* رحلتي بدأت من الأهرام على جناح البحث العلمي وصولا إلى سكاي نيوز عربية
* تخرجت من كلية الاقتصاد والعلوم السياسية وكنت من المتوفقين على مدار دراستي
* التحاقي بالكلية كان بناء على رغبة والدي رغم أنه كان طبيبا وأنا الابنة الوحيدة له
* كنت أحظى باهتمام وعناية خاصة جدا من جانب والدي عن بقية أخواتي الأولاد
حوار أجراه : طارق رمضان
منذ صغرها كان ترتيبها الأولى على مدرستها، وهذا شجعها على التميز بين أقرانها، لذا عرفت طريق الإعلام منذ مراحل التعليم الأولى، حيث كانت تواظب على متابعة الأخبار في التليفزيون وتقرأ الصحف بنهم شديد، خاصة الشأن السياسي، وهو مانمى بداخلها حاسة البحث والتحليل، وقد شجعها والدها على تنمية قدراتها أكثر وتوجيهها إلى العمل بالإعلام، ودائما كان يقول لها: (البنت لابد وأن تكون متفوقة في دراستها وتلتحق بكلية قمة لأن النجاح هو الذي سيحميها من نظرة المجتمع الذكورية والذي دائما اعتاد دعم الولد عن البنت).
هى الإعلامية (آية راضي) التي تعمل مراسلة لقناة (سكاي نيوز عربية) بالقاهرة، التي تعود لجذور ريفية حيث كان الجد كان فلاحا بمركز بسيون بمحافظة الغربية، لكنه الوحيد في قريته الذي كان مصرا على تعليم أولاده ليصبحوا أطباء ومهندسين وضباط بالجيش المصري، وبالتالي أولاد العم والعمات نهجوا نفس الوظائف، لكنها الوحيدة التي خالفت عرف العائلة والتحقت بكلية قمة غير الطب والهندسة، وهى في السنة الدراسية الأولى بالجامعة، جاءتها فرصة التدريب في (مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية).
في قلب المتحف المصرية .. تقرير عن موميوات مكتشفة
** ماهى بدايتك الحقيقية في عالم الإعلام؟
كانت البداي قوية ، وتحديدا في السنة الثانية من الجامعة عملت بجريدة (الجريدة الكويتية)، وعملت في قسم (الموضة والفاشون) ، ثم حصلت على فرصة تدريب في السنة الثالثة لي في الجامعة في قناة on tv ، حيث تدربت لمدة شهرين مراسلة وبعدها ستة أشهر مساعد مخرج، والحقيقة أني تعلمت من هذه التجربة كيفية العمل في مواقع التصوير وكيفية التغلب على الصعوبات التي قد تواجهني في الشارع إضافة لأساسيات المونتاج.
** هل تحدثينا عن نقطة التحول الكبيرة في حياتك المهنية ؟
نقطة التحول الكبيرة في حياتي كانت عندما عملت في مؤسسة video cairo، ووقتها كنت في البكالوريوس وتعلمت منه أن الإنسان يمكن أن يصنع لنفسه طريقا ناجحا في الإعلام طالما لديه الرغبة على أن يكون ذات قيمة في الوسط الإعلامي، وأذكر أيضا أنه قبل تخرجي بأربعة أشهر عملت مع الإعلامي عمرو الليثي مراسلة، وكانت فترة عملي معه قرابة ٦ أشهر.
** كيف كانت بدايتك مع (سكاي نيوز عربية) ؟
في عام ٢٠١٢ بعد شهور من تأسيس (سكاي نيوز عربية)، أعلنت المحطة عن وظيفة مراسلة بمكتب القاهرة، وتقدمت للوظيفة وأجريت الامتحان، وكان من بين المتقدمات مراسلات في (الجزيرة وبي بي سي وروسيا اليوم) وغيرهم من القنوات الإخبارية والمحلية، لكني اجتازت الامتحان وكان وقتها من يقوم باختباري الصحفي الأردني الشهير أستاذي “عرار الشرع”، وكان سببا مباشرا في التحاقي بالمؤسسة، لأنه كان يرى أن الشباب لابد وأن يكون لهم فرصة طالما لديهم العزيمة والإصرار والتعلم، ووقتها كان يساعدني كثيرا في تعليمي مبادئ العمل في مؤسسة إخبارية كبيرة اسمها “سكاي نيوز عربية ، كما كان دائما يتابع تقاريري ويحرص على التصحيح و إبداء ملاحظاته.
ووقتها حصلت على فرصة للعمل مع مدير المكتب في القاهرة آنذاك الأستاذ سمير عمر، وكانت تجربة تعلمت منها كثيرا من خبرته في العمل الإعلامي ومنحني فرصا عديدة لإثبات نفسي، وخلال سنوات عملي كان لي فرصة العمل مع أستاذي خالد عز العرب، الذي كان يعمل سنوات طويلة في (بي بي سي) وجاء لـ (سكاي نيوز) وكان شابا يهتم دائما بالشباب، والمغربي المراسل المخضرم عبدالرحيم الفارسي وهو مدرسة في الصحافة التليفزيونية.
** هل ترين أن (سكاي نيوز) تعتبر مدرسة خاصة في العمل التليفزيوني ؟
نعم بالتأكيد، وهى مدرسة تعنى بالرصانة والمصداقية، فالحقيقة العمل في (سكاي نيوز عربية) جعلني أدخل المجال من أوسع أبوابه، نظرا لأن الوضع السياسي في مصر كان مضطربا، تظاهرات، حراك سياسي واجتماعي واقتصادي كبير في الشارع ووقتها كان العمل الميداني فرصة لن تعوض لأي مراسل لديه شغف لتغطية أحداث العالم كله يشاهدها نظرا لمكانة دولة كمصر بالنسبة للدول العربية والأوروبية ولصناع القرار الذين ينظرون إليها باعتبارها دولة ذات ثقل سياسي وتاريخي، وكان هذا تحديا كبيرا بالنسبة لي في إثبات مصداقية تقاريري.
