية أي فيلم أونهايته ليأخذون مع بعضهم صورة تذكارية أو ” سيلفي” بلغتنا الآن
كتب : أحمد السماحي
أسعدني الحظ منذ عشرين عاما وفى بداية حياتي الصحفية بكتابة مذكرات النجم الكبير “رشدي أباظة” مع شقيقه الفنان الراحل “فكري أباظة”، هذه المذكرات التى نشرت فى مجلة “الأهرام العربي” ورفعت نسب توزيع المجلة بشكل فاق الخيال، وصدرت مؤخرا ككتاب بعنوان “الدنجوان رشدي أباظة .. أسطورة الأبيض والأسود”، كتب لي مقدمتها نجمنا الكبير وصديقي الفنان الراحل “نور الشريف”.
وقد أسعدني الحظ أيضا بسماع “رشدي أباظة” وهو يحكي بصوته أجزاء متفرقة من قصة حياته، ومن الحكايات الطريفة التى حكاها قصة تأسيس شركة “النجوم الثلاثة” التى جمعته بالملك “فريد شوقي” وصديقتي النجمة الرائعة “نادية لطفي” فتعالوا بنا نسترجع الذكريات مع الصور الخاصة جدا.
في عام 1966، التقى رشدي بـ “ليدي السينما المصرية” “نادية لطفي” في فيلم “جريمة في الحي الهادئ” وكان الفيلم هو اللقاء الرابع بينهما بعد “سلطان” و”الباحثة عن الحب” و”عندما نحب”، وفي أثناء تصوير هذا الفيلم نشأت علاقة صداقة حميمة بين الاثنين، كان “رشدي” يطلق عليها “الواد الشقي” بينما اسمته “الطفل المتهور”، ونتيجة لهذه العلاقة تم اعتماد “نادية لطفي” الأخت الكبرى في عائلة “سعيد أباظة” الأب، بل بات لها الحق في التدخل في شئون الأسرة.
النجوم الثلاثة
في تلك الفترة، كانت ابنته “قسمت” قد انتقلت إلى الإقامة في بيت “سامية جمال” بعد أن ضاقت بصرامة جدها، ورغم أنه استجاب لطلبها إلا أن “رشدي” ظل قلقاً عليها، ولكن عمله السينمائي كان يأخذه منها كثيراً، وفي أحد أيام تصوير فيلمه “العيب” التقى صديقه “فريد شوقي” وتحدثا طويلاً عن السينما والفن، وأبدى “رشدي” رغبته في تقديم فيلم مشترك بينهما بعد النجاح الكبير الذي حققه فيلمهما “طريق الشيطان”، فرحب فريد بالفكرة واتفقا على إنتاجه معا، وحين عاد “رشدي” إلى منزله اتصل بـ “نادية لطفي” وروى لها ما حدث فأبدت استعدادها لمشاركتهما في الإنتاج، وفي اليوم التالي التقى الثلاثة في شقة “رشدي أباظة” ومعهم المحامي “لبيب معوض” لإبرام عقد الشركة الجديدة التي أطلقوا عليها اسم “النجوم الثلاثة” برأسمال قدره 12 ألف جنيه.
اختار النجوم الثلاثة سيناريو الفيلم الذي يمثل الخطوة الأولى في شركتهم، وبدأت الخطوات التنفيذية، وكان لابد قبل بدء التصوير أن يبرموا عقد التوزيع، فعقدوا اجتماعاً في مكتب “رشدي” مع الموزع الخارجي الذي جلس يملي شروطه المجحفة عليهم فاضطر الجميع إلى الموافقة على مضض، ولكنه تجاوز الأمور الإنتاجية والمالية وبدأ في وضع شروط فنية لابد من الالتزام بها، في تلك اللحظة فقد “رشدي أباظة” قدرة السيطرة على نفسه، فقفز من خلف مكتبه وأمسك بتلابيب الرجل وصرخ في وجهه قائلاً: “غير مسموح لك بالتحدث في تفاصيل العمل الفني لأنك تاجر” وبينما حاول “فريد شوقي ونادية لطفي” تخليص الرجل من قبضته حيث كان “رشدي” يعتدي عليه بعنف ثم نهره بقوة، ولم يصدق الموزع ما حدث فهرول إلى الخارج مسرعاً، وجلس “النجوم الثلاثة” ينظرون إلى بعضهم البعض للحظات، ثم انفجروا في موجة ضحك هيستيرية!
مرت الأيام والنجوم الثلاثة يجتمعون ويسهرون ويقيمون الحفلات للأصدقاء، وبعد عدة أشهر اكتشفوا أن رأسمال الشركة لم يتبق منه سوى 6 آلاف جنيه، فاقتسموه، وكانت هذه نهاية شركة النجوم الثلاثة التي لم تنتج فيلماً واحداً!
وبهذه المناسبة ننشر فى باب “سيلفي النجوم”صورة تذكرنا بالنجوم الثلاثة يوم توقيع العقد.