رئيس مجلس الادارة : محمد حبوشة
رئيس التحرير : أحمد السماحي

وداد حمدي .. ماتت كما تمنت لها كاميليا!

في دور خادمة

بقلم : سامي فريد

40 عاما من العمل في السينما والمسرح تنتهي بـ 35 طعنة سكين من صبي ريجيسير فاشل اسمه (متى باسيليوس)، كان يتخذ من عمله وسيلة لدخول منازل الفنانين لسرقتهم.. أو حتى قتلهم لو لزم الأمر، فكانت نهايته بالإعدام شنقا بعد غدره بالفنانة وداد حمدي الوحيدة التي استقبلته وكانت تعطف عليه كان يحكي لها عن ظروفه.. وكان قبل أن يقتلها قد وضع خطة ليقتل يسرا أو أحمد زكي أو هشام سليم وشيرهان فطرده الأمن في أغلب الأحوال، لأن الجميع كانوا يرفضوا أن يعملوا في أي أفلام عن طريقه لمظهره الإجرامي.

بدأت وداد حمدي أو (وداد محمد عيسوي زرارة) في الفن وكان تخطط لنفسها أن تكون مطربة ولو في الكورس حتى أعجبت بأدائها المنتجة آسيا داغر فعملت معها في فيلم “هذا ما جناه أبي” ثم توالت معها الأدوار حتى سقطت في “فخ” أدوار الخادمة التي يبدو أنها بسبب اندماجها وخفة ظلها وسرعة بديهتها،عاشت معها معظم أدوارها في حوالي 700 عمل فني لدرجة أن المشاهدين لم يتصوروا أن يخلو فيلم منها!!

مع سعاد حسني

ووداد حمدي بداية من كفر الشيخ ثم انتقلت إلى المحلة الكبرى مع أسرتها ثم أخيرا إلى القاهرة لتبدأ البحث عن عمل بعد تقاعد والدها وحالة الفقر التي حطت على الأسرة فانتقلت وداد لتعيش في بيت عمها بالسيدة زينب.

ولم ترفض وداد حمدي أدوار الخادمة لتسامحها وحبها للتمثيل، وكانت بالفعل تعمل شغالة في بيت (ماري منيب أو ميمي شكيب أو إحسان الشريف)، لكن ما كان يشعرها بالإهانة بالفعل هو ما تقرأه في السيناريو أمام دورها عندما يكتب المؤلف جملة “هنا دور وداد حمدي لتعمل الشويتين بتوعها” فتندهش وتغضب وتقول “هو الاندماج حرام؟، طب هاتوا حد غيري يعرف يعمل اللي أنا بأعمله!.

مع إسماعيل يس
مع فاتن حمامة

ومن منا يمكن أن ينسى أدوارها في فيلم “السفيرة عزيزة” كزوجة للجزار عدلي كاسب، أو دورها كعاشقة للقطط زوجة تاجر المواشي في فيلم “الأيدي الناعمة”..

أو دورها في فيلم “قمر 14” أمام كاميليا ومحمود ذو الفقار وعبدالفتاح القصري وحسن فايق عندما مثلت دور المرشحة للزواج من محمود ذو الفقار ابن الباشا.. وقد حدث أغرب ما يمكن أن يتصوره العقل في هذا الفيلم عندما دعت عليها كاميليا أن تموت مطعونة بسكين في قلبها! فتحققت الدعوة وماتت وداد حمدي قنبلة بالطعن بالسكين!!

وقد دعت وداد حمدي على كاميليا في الفيلم بأن تموت محترقة! وقد ماتت كاميليا محترقة في حادث الطائرة المعروف.

ويجمع النقاد وكل من يقدر لها أدوارها في السينما بأن دواد حمدي كانت السبب فيما لحقها من إهانة في المجتمع فهي الفنانة الوحيدة التي تعرضت للإهانة في حياتها بسبب أدوراها في السينما أكثر من مرة!

وتعرضت للإهانة عندما خطبها شقيق الفنان فريد شوقي ضابط الشرطة أحمد شوقي فواجهته عاصفة من الرفض بسبب زواجه من خادمة.. وكان تعليق إحدى سيدات الأسرة “إزاي يتجوز واحدة كانت خدامة هدى سلطان في الفيلم؟!.. وبلعت وداد حمدي الإهانة وسافرت إلى الإسكندرية لتنسى ثم تعود بعدها إلى العمل الذي تحبه بسبب تسمحها وتواضعها الشديد.

في دور بدوية

ومرة آخرى تعرضت للاهانة من سيدة خليجية ثرية في أحد محلات الأزياء وكانت بصحبة الفنانة هدى سلطان عندما جذبتها السيدة الخليجية بعنف لتبعدها بعيدا عن هدى سلطان التي كانت تريد أن تكلمها.

وتعرضت للإهانة في حوار معها في التليفزيون عندما وضعها في آخر قائمة المتكلمين رغم أنها كانت معروفة عنهم لكنها لم تحزن وقابلت الأمر بالابتسام وهي تقول: يعني ياربي أنا اشتغلت في 700 فيلم وعملت أي دور اتعرض عليا.. مالزقش فيا غير دور الخدامة؟!.

ولن يفوتنا هنا بالطبع أن نذكر أنها من أصول كروية.. وأنها كانت أهلاوية متعصبة تعصب أشد الغضب إذا انهزم فريق الأهلي.. وتفرح إلى حد الزغاريد إذا كسب الأهلي مباراته..

وللفنانة وداد حمدي التي درست لمدة عامين في معهد التمثيل بعض الأدوار التاريخية والإسلامية الناطقة باللغة العربية الفصحى التي تجيدها.. كما أن لها عددا من الأدوار التي تفوقت فيها على المسرح مثل مسرحيات “عزيزة ويونس” أو “20 فرخة وديك” أو “عشرة على باب الوزير” و”لعبة اسمها الحب” كما كانت بديلة للفنانة عقيلة راتب في مسرحية “شهر زاد”

مع كاميليا

وكان تفسيرها لحبها لأدوار الخادمة هو أنها تحب الست البلدي ولا تحب حياة الهوانم، وتقول عن كل من جاءوا بعدها لتمثيل أدوار الخادمات أنهن لا يصلحن لهذه الأدوار بسبب الباروكة أو ريميل العيون أو الملابس التي تجعلك تستطيع التفريق بينها وبين الهانم التي تخدمها.

وتضيف: أنا لم أقلد أحداً.. وكانت لي شخصيتي المتميزة رغم أنني كنت أمثل وزينات صدقي في عز مجدها فلم أقلدها، وكان للفنانة زينات صدقي لونها الذي لا ينافسها فيه أحد.. كان لي أنا أيضا لوني الذي لا ينافسي فيه مخلوق.

ولنذكر معا أدوارها في أفلام كثيرة مثل (ورد الغرام أو الحموات الفاتنات أو عنتبر وعبلة كصديقة للنجمة كوكا.. أو دورها في فيلم إشاعة حب أمام عمر الشريف وهند رستم وسعاد حسني).

رحم الله الفنانة المتواضعة والمتسامحة التي لم تغضب في حياتها مخلوقاً في الوسط الفني، أو في خارج الوسط الفني!.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.