لولا (سكاي نيوز) ما كنت أنا الآن، لأن فرصة العمل في قناة إخبارية فرصة لا تعوض خاصة لمراسلة صغيرة في السن، يوجد في المحطات الإخبارية صحفيون وإعلاميون من مختلف دول العالم وبالتالي أنت منفتح على تجارب عظماء، أجانب ومصريين زملاء في المكتب، وبالتالي نقلت عنهم التجارب التي ساهمت في تطوير مهاراتي بشكل كبير.
** إلى أي نوع من التغطيات تميلين أكثر في عملك ؟
أعشق تصوير القصص إنسانية، والاجتماعية، وتجارب الناس البسيطة والمهمة، ووجدت أن عملي في محطة إخبارية دولية، فرصة للترويج لمصر في الخارج، وقمت بتصوير كل معالم مصر السياحية والأثرية وعملت مسحا جغرافيا لمصر، كاميرا (سكاي نيوز عربية وصلت) لكل مكان في مصر، وربما أعجابي كثيرا بـ “ناشيونال جيوجرافيك” كان سبب عشق هذا النوع من التجارب، فدائما أتابعها يوميا على الأقل لمدة ساعة، وأحافظ على هذه العادة بلا انقطاع، ودائما أشاهد أن مصر وتاريخها الفرعوني محورا رئيسيا لديهم، كنت أتمنى أن يكون لمصر قناة مثلها تسرد تاريخ يمتد لسبعة آلاف سنة، نحن من علمنا العالم أساسيات الحياة، الفراعنة كانوا نابغين في الطب، الهندسة، والحضارة الإنسانية.
ونحن في مصر لا نروج لهذه الحضارة في قنواتنا المحلية، كثيرون لا يعرفون عنها شيئا، مصر ليست الأهرامات وأبوالهول، ما وجدته في المعابد والمقابر أعمق بكثير من ما درسناه في التاريخ، وبالتالي أصبحت “مهووسة” بفكرة تصوير كل ما هو فرعوني وما هو له قيمة حضارية، لدرجة أن أصدقاء أصدقائي يظنون أني أعمل في السياحة أو الآثار.. يتفاجئون أن أعمل في التليفزيون.
** ما الذي دفعك بالأساس لعشق الحضارة والسياحة المصريتين ؟
لولا عملي في (سكاي نيوز)، ما كنت زرت كل الأماكن في مصر، وبدون مبالغة كل مكان حتى حلايب وشلاتين.. مصر فيها قصص مثيرة غير السياسة والاقتصاد..التي دائما يركز عليها التليفزيونات المحلية، في حين أن الأجانب يدفعون مبالغ باهظة لتصوير مقبرة أو مكان أثري لأنهم يدركون قيمة الحضارة التي نشأت على ضفاف النيل الذي لولاه ما كانت نجحت الحضارة التي تظل لغزا وجنونا لكثير من العقول الغربية في نفس الوقت.
** ماهى القصص الإنسانية الطريفة التي أثرت فيك من واقع تجربتك ؟
من القصص الإنسانية التي أثرت فى، وقمت بتصويرها هي لرجل مسيحي عجوز يعلم الأطفال حفظ القرآن ويمنحهم دروسا في الأخلاق والرياضيات واللغة العربية في محافظة المنيا، والقصة الثانية لأشقاء مكفوفين يصنعون الفخار في محافظة قنا..الصبر والشقاء لمواصلة الحياة بأي شكل.
ماهى أصعب التغطيات التي واجهتك في رحلتك ؟
أصعب المواقف التي مررت بها هو تغطية تظاهرات الشارع وتعرضت لضرب واعتداء من بلطجية في الإسكندرية عام ٢٠١٣، ولعل أصعب فترة عملت فيها كانت فترة الاضطرابات في مصر، فعندما تغطي أحداثا ساخنة تكون الكلمة محسوبة عليك وعلى المحطة، وبالتالي اختيار الألفاظ والوصف الدقيق مسألة لا جدال فيها، وتتطلب ضميرا إنسانيا قبل أن تكون مهنيا، لأنك تتحدث عن أشخاص لهم عائلات وأسر وبالتالي أي كلمة هي تمس مجتمع كبير .
أيضا أنت تتحدث عن دولة في وقت أصعب من وقت الحرب، عليك أن تكون حذرا في كل كلمة وأن تحسبها جيدا لأنك قد تكون سببا في فتنة، المشاهد الذي يفتح التلفاز ليتابع ما يحدث لابد وأن تكون أمينا معه لأقصى درجة، وهذا أقل حقوقه تجاهك، وإن لم تستطع اتباع ذلك فعليك بالصمت وتترك الفرصة لآخرين لديهم ضمير وطني، وإنساني واجتماعي تجاه المشاهد.
** هل تستمتعين بعمل المراسل حتى الآن ؟
بالطبع أجد متعة خاصة في عملي كمراسلة، وأجمل ما في عمل المراسل هو أنه عمل جماعي مناصفة بين المراسل وبين المصور التليفزيوني، وأنا أدين بكل العرفان لمصوري مكتب (سكاي نيوز عربية) في القاهرة لأنه من أمهر المصورين في مصر وأي نجاح حققته هم السبب فيه وهم شركاء فيه بدون مجاملة.